IMLebanon

أين موسكو؟

 

أين هو سيرغي لافروف وزير خارجية فلاديمير بوتين في هذه الأيام؟ ولماذا لم يُسمع له ولبلاده أي موقف من الحرب الاسرائيلية على غزة وقد مضى عليها أسبوعان وبلغ عدد ضحاياها من الفلسطينيين أكثر من 600 شهيد وأربعة آلاف جريح؟

أم أن الديبلوماسية الروسية منشغلة بتبرير جريمة اسقاط المنشقين الأوكرانيين الداعمين لها للطائرة الماليزية بركابها الـ295؟ وهي المنهكة أساساً وأصلاً جراء عملها «الدؤوب« على مدار الساعة لتبرير جرائم حليفها الممانع الدمشقي والدفاع عنه في الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. وبالتالي لم تعد تجد ما يكفي من وقت للاهتمام بما تفعله إسرائيل في غزة؟ أم أن موسكو تخرس تماماً عندما تكون اسرائيل معنية ولا تعود تعرف ماذا تقول، وتغيب عنتريات امبراطورها الموعود، وتعطّل استثنائياً محركات مشروع العودة الى وضعية الدولة العظمى؟ أم أن وقود تلك المحركات لا يمكن أن يكون إلا الدم العربي المسفوك على أيدي عرب آخرين!

غريب؟ أين الممانعة من جرائم الفتك بالفلسطينيين في غزة في أدبيات الطامح الروسي؟ وأين محور البريكس (النكتة الشهيرة؟) من اعتداءات اسرائيل وممارساتها الاجرامية؟ وهل يعقل أن تغصّ شوارع الامبرياليين في أوروبا، وحتى أمام البيت الأبيض في واشنطن، بالمتظاهرين المنددين بتلك الجرائم ولا تخرج في موسكو «دورية» من عشرة أشخاص ليس للتنديد بإسرائيل!! بل لإبداء شيء من التعاطف مع الفلسطينيين، أصدقاء وحلفاء الأمس؟ وهل يعقل أن أساطين الممانعة الايرانية الأسدية لم يلاحظوا حتى اللحظة الخرس الروسي؟ ولم يمطرونا بروايات التصدي للأحادية الأميركية والعودة الى بناء محور مضاد لأطماعها الاستراتيجية وسياساتها التي تحور وتدور ولا ترى أمامها سوى مصالح اسرائيل وأمن إسرائيل!

أين روسيا بتاعتكم يا قبضايات الممانعة أمام نتنياهو وحكومته وجرائمه ضد غزة وأهل غزة؟ وأين عنتريات بوتين التي بناها على دماء أهل سوريا؟ أم أن هوية السفّاح تحدد المستور والمباح: يخرج كعنترة العبسي عندما يكون السفّاح بشار الأسد! وينزوي في جُحر عندما يكون السفّاح نتنياهو؟ أم ان حدود التشاطر المتاحة أمام الطبقة الجديدة الحاكمة في موسكو بقيادة بوتين، تقف عند اسرائيل ولا تتخطاها؟ بل «ممنوع» عليها أن تتخطاها؟!

.. برغم كل شيء، محظوظ شعب فلسطين لأنه يعرف تماماً من هو عدوه وقاتله، فيما غيره تائه في دمه والسؤال؟!