IMLebanon

أوباما يتّكِل على إله عادل!

إذاً كان باراك اوباما يعرف ان الصحافي الأميركي جيمس رايت فولي الذي ذبحته “داعش” في عرض دموي متوحش كان محتجزاً لديها بعدما خُطف في إدلب يوم ٢٢ تشرين الثاني ٢٠١٢ أي قبل سنتين تقريباً، ويعرف ان ستيفن جويل سوتلوف الذي تهدّد “داعش” بذبحه قد يكون لديها فعلاً، فماذا فعل حتى الآن؟

ليزا موناكو مستشارته لمكافحة الارهاب أعلنت عن عملية فاشلة نفّذتها القوات الاميركية في بداية الصيف “لإنقاذ رهائن أميركية يحتجزها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا”، بما يوحي ان هناك أكثر من رهينة، وهذا يعني ان البيت الأبيض الذي يراقب عملية اختطاف سوريا ثم العراق، على أيدي الإرهابيين الذين استقطبتهم المذابح وأنهر الدماء من كل أصقاع الأرض، يواصل التعامي والصمت منذ أكثر من ثلاثة اعوام!

عملية إنقاذ سرّية فاشلة وصمت مريب، وفجأة تتحرك إدارة أوباما بعدما وصلت “داعش” الى تخوم إربيل وباتت المصالح والاستثمارات الأميركية هناك مهدّدة، وبرز الخوف من تفجير “داعش” سد الموصل لتُغرق السيول مدناً عراقية برمتها بما فيها بغداد (ولا ننسى السفارة الأميركية فيها). ولكن أوَلم تكن سيول الدماء قد أغرقت سوريا حيث سقط ما يقرب من مئتي ألف قتيل؟ أوَلم تصبح سوريا ساحة دولية للجهاديين والتكفيريين والإرهابيين وأوباما يراقب في صمت فاضح؟

ليسأل الرئيس الأميركي وزيرة خارجيته السابقة: من المسؤول معنوياً وسياسياً وأخلاقياً عن ذبح فولي وغيره من الذين تُحزّ رقابهم كالنعاج على أيدي “داعش”؟ ليسأل جون ماكين وغيره من رجال الكونغرس الذين يشاطرون هيلاري كلينتون إعلانها ان الفراغ الذي تركته سياسة أوباما في سوريا ملأه الجهاديون، وأن عدم دعم المعارضة السورية أسّس لكل هذه الفظائع، وأن الأمم الكبرى في حاجة الى مبادئ قيادية، وأن عدم القيام بتصرفات غبيّة ليس مبدأً قيادياً على ما أعلن أوباما نفسه سابقاً!

يقول أوباما تعليقاً على المأساة المروّعة لذبح فولي “إن أميركا ستواصل ما عليها فعله لحماية شعبها”، ولست أدري ما معنى كلمة “تواصل” باعتبار أن ما فعلَته سابقاً لم يحمِ فولي ولا غيره من الضحايا المذبوحة، ويقول إن “داعش” لا مكان لها في القرن الحادي والعشرين، ولكنها نتيجة سياسة الصمت باتت تسيطر على مئة ألف كيلومتر مربع بين العراق وسوريا.

وعندما يقول إن “لا إله عادلاً يرضى بما فعلته الدولة الإسلامية”، فهل يعني أنه يتّكل على إله عادل من السماء ليقتصّ من “داعش”؟

لعل اوباما لم يقرأ كلام المندوب الكردي الى المؤتمر الأوروبي: “لو ان الأمر انتهى في سوريا لما كنا رأينا أبداً ما يحصل لنا في العراق”… هذه شهادة تدعم إدانة كلينتون لسياسة أوباما المدمرة.