IMLebanon

إحتمالات

يُمارس البطريرك الماروني بشارة الراعي شتى الأساليب لإقناع العماد ميشال عون بالنزول عند رغبة بكركي، والمشاركة في الجلسة التي دعا رئيس مجلس النواب الى عقدها هذا الأسبوع، لكي يتأمّن النصاب القانوني لها، ويتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية منعاً لحصول الشغور في الرئاسة الأولى من جهة، وتعطيل المخطط الذي يستهدف الوجود والدور المسيحي في لبنان، فضلاً عن تداعياته على مجمل الأوضاع الأمنية والإقتصادية والإجتماعية على حد ما يحذّر من حصوله البطريرك الراعي.

إلا أن كل المحاولات والمساعي والتحذيرات التي أطلقها سيّد بكركي لم تلقَ آذاناً صاغية من سيّد الرابية الذي يمارس سياسة حافة الهاوية للوصول الى رئاسة الجمهورية على أساس أنها فرصته الأخيرة التي لن تتكرر لأسباب لا وجوب للخوض فيها، الأمر الذي دعا بكركي الى رفع الصوت في وجه القيادات المارونية الفاعلة على الساحتين المسيحية والمارونية داعية إياهم الى الامتثال للإجماع المسيحي بوجوب إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها وعدم التفريط بهذا الاستحقاق الذي يشكّل الضمانة الأولى لمسيحيي لبنان ولمسيحيي المشرق في وجه المحاولات الرامية الى إضعاف الوجود المسيحي في هذه المنطقة من العالم التي تشهد تحولات كبيرة وخطيرة في الوقت عينه.

وأمام مساعي البطريركية المارونية التي لم تتوقف هل يستجيب العماد عون ويوفّر النصاب لجلسة الانتخاب الرئاسية متجاوزاً مصلحته الشخصية لصالح المصلحة الوطنية ومصلحة المسيحيين على وجه الخصوص أم يظل على عناده، ضارباً عرض الحائط رغبة الذين أولوه على أنفسهم، لضمان مصلحته الشخصية وذلك بعدما استجابت القيادات المسيحية الأخرى في قوى الرابع عشر من آذار وثابرت على النزول الى مجلس النواب من أجل تأمين النصاب، وانتخاب رئيس للجمهورية يملأ الفراغ الذي يحصل بعد الخامس والعشرين من الشهر الجاري، أم أنه (عون) سيستمر في مقاطعة جلسات مجلس النواب نزولاً عند رغبة حليفه حزب الله الذي ما زال يبحث عن رئيس تابع له يجسّد فعل المقاومة في لبنان ويكون أميناً لخياراتها وحامياً لها وفق التوصيف الذي وضعه الحزب لمن يقبل به رئيساً للجمهورية يملأ الفراغ في الرئاسة الأولى التي هي حصة المسيحيين عامة، والموارنة خاصة وفق ما جاء في وثيقة الوفاق الوطني وفي دستور الجمهورية الثانية؟

 حتى الساعة ليس هناك في الأفق أي مؤشّر يدل على أن حزب الله مستعد للتخلي عن شروطه وتسهيل عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية بقدر ما تشير كل الدلائل العملية الى أنه لن يسمح بملء الفراغ في رئاسة الجمهورية قبل أن يجد الرئيس الذي حدّد مواصفاته، وثمّة من يرمي هذه المواصفات على العماد عون بوصفه التزم في وثيقة التفاهم التي أُبرمت مع حزب الله قبل أكثر من خمس سنوات، وإن كان الحزب ما زال يتحفّظ على إعلان تبنّي ترشيحه لها لأسباب تتعلق بالتكتيكات الانتخابية من جهة، ووصول كلمة السر الخارجية من جهة ثانية، وفي انتظار وصولها يبقى الاستحقاق الرئاسي في مهبّ الرياح وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة.