هل هي صدفة؟
أم كارثة ومصيبة في آن؟
وهل هناك داهية أشد وأدهى من أن تصبح داعش والنصرة هما القضية، في عالم محاصَر بعشرات القضايا؟
كان الأستاذ الكبير طه حسين، يقول إن نهاية العالم، تبدو قريبة، عندما يصبح المواطن محاصَراً بالغثيان.
أو تجتاحه المهاترات.
أو يصبح عالمَاً بلا رجال.
سأله مربٍّ كبير: كيف يتحول العالم الى الضياع؟
ورد وزير المعارف في مصر، وعميد الأدب العربي: عندما يصعب على المرء، الفصل بين الانسان المثقف، والمواطن الطالح.
وقضية العصر الأولى أن يفتش المرء عن الصالح فلا يجده.
إنها أزمة ضياع الحقيقة.
أليست كارثة وطنية، أن يصبح مصير لبنان معلقاً على مزاج داعش وأخواتها؟
أو وفقاً لآراء النصرة وأولاد عمها والأنسباء؟
ضحك كاتب أميركي، عندما سمع أن مصير لبنان أصبح معلقاً على مزاج داعش والنصرة، وقال: لقد بات الموت أكثر رحمة من الحياة، في هذا الزمان الرديء.
***
يقول مفكر كبير: إن لبنان يصبح معلقاً على حبال المشنقة، عندما يصبح مصير الانسان تحت رحمة الجاهل، ورهناً بتصرفات الأغبياء، في عالم ضائع بين ترهات العصر والذكاء.
الا ان المفاضلة بين الذكاء والجهل مثل المفاضلة بين العقل والجهل.
كان الرئيس باراك أوباما يصارع الجمهوريين لأنه ديمقراطي أسمر. في حين كان أعداء الديمقراطيين عندهم جمهور ونواب وشيوخ، لكنهم كانوا يفتقرون الى الانفتاح على العالم، ذلك ان الجمهوريين ربحوا دورتين رئاسيتين، لأنّ جورج بوش الإبن، ربح أثار الهجوم السلبي على طائرات خطفها الأميركيون الجدد قبل دزينة من السنوات.
اللبنانيون، يقفون الآن في ذهول.
بلادهم مهدّدة بالانهيار.
ومع ذلك، فإنهم مصممون على الحياة الصعبة، على الرغم من سهولة تهديدات داعش والنصرة.
يروي ريتشارد نيكسون انه استقال في بداية ولايته الثانية، لأنه لم يقل الحقيقة عندما اتهموه ب فضيحة ووترغيت.
الآن، الآن، وليس غداً، تبدو الحقيقة مموّهة.
وفي غياب نيكسون.
وبوجود أوباما.
وبين الجمهوري الخائب الحظ.
والديمقراطي الأسمر.
ثمة تشاوف، يصعب التكهن: بمن سيكون الرابح؟
إلاّ أن أميركا ذاهبة الى أكبر أزمة، لأنها أرادت التمويه لا التوضيح في الاختبارات.
بدأت واشنطن الديمقراطية، متفاهمة مع داعش والنصرة وانتهت متخاصمة مع الحقائق.
والحقيقة لها وجه واحد، هو الصدق لا اللعب على الكلمات والتعابير والمفاهيم.