IMLebanon

أطفال غزة بنك أهداف الطائرات الإسرائيلية والعدوان حصد 250 شهيداً

حرب الابادة الصهيونية ضد غزة تواصلت لليوم العاشر، مستهدفة البشر والحجر، وقد وصلت حصيلة العدوان حتى ساعات مساء امس الى 220 شهيدا و1623 جريحا، معظمهم من الابرياء الاطفال الذين طاردهم الحقد الصهيوني الى قبالة شاطئ غزة، ما ادى الى استشهاد 4 وجرح آخرين، والشهداء هم من عائلة بكر، كما ارتكب طيران العدو جريمة في حق عائلة ابو دقة، ما ادى الى استشهاد 3 منهم، هما شقيقان وطفل وجرح ثمانية اخرين. بالاضافة الى تدمير المنازل وبالتحديد منازل القياديين الفلسطينيين.

وفي المقابل، واصلت المقاومة دك كل المدن والقرى في فلسطين المحتلة بالصواريخ، اذ تجاوز عددها منذ بدء العدوان الـ 1000 صاروخ من مختلف الاعيرة ولم تسلم مدينة في فلسطين المحتلة من القصف الصاروخي، اذ ارتفعت الخسائر الى اكثر من مليار دولار بالاضافة الى شل الحياة الاقتصادية والسياحية، وقد اعترفت وسائل الاعلام الاسرائيلية بسقوط قتلى وجرحى واضرار مادية. وهددت كتائب القسام في رسائل نصية عبر الهواتف وصلت الى نصف مليون اسرائيلي، قائلة «ان لم تستجب حكومتكم لشروطنا ستبقى كل اسرائيل تحت النار».

صمود غزة كشف العجز الاسرائيلي «وهزالة» هذه الدولة، رغم كل المساعدات الدولية والتقاعس العربي، واسست لمعادلات جديدة بدأت تلوح في سماء المنطقة وابرزها عجز الدولة الاسرائيلية عن حماية امنها ووجودها وبالتالي تحولت الى عبء على المجتمع الدولي برمته بعد ان ابتزت كل العالم بطلب المساعدات وامنت لها كل الاسلحة حتى النووية لتأمين حدودها ووجودها الذي ظهر مكشوفا امام صواريخ فلسطينية محلية الصنع، فكيف سيكون حال اسرائيل اذا فتحت جبهة الضفة الغربية وجبهات مصر ولبنان وسوريا والاردن، وبالتالي فان كلام الامين العام لحزب الله منذ سنوات تقريبا بأنه يمكن ان نشاهد زوال هذه الدولة الغاصبة قريبا، بدأ يأخذ مجراه على ارض الواقع.

اليوم العاشر من الحرب الاسرائيلية لم يحمل اي جديد على صعيد مساعي التهدئة بعد فشل المبادرة المصرية وتأكيد حماس وكل القوى الفلسطينية ان «اي تهدئة ستكون بشروطنا، وستلبي تضحيات دماء شهدائنا وجرحانا».

فالتطورات الميدانية تؤكد ان اسرائيل في مأزق، وان قادة اسرائيل كما دفعوا الثمن في حرب تموز 2006 سيدفعون الثمن في حرب غزة 2014 وربما «طار» نتنياهو وحكومته وذهب الاسرائيليون الى انتخابات مبكرة للخروج من المأزق الذي عبر عنه وزير خارجية اسرائيل بتأكيده ان لا حلول الا بقتل الفلسطينيين وقتلهم فقط.

واضاف ليبرمان، خلال عقده مؤتمرا صحافيا بخصوص وقف اطلاق النار المقترح ان «اسرائيل انسحبت من قطاع غزة، وعندما انظر الى نتيجة ذلك والى رغبة العالم بأن نعود الى حدود العام 1967، اطرح سؤال ماذا سنفعل بعد الان؟ هل سنتمكن من التغاضي عن ذلك؟ ولذلك يجب على العالم ان يمنحنا الدعم الكامل بالسير حتى النهاية. ولا ينبغي ان نرد وانما ان نبادر».

وتابع ليبرمان انه «لا توجد طريق اخرى للعمل سوى ان يسيطر الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة، وحتى لو توصلنا الى وقف اطلاق النار، فإنه سيشكل استعدادا للجولة المقبلة».

وقال ليبرمان ان «اي محاولة للتوصل الى وقف اطلاق نار هي موافقة صامتة على ان تستمر حماس في تطوير الاسلحة»، معتبرا انه «لا يوجد بديل امام «اسرائيل» سوى احتلال القطاع».

وفي المقابل، وافقت لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ الاميركي على زيادة الدعم المالي المقدم لنظام «القبة الحديدية» الدفاعي الاسرائيلي الذي تستخدمه تل ابيب لاعتراض الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة.

وافاد راديو «سوا» الاميركي ان «اعضاء مجلس الشيوخ اقروا مساعدة بقيمة 351 مليون دولار لتمويل المنظومة خلال العام المالي 2015، الذي يبدأ في الاول من تشرين الاول المقبل، مقابل 235 مليونا و2014.

وستحتاج المساعدات المالية لعام 2015، التي تنص ايضا على 270 مليونا لانظمة اخرى مضادة للصواريخ، الى موافقة مجلس الشيوخ النهائية بحلول ايلول.

على صعيد آخر، أطلقت كتائب عز الدين القسام دفعة جديدة من الصواريخ باتجاه إسرائيل وصفت بأنها الأعنف منذ بدء العدوان على غزة. وقد استهدفت هذه الصواريخ مدن تل أبيب، وبتاح تكفا، ورمات هشرون، حيث دوت صفارات الإنذار في تل أبيب وضواحيها.وقالت المعلومات إن 10 صواريخ أطلقت من غزة باتجاه بئر السبع.

وكانت القبة الحديدية قد اعترضت ستة صواريخ من أصل ثمانية أطلقتها المقاومة الفلسطينية، وذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي أمس أن مدنيا إسرائيليا قتل بنيران صاروخ انطلق من قطاع غزة.

وأوضحت المعلومات أن صاروخين سقطا في فضاء مفتوح قرب عسقلان.

وأشارت إلى أن المقاومة أطلقت الثلاثاء 135 صاروخا، وهو أعلى رقم منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، مما تسبب في سقوط قتيل إسرائيلي قرب معبر إيريتز، وإلحاق أضرار بالعديد من المباني في المناطق المستهدفة.

في الاثناء تجددت الغارات الجوية الكثيفة، على مناطق عدة في قطاع غزة، وتجاوزت معها حصيلة الهجوم الإسرائيلي على القطاع في يومه الثامن 208 قتلى.

واستهدفت الغارات أكثر من 12 منزلا في مناطق متفرقة من القطاع، بينها منزل القيادي البارز في حماس، محمود الزهار، وثلاثة قادة آخرين في الحركة، كما دمر القصف الجوي مبنى تابعا لوزارة الداخلية في منطقة المقوسي شمال غرب مدينة غزة، وفق مصدر أمني.

وبحسب شهود عيان، فان منزل الزهار، المعروف بمواقفه المتشددة في حماس، والذي يقع في شمال منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة والمؤلف من أربع طبقات، تعرض للقصف بصاروخين على الأقل.

وأوضح المصدر الأمني أنه «تم استهداف منازل القادة في حماس باسم نعيم وزير صحة حماس السابق، وفتحي حماد وزير داخلية حماس السابق، وإسماعيل الأشقر»، وهم من جباليا في شمال القطاع، وجميعهم نواب عن حماس في المجلس التشريعي.

كذلك، تعرضت شقة في مبنى «برج داوود» في حي الرمال بمدينة غزة للقصف، ما أسفر عن تدميرها وإصابة صحافي يعمل في إذاعة «صوت الوطن» المحلية، والتي مقرها في المبنى المذكور، وقد توقف بث الإذاعة، بحسب شهود عيان.

وتجددت الغارات الإسرائيلية على غزة بعد توقف دام ست ساعات، بحسب شهود عيان. كما واصلت الدبابات الإسرائيلية القصف المدفعي على مناطق شرق حيي الزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة ومناطق شمال القطاع.

وفيما أرسلت كتائب القسام رسالة نصية إلى هواتف نصف مليون اسرائيلي، قائلة: «ان لم تستجب حكومتكم لشروطنا ستبقى كل اسرائيل تحت النار». أنذر الجيش الإسرائيلي، قرابة 100 ألف فلسطيني بإخلاء منازلهم في شرق قطاع غزة، حسب ما أعلنته مصادر عسكرية إسرائيلية.

ومن جهتهم، أوضح مراسلون صحافيون أن منشورات ألقيت فوق حي الزيتون بجنوب شرق غزة. وقالت المناشير إن الجيش سيشن «غارات جوية ضد مواقع ونشطاء إرهابيين» في مناطق الزيتون والشجاعية، «لأن كمية كبيرة من الصواريخ على إسرائيل أطلقت من هذه المنطقة».

وتم إلقاء منشورات مشابهة في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وبحسب المنشور فإن «الإخلاء هو لسلامتكم «الشخصية، محذرا السكان من عدم العودة إلى منازلهم حتى إشعار آخر.

كما أفاد عدد من سكان حي الزيتون وغيره، أنهم تلقوا، رسائل مسجلة على هواتفهم النقالة من الجيش الإسرائيلي تطالبهم بمغادرة منازلهم .

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم أن «الاحتلال قام مجددا في الساعات الأخيرة ببث عشرات الآلاف من الرسائل الصوتية على هواتف المواطنين، خاصة في المناطق الحدودية تطالبهم بإخلاء منازلهم». وبحسب البزم، فإن هذه الاتصالات «عشوائية»، معتبرا أنها «تأتي في إطار الحرب النفسية ولإرباك الجبهة الداخلية». وطالب الناس بعدم الاستجابة لها.

سياسيا قال متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» إن الحركة أبلغت مصر رسمياً برفضها مبادرة وقف إطلاق النار في غزة.وقال سامي أبوزهري، المتحدث باسم الحركة، إن نتيجة المحادثات داخل الحركة انتهت برفض المبادرة، ومن ثم أبلغت «حماس» مصر الليلة الماضية باعتذارها عن عدم قبولها.

هذا.. وقال القيادي في حركة «فتح» عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد إن لقاء عقد في القاهرة بين قيادي من حركة «حماس» ومسؤول مصري حول مبادرة القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة.

عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث أعلن أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصل إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري سامح شكري ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق للتوصل إلى وقف إطلاق النار ومن ثم سيتوجه إلى تركيا والخليج العربي، لتثبيت إنهاء العدوان على قطاع غزة».

وتابع «إن فلسطين ستتوجه للانضمام لعدد آخر من منظمات واتفاقيات الأمم المتحدة، وليس إلى منظمات إرهابية»، مشيرا إلى أن «حرب الإبادة المجنونة التي تخوضها إسرائيل على شعبنا في قطاع غزة ما تزال مستمرة، ففي الساعة الأولى من موعد وقف إطلاق النار سقط تسعة شهداء، كما تم تدمير العديد من المنازل»، وإختتم بالقول «إننا نريد لوقف إطلاق النار أن يكون فترة استعادة للحياة والإعمار والإغاثة وتحقيق الوحدة في قطاع غزّة، التي تعني الانتصار، وعدم تحقيقها هو ما تسعى إليه إسرائيل».

وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أوضح أن «نظيرته الايطالية فيديريكا موغيريني تلعب دورا في محاولة لتقريب المواقف الفلسطينية والإسرائيلية بشأن التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة».

وبعد إشارته إلى اجتماعه مع وزيرة الخارجية الايطالية في رام الله، أضاف المالكي «سنضعها في صورة اللقاء الذي سيعقده الرئيس عباس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهي بدورها ستقوم بزيارة إلى عدد من دول المنطقة بما فيها تركيا، وبالتالي فإنها ستعمل على حث الدول على تقديم المزيد من أجل وقف إطلاق النار في غزة».

في المقابل أشار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى ان اسرائيل وافقت على وقت اطلاق النار لكن حماس رفضت»، لافتا إلى ان «حماس أقفلت البابا امام الحل الدبلوماسي وهي مسؤولية عن استمرار العنف ومسوؤلة عن مقتل الابرياء الفلسطينيين والاسرائيليين لأنها رفضت المبادرة المصرية».ولفت في مؤتمر صحفي إلى ان «حركة حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية»، مؤكدا انه «لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها».

وفيما أفادت القناة الاسرائيلية الثانية أن «الحكومة الإسرائيلية صادقت على استدعاء ثمانية آلاف جندي احتياطي إضافي». اكد رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد ان «إسرائيل تستخدم ما لديها من قوة عسكرية لضبط النفس». وأوضح أن «القرار بالقيام بعملية برية في قطاع غزة أو عدمه متروك للمستوى السياسي وهذا قرار صعب»، معتبراً في حديث صحفي، أنه «إذا اضطرت إسرائيل إلى القيام بمثل هذه العملية فسيكون لها تأييد دولي واسع». وشدد على أنه «من الضروري أن تفهم حركة حماس بأنه لا بديل للجهود المصرية».

والتقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة التركية أنقرة الرئيس التركي عبد الله غل، كما التقى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، في إطار مساعٍ قطرية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتبادل الطرفان خلال زيارة العمل القصيرة لأمير قطر وجهات النظر، وتشاورا بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما ما يجري في قطاع غزة.

من جهته أكد رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور على «موقف الأردن الداعي إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وعدم استهداف المدنيين في ظل الأوضاع الإنسانية الخطيرة التي تعيشها غزة حاليا». وشدد النسور، خلال زيارة قام بها للجرحى والمصابين الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج في مدينة الحسين الطبية إثر إصابتهم جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على أن «القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع وأن غياب المفاوضات يحدث فراغا يملأه القتل والدمار». ولفت إلى انه «سيكون هناك المزيد من الجرحى الذين سيحضرون إلى العلاج في الأردن، وسوف يتم تيسير قوافل للمساعدات الطبية والإنسانية بأوامر من الملك عبدالله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله». وأشار إلى أن «المملكة الأردنية الهاشمية تبذل كل جهدها لإيصال المساعدات الطبية والإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، وتسهيل تقديم العون الطبي والإنساني ومعالجة الجرحي والمصابين من أبناء القطاع».

على صعيد آخر أكد ممثل اللجنة الرباعية في الشرق الاوسط توني بلير، أنه «لن تكون هناك دولة فلسطينية بدون مصالحة»، وأعرب، حسب ما نقلت قتاة «سكاي نيوز» عن «رغبته في أن يحكم الشعب الفلسطيني سلطة واحدة».