IMLebanon

إجراءات أمنية في بيروت والجنوب وتحذيرات للطوارئ وبري : الوضع خطر

إجراءات أمنية في بيروت والجنوب وتحذيرات للطوارئ وبري : الوضع خطر

احتجاجات للأصوليين في طرابلس والرافعي : لا نتمنى الانتفاضة لكننا قادرون

شهر على الفراغ الرئاسي والاتصالات المحلية والدولية توحي بـ«شغور طويل»

وصف الرئيس نبيه بري الاوضاع في البلاد بكل صراحة وشفافية بالخطرة، بسبب ما يحصل في العراق، داعيا الى نبذ الخلافات وتحصين البلد، في حين جاء تصريح وزير الداخلية نهاد المشنوق بأن الاولوية حاليا للامن وتحصين الاستقرار، حيث جاء كلامه ليكشف حجم المخاطر في البلاد جراء ما يجري في المنطقة، اذ بدأت التداعيات تنعكس على الساحة الداخلية عبر التفجيرين الانتحاريين في ضهر البيدر والطيونة وعودة التوترات الى طرابلس وتنظيم التحركات الاحتجاجية والتهديد بانتفاضات بعد ان قام الجيش اللبناني بتنفيذ حملة اعتقالات ضد مطلوبين. هذا بالاضافة الى حجم التسريبات عن تحركات ارهابية في بيروت وسيارات مفخخة وشاحنة محملة بأطنان من المتفجرات واحزمة ناسفة بالاضافة الى تحذيرات وصلت الى قوات الطوارئ الدولية بضرورة الانتباه. وقد اتخذت هذه القوات اجراءات في تنقلاتها، علما ان وزير الخارجية الاميركية جون كيري ركز في زيارته الاخيرة لبيروت على ضرورة الاستقرار في الجنوب وحماية قوات الطوارئ الدولية.

كل هذه الاجواء تؤكد على أن الاوضاع خطرة وغير مستقرة، وهذا يتطلب اجراءات من قبل المسؤولين خصوصا انه لا يمكن المواجهة في ظل وضع الدولة الحالي، فالفراغ الرئاسي يدخل اليوم شهره الاول، والملف لم يشهد اي تحركات توحي بانتخاب رئيس جديد في القريب العاجل وبأن الشغور طويل حسب المطلعين على الاتصالات في هذا الشأن. وقد اشارت المعلومات الى اتصالات مكثفة بين مسؤولين اميركيين وفرنسيين والفاتيكان والامم المتحدة عبر جيفري فيلتمان، للاسراع بانجاز الاستحقاق لكن اي شيء لم يتبلور بعد، في حين بدأ الرئيس سعد الحريري اتصالات لبحث ملف الاستحقاق الرئاسي مع وزيري خارجية اميركا وفرنسا بالاضافة الى اجتماعات متعددة مع شخصيات لبنانية وعربية ودولية.

وتضيف المعلومات ان اي صيغة لم تتبلور بعد في ظل استبعاد زوار فرنسا ان تنجح المساعي في ظل الاشتباك الكبير بين ايران والسعودية حاليا حول الملف العراقي، كما الامين العام المساعد للشؤون السياسية لبان كي مون، جيفري فيلتمان الذي قدم احاطة امام مجلس الامن الدولي تناولت الوضع في الشرق الاوسط ولبنان اذ اعتبر «ان المهلة الدستورية لانتخاب رئيس انتهت في 25 ايار الماضي وانتقلت الصلاحيات الرئاسية الى مجلس الوزراء بقيادة الرئيس تمام سلام وفقا للدستور وعقدت 7 جلسات نيابية الا انه لم يتأمن النصاب، من هنا نشدد مجددا على ضرورة ان يؤمن القادة اللبنانيون انتخاب رئيس من دون تأخير، كما نشدد على اهمية ان تمارس الحكومة مسؤولياتها في شكل فاعل».

علما ان الملف الرئاسي اللبناني كان مدار بحث بين فيلتمان والمستشارة الاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائهما في اوسلو.

من جهة ثانية، اكد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي ان البطريرك لم يستطع اقناع العماد ميشال عون بحضور جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، فيما اكد النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح برئاسة العماد ميشال عون «من يتهمنا بإلغاء الرئاسة نذكره بأنها ألغيت بتسوية كبيرة شارك بها هو نفسه منذ 24 عاما».

خطة امنية لبيروت

اما على صعيد الوضع الامني، فقد كشفت معلومات ان الخطة الامنية لبيروت قد انجزت واستكملت كل الاجراءات لتنفيذها، حيث من المتوقع الاعلان عنها في اجتماع مجلس الوزراء غدا، وسيتركز الانتشار في محيط المخيمات والمدينة الرياضية وقصقص ومداخل الضاحية الجنوبية وسيتم تعزيز القوى الامنية داخل الضاحية الجنوبية ايضا وفي كل احياء بيروت وامام المراكز الدينية والسياحية وفي المناطق الحساسة.

وتشير المعلومات الى ان السيارة التي انفجرت في الطيونة كان هدفها الوصول الى قلب الضاحية الجنوبية وخلق فتنة بين الشياح ومنطقة قصقص وشاتيلا والطريق الجديدة، خصوصا ان القوى الامنية تدرك مدى حجم الخلايا الارهابية وعملها بالقرب من محيط المدينة الرياضية وصولا الى قصقص والبربير وجامع عبد الناصر في كورنيش المزرعة، وان الجيش نفذ اجراءات ضد هذه القوى التي تعمل على فصل الضاحية عن بيروت، وهذا ما كشفته «الديار» في عددها منذ ايام عن نشاط هذه الخلايا في المنطقة والعمل لخلق مناطق تماس مع الضاحية الجنوبية.

وتشير المعلومات الى ان هذه القوى في قصقص ومحيطه تنتمي الى جبهة النصرة وهي عناصر مدربة ويشاهدها المواطنون خلال الليل وبشكل واضح.

واشارت معلومات الى ان السيارة المستخدمة في التفجير الانتحاري في الطيونة من نوع مرسيدس 300 بيضاء اللون تحمل الرقم 224784 وقد تم شراؤها من معرض «البازار» طريق صيدا القديمة، وان صاحب السيارة نمر شمعون يسكن في عين الرمانة وقد باعها لـ«البازار» وقام صاحب المعرض ببيعها الى المدعو علي حسن الديراني سوري الجنسية بتاريخ 6/6/2014 بمبلغ 3800 دولار وقد قامت القوى الامنية بالتحقيق مع بائع السيارة كونها غير مسجلة بعد من الشاري الذي دفع ثمنها ولم يتم تسجيلها.

من جهة اخرى، اتخذت اجراءات امنية مشددة امام الوزارات والمقرات الرسمية وتحديدا امام وزارة الداخلية ووزارات اخرى، وشملت التدابير الامنية ايضا منطقة الجنوب وتحديدا بنت جبيل والنبطية وصيدا وصور، وطالت كذلك قوات الطوارئ الدولية في تنقلاتها التي تتم بحماية الجيش اللبناني، خصوصا على طريق الجنوب – بيروت بعد تحذيرات تلقتها. اما في المخيمات الفلسطينية فمن المتوقع ان يبدأ انتشار القوة الفلسطينية المشتركة في كل احياء المخيم اليوم.

كما يتركز النشاط الامني للدولة في مناطق بالبقاع وتحديدا في عرسال ومجدل عنجر ومناطق في العرقوب. وفي هذا الاطار الامني، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية عن اعتقال فرنسي في 18 حزيران يشتبه بتحضيره لتنفيذ هجوم.

الرئيس بري: الوضع خطر

نقل الزوار عن الرئيس بري قوله «ان الوضع خطر في البلاد بسبب ما يحصل في العراق، والافتراق الحاصل بين ايران والسعودية والمطلوب التكاتف بين اللبنانيين جميعا». واستخدم بري قولا للرسول «امش بدائك ما مشى بك»، و«علينا مواكبة الوضع في المنطقة واخذ الاحتياطات كل الاحتياطات لتحصين البلد والابتعاد عن الخلافات، المسلم يكون مسيحيا، والمسيحي يكون مسلما والشيعي يكون سنيا والعكس بالعكس».

وحول طاولة الحوار والدعوة للحوار «لو كان هذا الامر يفيد اليوم لكنا فعلنا»، الظروف لا تسمح «خلينا ننتخب رئيس الجمهورية وخلي مجلسي النواب والحكومة يعملان وخلي المؤسسات الدستورية تأخذ دورها».

تحركات سلفية في طرابلس

كذلك شهدت طرابلس تحركات للقوى الاصولية على خلفية اعتقالات، وخاطب رئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي المعتصمين امام مسجد حرباء في باب التبانة رفضا لاعتقال الجيش اللبناني ابراهيم الادلبي ودرويش الدندشي القريبين من حسام الصباغ بالاضافة الى اشخاص اخرين بتهمة الانتماء الى شبكات اصولية، وقد وضع بيان هيئة العلماء المسلمين هذه التوقيفات في خانة الاعتداء على السلفيين في طرابلس. وقال الشيخ سالم الرافعي «الظلم سيوحد قوانا كما في العراق، وان حصلت انتفاضة هناك لاهل السنة فنحن قادرون على ذلك في طرابلس» ولذلك يبقى السؤال، هل ستلفح احداث العراق مدينة طرابلس من باب «داعش» وتطيح بإنجازات الجيش؟

وقد اعلن الرافعي عن اجتماع سيعقد بعد ظهر اليوم في مكتبه في طرابلس للمجلس الاداري لهيئة علماء المسلمين.

وقال الرافعي «لا نتمنى الانتفاضة ولا قيام ثورة في طرابلس، لكننا نريد ان نعيش بكرامة»، واتهم نواب المستقبل بعدم التحرك لانهم يسايرون سياسة التيار القائمة الان على المصالحة مع حزب الله.

علما ان الجيش اللبناني ورغم محاولات القوى السلفية لوقف تحركاته عبر اعتقال الرموز السلفية، فقد واصل مداهماته وتم اعتقال حسام الصباغ ابن شقيق حسام الصباغ رئيس هيئة علماء المسلمين، كما تم اعتقال عبد الرحمن فارس الملقب بأبو الخطاب في المطار وهو احد ابرز الرموز السلفية، حيث يتم التحقيق معهم على خلفية ارتباطهم بجماعات اصولية وتهريب مقاتلين الى سوريا وتوتير الاوضاع الامنية.

تواصل بين المستقبل وحزب الله

في مجال آخر، كشفت معلومات مؤكدة ان التواصل بين حزب الله وتيار المستقبل في كل المجالات لتثبيت الاستقرار الامني، نجح الى حد بعيد في كسر حدة التشنجات الطائفية والمذهبية ونقل التوترات الى الشارع وان التواصل يكاد يكون يوميا بين وزير الداخلية نهاد المشنوق ومسؤول لجنة الارتباط والتوثيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، وهناك ارتياح لدى الطرفين للتنسيق الحاصل وللاتصالات التي ادت الى ازالة الكثير من الاشكالات في المناطق الحساسة والمتداخلة بين الطرفين. كما عقد اكثر من اجتماع لمسؤولي المناطق في بيروت من اجل تهدئة الاوضاع الامنية.

وتضيف المعلومات ان الاتصالات بين الطرفين عبر ممثليهما في الحكومة ساهم الى حد بعيد بالتوافق على آلية عمل مجلس الوزراء، حيث ادت الاتصالات بين حزب الله والمستقبل والتيار الوطني الحر الى موافقة الاخير على آلية عمل مجلس الوزراء عبر «اللجنة الوزارية السباعية» التي ستوقع على المراسيم الى جانب رئيس الحكومة، والوزراء السبعة هم رؤساء الكتل الوزارية. وعلم ان الوزير سمير مقبل سيوقع باسم الوزراء المحسوبين على الرئيس ميشال سليمان.

وحسب المعلومات، فان التنسيق والتواصل بين الثلاثي حزب الله والمستقبل والتيار الوطني الحر في موضوع الحكومة اعاد الانتظام الى عمل مؤسسة مجلس الوزراء التي ستناقش جدول اعمال من 27 بندا ليس فيهما اي بند خلافي، وبالتالي فان التواصل بين المستقبل وحزب الله مع التيار الوطني نجح في ملفي زيادة التنسيق الامني وضبط التوترات واعادة العمل الى الحكومة. واشارت معلومات الى ان جلسة الحكومة نهار الخميس ربما تقر تطويع عسكريين في الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة.