تُبدي أكثر من جهة سياسية قلقها ومخاوفها من حصول تطورات أمنية واسعة النطاق في المنطقة وتحديداً في غزة وسوريا حيث تنامت في الأيام الماضية وتيرة التصعيد الميداني في معظم المدن السورية وذلك ما يثير هواجس المسؤولين كافة من انعكاس هذه العمليات العسكرية على الساحة المحلية والتي تتفاعل مع ما يجري في المنطقة. ولهذه الغاية تقول مصادر سياسية متابعة للوضع الأمني ان لقاءات الأجهزة مفتوحة وثمة اجتماعات تحصل بعيداً عن الإعلام لجملة اعتبارات وخصوصاً على المستوى الأمني بما في ذلك اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع والأمن المركزي اضافة الى دور البلديات والقوى الفاعلة من اجل حفظ الأمن في مناطقهم.
وهذه المخاوف تعبر عنها جهة سياسية فاعلة التي تشير في مجالسها الى أن التقارير الديبلوماسية الغربية غير مطمئنة بما في ذلك ما ينقل عن بعض السفراء الاوروبيين المعتمدين في لبنان والذين بدورهم بدأوا في الآونة الأخيرة يقللون من تحركاتهم ويتخذون تدابير واجراءات مشددة، وعلم في هذا السياق ان البعض منهم لم يعد يلبي الدعوات لمناسبات اجتماعية.
اوساط سياسية مطلعة ترى ما يحصل اليوم وقتاً ضائعاً على المستويين السياسي والأمني ما يؤدي غالباً الى تصعيد أمني وتفجيرات واغتيالات سياسية دون حسيب ورقيب باعتبار اللعبة حينها تكون مفتوحة على كافة الاحتمالات وهذا ما يجري اليوم في المنطقة ولبنان وبالتالي الجهات التي تترقب مثل هذه الظروف تعلم علم اليقين ان بامكانها القيام بأي عمل في هذا الوقت الضائع والتجارب مثيرة وعديدة على المستويين الداخلي والاقليمي، واشارت الى أن الاجراءات المتخذة على المستوى الداخلي ولا سيما من قبل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأجهزة المختصة هي على قدر كبير من الأهمية ولعبت دوراً متقدما في ضبط الاوضاع بشكل يعتبر انجازاً قياسياً على حجم الاحداث المحيطة بالبلد، ناهيك الى دور البلديات الكبرى والأساسية والتي هي على تماس مع مناطق جغرافية ذات توجهات سياسية متنوعة.
وهنا تتجه الأنظار تقول الاوساط دوماً الى مناطق الشياح وعين الرمانة والضاحية حيث لاتحاد بلديات ساحل المتن الجنوبي دور اساسي في ضبط إيقاع الوضع الأمني عبر دور رئيس الاتحاد رئىس بلدية الشياح ادمون غاريوس الذي يتواصل مع رئىس بلدية الغبيري ابو سعيد الخنسا وسائر بلديات الاتحـاد والقوى السيـاسيـة والحزبية للحفاظ على امن المنطقة التي شهدت بدايات الحرب الأهلية، ويؤكد غاريـوس ان الجيش اللبـناني يبقى املنا الوحيد مع سائر القوى الامنية.
وأخيراً، ترى الاوساط السياسية المذكورة أن الاسابيع القليلة المقبلة جد مفصلية ربطاً بالتطورات السورية والعراقية وحرب غزة ومدى تداعيات هذه الحروب والاحداث على الداخل اللبناني، ومن هذا المنطلق تأتي المساعي السياسية الجارية حالياً من خلال حراك النائب وليد جنبلاط بشكل اساسي وكافة المعنيين من اجل تمتين الجبهة الداخلية امام رياح المنطقة العاتية.