IMLebanon

أوباما غير معنيّ بخسائر «القيصر» و«المرشد» والسيد

 

لم ينجح الأخضر الابراهيمي، ليس لأنّه لم يعرف أو يحسن إدارة الملف السوري، وإنّما لأنّ الجميع وفي مقدّمتهم الرئيس بشار الأسد عملوا على إفشاله. البديل أيضاً سيفشل إلى حين الاتفاق على كل ما هو مطلوب استنزافه.

بداية، بشار الأسد المرشح الرابع والعشرون للرئاسة، ليس السؤال هل سيفوز ويصبح رئيساً لدورة ثالثة في سوريا المدمرة؟ السؤال أي نسبة سيقبل الرئيس إلى الأبد الحصول عليها؟ منذ ثلاث سنوات لم يعد يعني الأسد أرقام الضحايا ولا حجم الدمار، منذ فترة طويلة فَقَدَ الأسد ذاكرته اليومية. لذلك، الحرب مستمرة حتى ينتصر أو لا يبقى بعده شيء.

الممانعون الأكثر تفاؤلاً يرون أنّ الأسد لن يفرض سلطته على كامل سوريا. لكنه على الأقل وبدعم غير محدود من موسكو وإيران وحزب الله، سيمسك بقوّة المدن السورية الكبرى وهي: دمشق وحماه وحمص وحلب. ستبقى الأرياف غير مستقرة، وخاضعة لحرب مثلثة الأطراف من:

[ الجيش الأسدي ضدّ الجميع. لا قواعد ولا شروط ولا ثوابت في هذه الحرب غير أضرب بقوة وتعامل مع الشيطان ضدّ الشيطان.

[ الجيش الحر والقوى المعتدلة، وأحياناً بالتحالف مع منظمات إسلامية هنا وهناك.

[ حربا «داعش» و«النصرة» في ما بينهما وضدّ الآخرين. وهي حرب يريد الجميع استمرارها.

النظام الأسدي نجح بحسب الممانعين في «جزأرة» الحرب. وضع مخططاً بالتعاون مع إيران وموسكو وربما مع خبراء جزائريين، لعزل المدن وترك الأرياف للنار والحديد. لا بأس لو استمرت الحرب عشر سنوات كما حصل في الجزائر. في النهاية انهار الإسلاميون واستقر النظام الجزائري حيث العسكر والأمن خلف الواجهة المدنية. مثل حل «الجزأرة»، يضع البلاد دائماً فوق بركان. انتخاب عبدالعزيز بوتفليقة رئيساً لولاية رابعة فوق كرسي متحرّك يؤكد كم العسكر والأمن بحاجة لهذه الواجهة، إلى حين الاتفاق على حل أو مواجهة الانفجار مرّة أخرى.

روسيا، حيث «القيصر» بوتين، يستثمر منذ ثلاث سنوات كل قطرة دماء من السوريين لتنفيذ حلمه «السوفياتي»، في إعادة روسيا بحجم الاتحاد السوفياتي، نفوذاً وحضوراً. المساحة لا تعني لديه الكثير. المهم مساحة حضور «القيصر» وروسيا في العالم، وفي مواجهة الولايات المتحدة الأميركية. لا يمكن تحديد أين يضغط وعلى مَن بعد أن وجد نفسه موزّعاً بين سوريا وأوكرانيا. يرى الكثيرون أنّ «القيصر» رفع منذ أزمة اوكرانيا حجم ومنسوب دعمه للأسد بشكل غير مسبوق. يعتقد بوتين أنّه كلما ضغط في سوريا كلما سرّع تنازل الأميركيين والأوروبيين في اوكرانيا.

بالمبدأ ممكن، في الواقع غير واقعي. الإدارة الأوبامية غير معنية بكل خسائر الآخرين خصوصاً «القيصر» و«المرشد» والسيد. كلما ارتفع منسوب خسائرهم كلما ارتفع رصيد الربح عندها. في الحروب الماضية كانت الخسائر في القوّات الأميركية تحرج الإدارة وتفرض عليها تسريع وضع نهاية للحرب. حالياً في سوريا وفي اوكرانيا، الخسائر صفر: بشرياً ومادياً. بالنسبة للأميركيين ما يجري في سوريا واوكرانيا يماثل أي حرب افتراضية Vertuol. لذلك لا عجلة ولا استعجال.

أمّا إيران فإنّ تصميمها بأنّها تخوض معركة «المربّع الأخير» وأنّها قادرة على استثمار بقاء الأسد، بعيداً عن خسائر الشعب السوري وحزب الله والميليشيات العراقية، يجعلها مستمرة في الغرق في المستنقع السوري، ما يستنزف قدراتها المالية والسياسية والايديولوجية. من الطبيعي في أي مفاوضات تبادل التنازلات. ما زال أمام إيران المزيد من المعارك حتى يأتي وقت التنازلات والحصاد.

الممانعون، يحصرون استمرار الحرب في سوريا في سؤال: مَن هو البديل… عن الأسد؟

الجواب بسيط، هل فعلاً تريد موسكو وطهران وإن لأسباب مختلفة بديلاً عن الأسد؟ ما معنى أن تسلم موسكو عن قصد أو عن تسليم بالأمر الواقع شخصية علوية معارِضة ومسالِمة مثل عبدالعزيز الخير للنظام الأسدي، وتصمت، لو كانت تريد بديلاً من الأسد.

الحرب هي التي في الحالة السورية تصنع البديل…