IMLebanon

أين عون من اقتراحه الجديد؟

لم يقطع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون، الامل من جر تيار المستقبل الى تأييده  في معركة الانتخابات الرئاسية، على رغم ما بلغه من رئيس التيار الرئيس سعد الحريري من انه لن يتخلى عن حليفه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، اضافة الى ما بلغه من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من رفض مد اليد اليه، فيما يستمر «الجنرال» في محاولاته من دون جدوى، ربما لانه يعرف تماما ان «الرابية مطالبة بتقديم دفتر حساب عن ماضي عون وحاضره» لا سيما بالنسبة الى علاقته مع حزب الله التي تمنعه من ان يتصرف بحرية سياسية، بعكس «معراب» التي قالت صراحة انها ليست مع السلاح غير الشرعي مهما اختلفت الاعتبارات؟!

ولجهة علاقة عون مع بكركي، فانه عندما سمع ردا مماثلا من البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ابلغ من يعنيه الامر انه يتعذر عليه الترشح، كما يتعذرعلى حزب الله اعلان موقف من ترشحه، كي لا يكسر الجرة مع قاعدته المسيحية، وفي الحالين لن يكون بوسع عون سوى الاعتذار «كي يتجنب رسميا» تحديد موقف من حزب الله  في حال وصل الى بعبدا، بدليل قول الوزير الصهر جبران باسيل ان «عمه مطلق الصلاحية بالنسبة الى علاقته مع الحزب»!

اما بالنسبة الى وعد الجنرال بانه سيحدد موقفه من الانتخابات الرئاسية في بيان صدر امس عن الرابية، فتقول اوساط مطلعة انه يستحيل على عون اعلان ترشحه في الوقت الذي يعرف انه يستحيل عليه الترشح، في حين يغيب عن جلسات مجلس النواب مثله مثل بقية جماعة 8 اذار، والا سيجد نفسه مضطرا لان ينزل الى مجلس النواب على خلفية نظرته الى ان الامور السياسية قد تغيرت ولم يعد بوسعه مقاطعة جلسات الانتخاب كي لا يقال عنه انه مرشح يفتقر الى الجدية، وهذا قول جدي في حال صحت المعلومات القائلة ان الجنرال اصبح في وراد الترشح؟!

وفي حال كان العكس، فمعنى ذلك ان عدم الترشح سيأكل من صحن عون السياسي والشعبي، ولن تفيده اقتراحاته الجديدة قياسا على كل ما تردد عن انه قاصر عن التحكم بقرار قوى 8 اذار، فضلا عن ان محاولاته مع «المستقبل» ومع الحزب التقدمي الاشتراكي جبهة النضال الوطني انتهت الى لا شيء كي لا نقول ان «العماد يخوض حربا من دون ان يضمن نتائجها، فضلا عن انه سيضطر الى احراج حليفه على الورق حزب الله، من غير حاجة الى ادلة وبراهين من شأن الخوض بها عدم معرفته بنتائج ضلوع الحزب في الحرب السورية وفي امكان تحوله الى كبش محرقة في الصراع الدائر مع تنظيم داعش؟!

هل صحيح ان عون لم يعد قادرا على خوض معركة الانتخابات الرئاسية في مواجهة خصمه اللدود رئيس حزب القوات اللبنانية، وما يعنيه الاخير في المعادلة السياسية في البلد والمحيط، مع الاخذ في الاعتبار ما قاله زعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية عن ان «لا رئيس قبل اعطاء  الرئيس السوري بشار الاسد موافقته على اجراء الانتخابات»، وهذا بدوره يحتاج الى من يؤكده بعدما اثبتت التجارب ان الاسد منشغل بمشاكله الداخلية ولم يعد قادرا على ان يعطي رأيا او موقفا من الحال في لبنان.

ولجهة «النــظرة البرية» التي لم تصدر الى الان عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بالنسبة الى من يؤيده للرئاسة ثمة من يرى ان «بري قادر على تحديد موقفه بحرية اكثر من سواه كونه يعرف مدى الانشغالات السياسية والامنية للرئيس الاسد، حيث يقال ايضا ان الرئيس السوري ابلغ رئيس مجلس النواب «انه مطلق الصلاحية» باستثناء تحديد ماهية المفاضلة بين عون وجعجع التي تصب في مصلحة الاول، قياسا على ما يمكن استدراكه في حال لم يترشح عون ولا عرف كيف يحدد موقع قدمه بالنسبة الى ما هو مرجو فيما هناك من يجزم بان الرئيس بري يتمتع بحرية الحركة، على رغم ما يبذله من مساع لعقد جلسات انتخابية في حضور نواب كتلة التنمية والتحرير (…)

واذا كان من مجال امام عون لاعلان ترشحه، عبر برنامجه الجديد، فان الاعلان شيء والفوز في الانتخابات شيء آخر لاسيما انه لن يكون من مجال امام جماعة العونيين سوى حضور الجلسات وبالتالي تأمين النصاب، وعندها فقط لن يكون رئيس سوى سمير جعجع، الا في حال ارتأى الاخير ان انسحاب عون نهائيا من المعركة الرئاسية، قد يحمل رئيس القوات على اعلان سحب ترشحه لمصلحة احد مرشحي قوى 14 اذار وعندها لن يكون عون في احسن احواله ان لجهة نجاح جعجع في ابعاده عن بعبدا، او لجهة وضعه في خانة «الرئيس الفاشل».