IMLebanon

أسلحة أميركية للبنان من الهبة السعودية

تعددت الدعوات الخارجية والداخلية إلى انتخاب رئيس للبنان في ظل تقديم العديد من الدول مساعدات له لمواجهة خطر الإرهاب. وأطلقت الهيئات الاقتصادية اللبنانية أمس صرخة جديدة دعت فيها القوى السياسية إلى تحمل مسؤولياتها بانتخاب رئيس جديد للجمهورية «اليوم قبل الغد»، وإلى أن «تقدم التنازلات التي تحمي بلدنا وتحصنه من المؤامرات، من دون انتظار ما يجري في الخارج». وسأل عدد من قادة الهيئات: أي دولة مستعدة لمساعدة لبنان في ظل الفراغ في أعلى منصب في الدولة؟ (للمزيد).

وإذ حذرت الهيئات من الانهيار والفوضى، تزامن موقفها مع إعلان السفير السعودي في لبنان علي بن عواض عسيري أن بلاده مع التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية ومساعدته في إطلاق حوار بنّاء يجمع كل القوى السياسية، داعياً المسؤولين اللبنانيين إلى «تغليب لغة العقل واعتماد أعلى درجات الحكمة والوعي بما يؤدي إلى تعزيز الوحدة الوطنية».

وجاءت الدعوتان في وقت يستمر همُّ تحرير العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و «جبهة النصرة» في تصدر الاهتمامات اللبنانية، وأقيمت أمس صلاة مشتركة عن روحي شهيدي الجيش اللبناني علي السيد (من عكار) وعباس مدلج (من البقاع) اللذين قتلهما تنظيم «داعش»، في إطار تنفيس الاحتقان المذهبي الذي سببه قتل مدلج، في ظل استمرار خطف عائلة أحد الجنود المحتجزين مواطناً من بلدة عرسال.

وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ليل أول من أمس، التزام الولايات المتحدة محاربة تهديد الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسورية ودعم واشنطن «شركاءها في المنطقة، مثل الجيش اللبناني، الذي يعمل على مواجهة داعش وتعزيز الاستقرار».

جاء كلام أوباما أثناء لقائه بطاركة الشرق، يتقدمهم البطريرك الماروني بشارة الراعي، على هامش حضورهم مؤتمر الدفاع عن المسيحيين في الشرق الذي انعقد في العاصمة الأميركية على مدى يومين، لبحث سبل تثبيتهم في أرضهم وحمايتهم في مواجهة تهجيرهم من قبل «داعش» في العراق وسورية. وقالت مصادر البطاركة إن الرئيس الأميركي أبدى اهتماماً بلبنان وبانتخاب رئيس جديد له.

وفي بيروت، أعلن السفير الأميركي ديفيد هيل بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام مساء، أن بلاده ستزود الجيش اللبناني طائرة «سيسنا» مسلحة وطائرات خفيفة للإسناد الجوي، كما ستسلح طائرة «سيسنا» كانت قدمتها للجيش سابقاً، وذلك «باستخدام الأموال التي قدمتها المملكة العربية السعودية بسخاء إلى لبنان». وكشف عن معدات سلمت لقوى الأمن الداخلي، منها كاشفات للقنابل «لمساعدتها في الحفاظ على شوارع لبنان آمنة». وأكد هيل أن الجيش «ليس شريكنا الوحيد، ونحن نعمل مع كل الأجهزة الأمنية»، محيياً سياسة لبنان «النأي بالنفس عن الصراع في سورية». وقال: «نشارك في دعم مواجهتكم الامتداد الخطير لهذا الصراع إلى لبنان. كما نثني على تضحيات الأجهزة الأمنية في لبنان في مهمتها لعزل لبنان عن امتداد هذا الصراع». وأعلن أن بلاده ستقدم مبلغ 103.8 ملايين دولار لمساعدة المجتمعات اللبنانية واللاجئين السوريين فيها، من أصل 500 مليون دولار أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس من أنقرة عن تقديمها للمتضررين من الحرب في سورية.

وختم هيل: «إذا ترك تنظيم داعش من دون رادع، فإنه سيهدد سيادتكم واستقراركم وازدهاركم. ولبنان ليس وحيداً في التعامل مع هذا التهديد، ومعاً سوف ننجح. وقد أوضحت الولايات المتحدة أنها لن تتردد في العمل ضد «داعش» في هذه المنطقة، أو في مساعدتكم لمواجهة تهديد «داعش» في بلدكم، لكن النجاح يمكن أن يكون مبنياً في شكل أفضل على الوحدة والتركيز، الوحدة داخل لبنان، وبين لبنان وأصدقائه. إن غياب رئيس للبلاد يحرمها من رمز مهم للوحدة، ويشتت انتباه الجميع عن مواجهة التهديد الحقيقي».

وتلقت حكومة سلام أمس دعماً خارجياً إضافياً خلال اجتماع سفراء الدول الأوروبية معه قبل الظهر. وأكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي أنجيلينا إيخهورست باسمهم «دعم الاتحاد الأوروبي للرئيس سلام وحكومته في هذه المرحلة المصيرية»، مشيرة إلى «التحدي الذي يمثله وجود أكثر من مليون ومئتي ألف نازح سوري في لبنان». لكنها شددت على أن «انتخاب رئيس للجمهورية من الأولويات للشعب اللبناني لإظهار أن هناك موقفاً موحداً تجاه كل التحديات». كما أكدت دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي.

وأعلنت السفارة الفرنسية في بيروت عن التوقيع على ترتيبات تقديم باريس مبلغ 7 ملايين يورو للصندوق الائتماني الذي أنشأته مجموعة الدعم الدولية في نيويورك عام 2013 لمساعدة لبنان على مواجهة أعباء النازحين السوريين ودعم اقتصاده. وشارك في التوقيع وزير المال علي حسن خليل والسفير الفرنسي باتريس باولي والبنك الدولي الذي يدير الصندوق ومؤسسات لبنانية رسمية، وقال خليل إن «ما هو مقدم أقل من المطلوب من حاجات للبنان». وينتظر أن تعقد مجموعة الدعم الدولية اجتماعاً لها في 27 الجاري في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة للبحث في تنفيذ الدول التزاماتها حيال لبنان. وقال باولي إن بلاده تساهم بهذا المبلغ إدراكاً منها لخطورة الوضع «وبلدنا سيستمر كذلك في تعبئة شركائه والأسرة الدولية عبر المساهمة بشكل فاعل في مجموعة الدعم الدولية».