نعم، أين مجلس الأمن؟ أين العدالة؟ أين حقوق الإنسان؟ أين الشرعية الدولية؟ وأين؟.. وأين؟.. الكثير من المفاهيم التي يرفعونها شعارات جوفاء، بينما الظلم والحروب والقمع والإستباحة لا تتوقف.
يقتل الرئيس السوري منذ أكثر من ثلاث سنوات شعبه بجميع أنواع الأسلحة: بالطيران، بالصواريخ، بالمدافع الثقيلة، بالبراميل المتفجرة… وبكل أنواع الأسلحة حتى أنّه استعمل السلاح الكيميائي غير مرّة… ولم يتحرّك أحد في العالم!
ولم يكتفِ بشار بقمع شعبه بل أرسل الطائرات لتقصف في لبنان! وهذا اعتداء واضح وصريح… ومع ذلك لم يتحرّك أحد في هذا العالم!
وهو يسلّح «الشيعة» ضد السُنّة وذلك خلال عقود الحرب كلها، من دون أي حساب.
وفي العراق لم يكتفِ نوري المالكي بقتل شعبه بناءً لأوامر من رئيس «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني معلمه الذي يستولي يومياً على 200 ألف برميل من النفط العراقي يبيعها لحسابه من دون حسيب أو رقيب… وللعلم فإنّ قيمة هذه السرقة 6 مليارات دولار سنوياً فيسرق النفط العراقي على مرأى ومسمع من هذا العالم! من دون أن يقول أحد لرئيس «فيلق القدس»: ما أحلى الكحل في عينيك!
والخزينة السورية كان يوجد فيها في العام 2000 أكثر من 26 مليار دولار وحتى ما قبل بداية الحرب… وبفضل الحروب التي يقوم بها بشار ضد شعبه لم يبقَ في الخزينة السورية إلاّ مليار واحد نعم مليار واحد، أمّا الـ26 ملياراً فذهبت لقتل الشعب السوري!
من خزينة الشعب السوري يقتل الشعب السوري.
ونذكر أنّه جرى الغزو الأميركي للعراق عام 2003 تحت حجة إقامة الديموقراطية أولاً، والقضاء على أسلحة الدمار الشامل ثانياً، والتخلص من ديكتاتورية صدّام حسين ثالثاً، والقضاء على الإرهاب رابعاً.
والجميع يتذكر كيف أنّ أميركا حشدت أكثر من 500 ألف جندي من جميع أنحاء العالم لتدمير العراق واقتصاده وتفتيت وحدته وتقسيمه شيعاً ومذاهب وأتنيات.
ومن «فضائل» واشنطن الديموقراطية أنّها اتفقت مع طهران لتعيين نوري المالكي رئيساً للوزراء وهو الذي فشل في تأمين الأكثرية النيابية التي رشحت أياد علاوي، فربح العلاوي ولكنه استبعد… والديموقراطية الجديدة تمثلت بتولّي المالكي ولايتين… وها هو يصر على الثالثة… أمّا نتيجة الانتخابات العراقية الأخيرة فتذكرني بانتخابات بشار الأسد!
عيب يا جماعة! استحوا! كفى استخفافاً بعقول الناس! وإنّي أسائل نفسي دائماً: عندما يذهب أحدهم لينام كيف يستطيع أن يضع رأسه على الوسادة ولا يتذكر أنهار الدماء التي تجري يومياً في سوريا وفي العراق؟!.
بشار يقتل اللبنانيين في عرسال وغيرها من المناطق الحدودية بحجة أنّه يبحث عن الإرهابيين، ولم يكتفِ بذلك بل أرسل مؤخراً طائراته لتقصف مدينة الموصل، طبعاً والحجة هنا محاربة الإرهاب.
ورئيس حكومة العراق نوري المالكي ينطبق عليه المثل الشعبي الذي يقول «كما حنا كما حنين ويا عين على الاثنين».
مثلما يفعل الرئيس السوري بشار الأسد في شعبه فقد سبقه منذ زمن بعيد أي منذ 8 سنوات نوري المالكي حيث لا يمر يوم واحد إلاّ وهناك بين 10 الى مئة قتيل.. لم يعد الموت يعني شيئاً في العراق عندما تسمع الأخبار، تسمع كل يوم نفس الاسطوانة قتل وضرب وانفجار سيارات مفخخة وكأنّ الشعب العراقي ليس بشراً ولا يحق له العيش بكرامة وعزّة واحترام.
وأمام كل ما يحدث من قتل يمارسه بشار على الشعب السوري والشعب اللبناني والشعب العراقي… أمام ذلك كله ماذا يفعل هذا العالم الغافل والمتغافل؟!. وماذا تفعل أميركا؟
وأمام كل ما يحدث من نوري المالكي من قتل للشعب العراقي والشعب السوري، ماذا يفعل هذا العالم ذاته؟
وهل أنّ هذا التغافل هو إكرام لخاطر الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل اللتين تغتبطان لمآسي وكوارث العرب والمسلمين؟
أيّها الضمير العالمي متى تستيقظ؟!.