ما يجري في غزة، اليوم، وبغض النظر عن أنّ «حماس» هي التي تسببت به بخطفها ثلاثة إسرائيليين وقتلهم… فإنّ له خلفيات في التكوين اليهودي – الصهيوني.
ولقد عوّدتنا إسرائيل تاريخياً على أنّها لا تتحمّل أي خسارة بشريّة، واليهودي بتكوينه جبان ولا يتحمّل الحروب، ومستعد لأن يفدي حياته بأي شيء، وهذا طبيعي ذلك أنّ عقدة الأقليّات هي الخوف من الفناء، يضاف الى ذلك الجبن المطبوع به اليهودي.
ليست المرّة الأولى التي تدّعي إسرائيل أنّها ترد على ضربات يتلقاها رعاياها سواء أفي داخل فلسطين المحتلة أم في خارجها.
وحادثة سفيرها في لندن الذي تعرّض لمحاولة اغتيال سنة 1982 اتخذتها إسرائيل ذريعة لشن حربها على لبنان واجتياح مناطق واسعة منه، وذهب بعض كبار المراقبين العالميين الى اتهام تل أبيب بأنّها هي التي خططت ونفّذت… ثم اجتاحت لبنان.
في أي حال، التذرّع بأنّ «حماس» قتلت الاسرائيليين الثلاثة ووفرت الذريعة لإسرائيل لعملية غزة قد لا يكون دقيقاً لأننا لو نظرنا الى حال العالم العربي اليوم لوجدنا أنّ الفرصة سانحة لإسرائيل لتحقيق أهداف عدّة من عملية غزة:
الهدف الأول: بهذه العملية ليس فقط أنّ إسرائيل تقوض عملية السلام، بل أيضاً تجعلها شبه مستحيلة… ونعود الى أنّ الدولة الاسرائيلية لا تستطيع أن تعيش إلاّ بالعرق اليهودي الصرف («النقاء العنصري»).
الهدف الثاني: ترتاح إسرائيل من قضية غزة التي يعتبرونها مقراً للإرهاب: «القاعدة» وسائر المتطرّفين… وأكثر ما يخيف لدى الغير، علماً أنّها هي تمتاز بالتطرّف على كل حال.
الهدف الثالث: تريد إسرائيل أن تلقّن إيران درساً بعدما أعلنت طهران أنّها وصلت الى البحر المتوسط… فالقضاء على «حماس» هدف أساسي في هذا السياق.
الهدف الرابع: إجراء تجارب حيّة على الاسلحة الحديثة وبالذات على ما يُعرف بـ»القبة الحديدية» ضدّ الصواريخ.
الهدف الخامس: إحراج دول المقاومة والممانعة… فأين هي دول المقاومة؟ وأين هي دول الممانعة؟ هل هي مشغولة في قمع الشعبين السوري والعراقي؟
أمّا «حزب الله» المقاوم – الممانع فمنهمك، بدوره، بقتل السوريين في القلمون وحمص وحلب وحماة.
فماذا تريد إسرائيل أكثر من هكذا مناسبة لتحقيق أهدافها؟