> كيف ترى الوضع الحالي في العراق؟
– أشد خطورة من ساعة الغزو في 2003.
> ألا تعتقد انك تبالغ؟
– أبداً. يومها كان الأمر يتعلق بمصير ديكتاتور ونظام اليوم الأمر يتعلق ببقاء العراق موحداً او تقسيمه.
> هذا الكلام مقلق؟
– الوضع خطر فعلاً. تصور اننا كنا نستعجل رحيل الاحتلال الاميركي واليوم نطلب ممن كان محتلاً ان يسارع الى إنقاذنا بالاسلحة والمستشارين والغارات الجوية. ثم اننا اكتشفنا للأسف ان النزاع بين العراقيين انفسهم أشد هولاً وعمقاً من نزاعهم مع الاحتلال. هناك حقيقة مؤلمة نتفادى الاعتراف بها وهي ان العراقيين الذين قتلوا على أيدي عراقيين اكثر بكثير ممن قتلوا على أيدي قوات الاحتلال. لا أبرئ الاحتلال أبداً وأكرهه لكن هذه هي الحقيقة. التصفيات المتبادلة والاغتيالات والمجازر الجماعية كانت من صنع أيدينا. لا يستطيع الاحتلال إرغام عراقي على قتل عراقي ان لم يكن مستعداً. التعصب المذهبي اخطر على العراق من العدوان الخارجي.
> هناك من يتحدث عن نهاية العراق؟
– لا، هناك شيء من التسرع في هذا الكلام. لكن نحن على مفترق طرق. إذا أسأنا التصرف عندها قد يفتح الباب لنهاية العراق الذي نعرف.
> هل يمكن انقاذ وحدة العراق؟
– ممكن لكن شرط التعامل بروحية جديدة مع السنّة والأكراد. انهم يشترطون عملياً ازاحة نوري المالكي ونهجه. سمعت من السنّة انهم لن يقبلوا أبداً ان يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية. وسمعت من الاكراد انهم لن يقبلوا أبداً ان يظل مصير الاقليم معلقاً بقرارات رئيس الوزراء في بغداد.
> يبدو ان جون كيري نصح المالكي بإفساح المجال لشخص آخر؟
– نعم لكنه ردّ عليه بإحالته الى نتائج الانتخابات.
> مَن يستطيع إقناع المالكي بالإفراج عن مكتب رئيس الوزراء على رغم نتائج الانتخابات؟
– رجل واحد.
> من هو؟
– انه الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس». لكن إيران ليست معروفة بتقديم هدايا مجانية خصوصاً الى الولايات المتحدة.
> الى أين تتجه الأزمة إذاً؟
– لا تتعب نفسك بسؤال السياسيين العراقيين، اسأل سليماني. لا أبالغ ان قلت لك انه الآن من أهم اللاعبين في الشرق الاوسط.
> هل يمكن أن تشرح أكثر؟
– إذا اعتبرت إيران ان ازاحة المالكي ستُفهم بمثابة نجاح للانقلاب على نفوذها في العراق لن تسمح بذلك. انظر الى ما حدث في سورية. اعتبرت ايران ان اسقاط بشار الأسد اسقاط لدورها الممتد من طهران الى بيروت عبر بغداد ودمشق. تعاملت مع الانتفاضة السورية بوصفها محاولة انقلاب. لعب سليماني دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى على الارض. ألم يستوقفك ان مقاتلي المعارضة انسحبوا من حمص القديمة بضمانة ايرانية وان ايران ترعى المصالحات التي تجري حالياً في بعض المواقع؟.
> الى أين يتجه الوضع السوري حالياً؟
– مرة أخرى اقول لك اسأل سليماني.
> سؤال افتراضي. لو كنت اليوم مفاوضاً ايرانياً ماذا تقول للمفاوض الاميركي؟
– اقول له أنا الأقدر على مشاركتك في محاربة الارهاب. أحارب «داعش» و»القاعدة» في العراق عبر الجيش العراقي والميليشيات الشيعية، وفي سورية عبر جيش النظام وميليشياته و»حزب الله»، وفي لبنان عبر «حزب الله» والجيش اللبناني. في المقابل اطلب الاعتراف بي بوصفي «الدولة المهمة» في الاقليم وليس مجرد دولة مهمة فيه.
> لكن واشنطن ترفض ذلك حتى الآن؟
– ولهذا نرى الأزمات مستعصية ومعلقة في المنطقة. في العراق وسورية ولبنان وكذلك في اليمن.
> هل تعتقد ان الصفقة الاميركية – الايرانية جاهزة؟
– لا. لكن إطلالة «داعش» على المسرح الاقليمي تطرح الموضوع بإلحاح. عقبات كثيرة تحول دون إتمام الصفقة. الاميركيون يعتقدون ان ايران تتعرض عملياً للاستنزاف في المناطق التي كانت اعتقدت انها ادخلتها تحت عباءتها. الاقتصاد الايراني ليس في أفضل أحواله. هناك من يعتقد ان التزامات ايران تفوق قدراتها تماماً كما حدث للإتحاد السوفياتي.
> على سيرة لبنان من يستطيع اقناع العماد ميشال عون بالإفراج عن قصر الرئاسة الشاغر في لبنان؟
– مرة جديدة اسأل سليماني.