IMLebanon

أعداء الأمس في خندق واحد ضد “داعش”

لم تعد إسرائيل بمنأى عن خطر “داعش” بعد سيطرة تنظيمات تابعة للمعارضة السورية بينها جبهة النصرة على معبر القنيطرة واقترابها من السياج الحدودي في هضبة الجولان وانسحاب المراقبين الدوليين من هناك. صحيح ان هذا التنظيم ليس حتى الآن بين التنظيمات الموجودة هناك، لكن هذا لم يمنع رفع علم الدولة الإسلامية في مواجهة مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان.

تبدل الوضع في الجولان يضع إسرائيل امام تحديات جديدة، فقد باتت الآن محاطة بتنظيمات مسلحة معادية لها على حدودها الشمالية والجنوبية والشرقية. ففي الشمال هناك “حزب الله”، وفي الجنوب هناك “حماس”، والتنظيمات الجهادية في الشرق. صحيح أن هذه التنظيمات لم توجه سلاحها حتى الآن نحو إسرائيل، لكنها تضمر لها العداء الشديد ولا يستطيع احد التنبؤ بما قد تفعله مستقبلاً.

ترافق هذا التطور مع صور ذبح الصحافيين الأميركيين مما أثار موجة من القلق الشديد في إسرائيل برزت على المستويين الرسمي والشعبي، حاول المسؤولون الإسرائيليون تبديدها بتشديدهم على اتخاذ الجيش الإسرائيلي كل الخطوات الممكنة في هضبة الجولان من اجل درء مخاطر احتمال شن الجهاديين هجمات من هناك.

وكانت إسرائيل منذ نشوب الثورة السورية عام 2011 وتفكك الجيش السوري النظامي قد عززت سياجها الحدودي ونشرت قوات عسكرية خاصة على طول الحدود، وعملت على فتح قنوات اتصال مع مجموعات المسلحين في الجانب الآخر من الحدود، وانشأت عدداً من المستشفيات الميدانية لمعالجة جرحى المعارضة السورية، في مسعى واضح للبقاء على علم بالتغييرات الحاصلة على حدودها وجمع المعلومات الاستخبارية الضرورية لها.

ان التخوف الأساسي في إسرائيل هو من احتمال تحول منطقة الجولان القريبة منها بؤرة للحركات الجهادية السلفية تزيد عدم الاستقرار في المنطقة المتاخمة للحدود. أما الخطر الثاني فهو تسلل الايديولوجيا الجهادية الى الضفة الغربية وقطاع غزة، وزيادة حدة الكراهية والعداء لإسرائيل.

وعلى رغم اجماع عدد من المعلقين الإسرائيليين على ان بلادهم ليست عرضة لخطر “داعش ” على المدى القريب، وان الجيش الإسرائيلي يملك كل الوسائل لمواجهة هذا الخطر، فان هذا لا يلغي خطر “الدولة الإسلامية” على المدى البعيد، وضرورة التفكير جدياَ في الانخراط في التحالف الإقليمي – الدولي الذي تعمل الولايات المتحدة على تأليفه من أجل محاربة “الدولة الإسلامية” في العراق أولاً ثم في سوريا. وهنا ستجد إسرائيل نفسها ضمن تحالف غريب يجمعها مع اعداء الامس وفي طليعتهم إيران و”حزب الله”. ويكون خطر الدولة الإسلامية وضع اعداء الامس في خندق واحد.