IMLebanon

أوساط ديبلوماسيّة: خشية دوليّة من تحويل عرسال الى جبهة استنزاف للجيش

ينبئ تطور الصراع الذي يخوضه الجيش اللبناني ضد الارهاب، في عرسال بان اتساع رقعته الى مناطق اخرى لا يتطلب اكثر من مجرد قرار بالفتنة وذلك في ضوء توافر عناصر التفجير في اكثر من مجال امني وسياسي بدلالة عمليات توقيف لمجموعات ارهابية ومشبوهين في خارج اطار منطق المواجهات في عرسال وجرودها، وهو ما يرفضه ويجمع على محاربته بقوة كل المسؤولين المحليين كما عواصم القرار الدولية التي تحذر من خطورة تمدد المعارك من عرسال الى خارجها لان ذلك يعني عمليا، خرق كل الخطوط الحمر الدولية الموضوعة في المنطقة والتي تعزل الساحة اللبناني عن النيران السورية والعراقية.

وفي رد على تساؤل بعض المسؤولين حول وجود توجه دولي نحو رفع هذه الخطوط الحمر او تغيير معادلة الواقع اللبناني، تؤكد اوساط ديبلوماسية مطلعة ان اكثر من سفير غربي في بيروت قد كشف لزواره عن مخاوف دولية من تمدد التوتر من عرسال الى مناطق اخرى واكد ان الادارة الاميركية بشكل خاص كما اكثر من عاصمة اوروبية قد دانت الهجمة الارهابية على الجيش وركزت على ضرورة حسم المشهد في عرسال ووقف هذه الهجمة من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية واعادة الاستقرار الى الوطن. كذلك لفتت الاوساط الى ان بقاء ما يسمى بالمظلة الدولية او التفاهم الدولي الذي تكرس في ايلول الماضي ونص على ضرورة عزل لبنان عن احداث المنطقة، بات اليوم مرهونا بالتطورات الميدانية وبقدرة اللبنانيين على حصر رقعة الاشتباكات وبالتالي حسم المواجهات لمصلحة الجيش اللبناني.

وفي هذا المجال، فان هذه الحماية الدولية للاستقرار الداخلي لا تعني بالضرورة ان ملف عرسال سيقفل قريبا وبسرعة، ذلك ان هناك عوامل خارجية وبشكل خاص اقليمية تقف وراء هذا التفجير الخطير على حد قول الاوساط الديبلوماسية التي تحدثت ايضا عن خشية دولية من وجود مسار جديد للازمة في سوريا في المرحلة المقبلة وتحديدا من قبل تنظيمات مسلحة سورية وذلك في سياق سيناريو لتوسيع نطاق المواجهات من الداخل السوري الى منطقة البقاع في مرحلة اولية. في موازة ذلك فان المواقف المحلية المتضامنة مع الجيش في مواجهاته مع الارهابيين قد شكلت جبهة متينة في وجه اي انزلاق نحو اتساع مساحة التوتر فيما برزت توجهات دولية داعمة للمؤسسة العسكرية ومعركتها لتثبيت الاستقرار وابعاد فتيل التفجير السوري عن لبنان من بوابة عرسال كما اكدت الاوساط نفسها والتي اعربت عن خشية لدى اكثر من جهة غربية من بقاء «جبهة عرسال» كما اسمتها، مفتوحة مع الصراع في سوريا، وبالتالي صعوبة حسم المشهد الميداني وتحويل المنطقة الى خط تماس لاستنزاف القوى الامنية من جهة والضغط على الواقع السياسي من جهة اخرى.

وازاء هذا الواقع الامني الخطير فان الاوساط الديبلوماسية وجدت ان الخيارات محدودة امام المسؤولين اللبنانيين كما امام المجتمع الدولي والاطراف الاقليمية الداعمة للاستقرار، وهي الحد وفي اقرب وقت ممكن من تداعيات الصراع السوري على منطقة عرسال والعمل الفعلي على تحييد لبنان عنه تزامنا مع الابقاء على الموقف الموحد الداعم للجيش بشكل مطلق في معركته الحالية والحؤول دون دخول السجالات السياسية في المرحلة السابقة على خط هذه المعركة للحفاظ على الغطاء السياسي الكامل للمؤسسة العسكرية التي تحظى اليوم بدعم داخلي وخارجي كامل وقد ترجم ذلك في الايام الماضية بشكل فعلي من خلال تسريع امداد الجيش بالعتاد والاسلحة. واشارت الى ان ما شهدته الساعات الـ48 الماضية من تحركات في الشارع على خلفية ادخال المساعدات الانسانية الى عرسال، ينذر بان تعود لغة الانقسام والتي تستند الى خلافات مذهبية وهو ما تحذر منه الاوساط التي اعتبرت ان قدرة الجيش على ضبط الوضع الامني في عرسال واضحة ولكن امتداد التوتر الى اي منطقة اخرى ستضعه امام اكثر من مواجهة ذات طابع مختلف ويؤدي فعلا الى زيادة منسوب الخطر من فتنة مذهبية لا يمكن لاي طرف داخلي او خارجي السيطرة عليها.