IMLebanon

أنقذينا أميركا من هؤلاء الوحوش!

يتحسب العالم الآن لمثل هذه الأيام قبل 13 عاماً. لا تزال هجمات 11 أيلول 2001 علامة فارقة على وحشيّة تنظيم “القاعدة”. غير أن ارهابيي “الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش” يثبتون باكراً أنهم أكثر توحّشاً بكثير من أسلافهم. أشاعوا شريعة الغاب باسم الشريعة والغيب على امتداد “الهلال الخصيب” وأوسع. يكاد أعداء الولايات المتحدة بالأمس يستصرخونها اليوم: أنقذينا أميركا من هؤلاء الوحوش!

يتذكر الأميركيون هذه الأيام كيف خرج جهاديو “القاعدة” – وأكثرهم من بلاد العرب – ليسددوا ضربة لم تكن في الحسبان. أعلنوا الحرب على أميركا في 11 أيلول 2001. تفتقت “عبقرية” هؤلاء الجهاديين العائدين الى العصور الوسطى، إذ حوّلوا الطائرات المدنية وركابها المدنيين سلاح دمار شامل. يتساءلون عن الأسباب التي دفعت كثيرين في بلاد المسلمين الى التهليل – ويا للأسف – لهذه الجريمة الجماعية التي سقط فيها زهاء ثلاثة آلاف قتيل من الأبرياء من عشرات الجنسيات، وخصوصاً في برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. الإرهابيون برّروها وكثّروا الذرائع، من الظلم في فلسطين والعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين والعرب، الى كل ما يمكن أن يخطر في البال عن أفعال الاستعمار بشكليه القديم والمعاصر. يبقى فوق كل شيء الاقتداء بسيرة “السلف الصالح”.

غير أن واحدة من العبر الرئيسية التي استخلصت تتمثل في أن تحالف أميركا الراسخ مع النظام العربي لم يحل دون تشكّل تلك الضغائن ضد الولايات المتحدة بين أوساط الناس العاديين في البلدان العربية والإسلامية. تشكل فكر “القاعدة” المتطرف على مدرسين مصريين وسعوديين. لا غرابة في أن هجمات 11 أيلول 2001 كانت نتيجة تخطيط بين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وتنفيذ أتباعهما من السعوديين والمصريين.

ارتكبت الولايات المتحدة خطأ فادحاً إذ احتلت أفغانستان وغزت العراق في إطار الحرب على الإرهاب. لم تحسب عواقب عدم قدرتها على تشكيل تحالف يضم دولاً مسلمة لإسقاط النظام الطالباني في كابول والنظام البعثي في بغداد. أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية سابقاً كوندوليزا رايس من القاهرة عام 2005 نهاية حقبة استمرت أكثر من نصف قرن في الشرق الأوسط. غضت واشنطن الطرف عن الديموقراطية باسم حماية الاستقرار. اختل التوازن الإقليمي. دخلت ايران العالم العربي من أبواب العراق الواسعة بعدما دفعت الولايات المتحدة ثمناً باهظاً لسياسات الرئيس السابق جورج بوش. ذهب الرئيس باراك أوباما الى القاهرة عام 2009 مبشراً بـ”بداية جديدة” لعلاقات بلاده مع العالم الإسلامي. أخرج الجيوش الأميركية من حربي أفغانستان والعراق. تركت الولايات المتحدة لـ”شعوب” المنطقة وطوائفها أن تقرر مصيرها بيدها. أظهر “الربيع العربي” كل الآفات والأورام. أنتجت المدرسة العراقية – الشامية ما هو أخطر من “القاعدة”.

الناس في المنطقة يطلبون النجدة. لكن هذه المعركة الآن معركتهم.