IMLebanon

إستراتيجية جديدة لـ 8 و14 آذار توصل الى مرشح تسوية في المدى البعيد

إستراتيجية جديدة لـ 8 و14 آذار توصل الى مرشح تسوية في المدى البعيد

بري ارتاح لكلام الراعي عن مرشح منفتح على الجميع واعتبره يؤسس لمرحلة جديدة

موجة اضرابات بدءاً من الاثنين ولجنة درس السلسلة تنجز تقريرها الأسبوع المقبل

الصورة الرئاسية لن تتغير حتى الاربعاء، ومواقف الاطراف على حالها من الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي دخول البلاد في الفراغ الذي اصبح الاحتمال الذي تتداوله الاطراف السياسية كافة، وجاهرت به امس من خلال مواقف صادرة عن ممثلين عن هذه الكتل، خصوصا مع استمرار قوى 14آذار في دعم سمير جعجع للرئاسة اليوم وغداً، والنائب وليد جنبلاط لـ هنري حلو، في حين لم تفصح 8 آذار عن مرشحها بعد، وبالتالي فان ما حصل في جلسة الاربعاء الماضي كشف أن احداً من الاطراف الثلاثة لا يستطيع بمفرده ايصال مرشحه، وبالتالي عدم تأمين النصاب لعقد اي جلسة وحصول الفراغ الرئاسي الذي لا يستطيع احد ان يحدد مدته.

في ظل هذا المأزق، كشفت معلومات أن الاطراف السياسية، وخصوصاً 8 و14 آذار، امام ما افرزته الجلسة الماضية، بدأت وعبر اتصالات بعيدة عن الاضواء بدرس استراتيجية جديدة للاتفاق على مرشح تسوية في المدى البعيد.

ولذلك، فان كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان واضحاً، بعد زيارته الرئيس نبيه بري، ودعوته لانتخاب رئيس مقبول من الجميع يلّم الشمل ويفرض نفسه بمهاراته واخلاقياته، ويستطيع فعلا ان يجمع.

وكان لافتا ما قاله البطريرك الراعي وما حمل من اشارات واضحة بقوله الرئيس المقبول من كل اللبنانيين هو الرئيس القوي. وهذا الكلام اثنى عليه الرئيس نبيه بري، والذي اعتبر وحسب زواره كلام البطريرك الراعي عن ان الرئيس المقبول من جميع اللبنانيين هو الرئيس القوي، بأن هذا الموقف يشكل نافذة ويساعد القوى على القبول برئيس يحظى بهذا القبول اللبناني.

ولمس الرئيس بري من غبطته وبشكل واضح ارتياحه لجلسة الاربعاء الرئاسية والنصاب الكبير الذي توافر فيها. وكان يتمنى ان تجري الدورة الثانية، فأوضح له بري انه كما هو معلوم فقد النصاب، وكان الامر سيتكرر في الدورات الاخرى.. بمعنى انه لن يحصل أي من المرشحين على النصف زائداً واحداً.

واكد بري امام زواره انه اذا لم يكتمل نصاب جلسة الاربعاء المقبل ،فانه سيدعو الى جلسة اخرى. وسيستمر في تجديد المواعيد، مشيرا الى الحاجة الى مرشحين.. ولاحظ الرئيس بري ان النتيجة كانت متوقعة ولم يحصل هناك خرق من طرف لطرف.

وقال بري «لدينا مهلة حتى 25 ايار وهي مهلة لا بأس بها لدرس الامور».

وفي موازاة ذلك يواصل بري اتصالاته ومشاوراته مع الكتل النيابية بشأن الاستحقاق الرئاسي، في حين ان التشاور استمر امس بين اقطاب 8 آذار لدرس سبل التعامل مع جلسة الاربعاء، وسيصدر موقف عن 8 آذار نهار الثلاثاء بهذا الشأن، وان كان الاتجاه يميل الى مقاطعة الجلسة اذا لم يتأمن التوافق على مرشح رئاسي توافقي. واشارت معلومات مؤكدة الى ان التيار الوطني الحر سيفتح باب التواصل مجددا مع تيار المستقبل للبحث في هذا الاستحقاق وكيفية مقاربته بعد الجلسة الاولى.

من جهة اخرى، عقد اجتماع حضره اكثر من 15 نائبا من مكونات 14 آذار وترأسه الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، وجرى خلاله تقويم نتائج الجلسة، وكان هناك شبه اجماع على ان البلاد ذاهبة الى الفراغ، علما ان قوى 14 آذار ستجتمع مطلع الاسبوع المقبل ايضا لاتخاذ موقف من جلسة الاربعاء في 3 نيسان.

وكان لافتا امس، ما ادلى به نائب رئيس تيار المستقبل انطوان اندراوس بعد زيارته الى الوزير بطرس حرب متمنيا ان تعيد قوى 14 آذار النظر في استراتيجيتها، خصوصا ان الرئيس بري يبدو انه يسرّع العملية، وينبغي ايجاد استراتيجية جديدة كيلا نبقى في طريق مسدود ونصل الى الفراغ ودعا الى خطوات جديدة من قبل 14 آذار بالتعاون مع النائب وليد جنبلاط، والا سنصل الى الفراغ.

وقد لاقى حزب الكتائب موقف اندراوس عبر وزير العمل سجعان قزي بالدعوة الى فتح الباب على معادلة جديدة في المرحلة المقبلة، اي مرشح قادر على الاستقطاب من الفريق الاخر، اي من 8 آذار، وان الرئيس امين الجميل قادر على هذا الامر وبالتالي على 14 آذار البحث عن صيغ توافقية انتخابية كي لا نصل الى الفراغ، في حين اكد نواب في المستقبل ان خيار 14 آذار ما زال حتى الان الدكتور سمير جعجع، ولم تجتمع 14 آذار وتقرر عكس ذلك حتى الان.

وقال الرئيس امين الجميل: انا مرشح طبيعي واسمع اصداء ايجابية، انما الموقف النهائي يحدد في وقته، واي موقف سيكون من ضمن قوى 14 آذار.

حلو

اما على صعيد الكتلة الوسطية، فأعلن النائب هنري حلو انه لن ينسحب، وانه مرشح توافقي وسيباشر اجراء اتصالات مع مختلف الكتل.

اما النائب روبير غانم فأكد على انه مرشح «وفاقي وليس توافقي» ومستمر في الترشح، لكنه شكك في حصول النصاب الاربعاء المقبل.

في حين قالت مصادر قريبة من الحزب التقدمي الاشتراكي إن النائب جنبلاط بدأ مرتاحا للاصوات التي نالها النائب هنري حلو وإنه قوّم مع الرئيس نبيه بري نتائج الجلسة الاولى ونسقا خطواتهما بالنسبة للجلسة الثانية.

موجة اضرابات واللجنة النيابية

من جهة اخرى، تشهد البلاد موجة من التحركات المطلبية الشعبية والنقابية بدءا من مطلع الاسبوع المقبل احتجاجاً ورداً على محاولات فرض ضرائب جديدة ورفضا لسياسة المماطلة في اقرار مشروع سلسلة الرتب والرواتب، واللافت ان هذه التحركات المطلبية ستحظى بدعم واسع من قبل الاحزاب والقوى السياسية حيث عقدت المكاتب العمالية لقوى 8 آذار اجتماعا اعلنت فيه دعمها لمطالب الاتحادات العمالية والالتزام بما تقرره هذه النقابات لجهة الدعوات للاضراب والتظاهرات.

وعلم ان الاحزاب طلبت من مكاتبها العمالية مؤازرة التحركات النقابية بحشود على الارض وتلبية الدعوات للاضراب والتظاهر.

وفي موازاة ذلك، فان اللجنة النيابية المكلفة من قبل المجلس النيابي درس سلسلة الرتب والرواتب وتقديم اقتراحات بشأن السلسلة، تواصل اجتماعاتها لانجاز تقريرها خلال اسبوعين.

وقال عضو اللجنة النيابية لدرس السلسلة النائب جورج عدوان، ان اللجنة تعقد اجتماعات يومية، وان الاجتماعات تستمر ساعات وساعات، مؤكدا ان التقرير سيكون منجزا خلال 15 يوما وفي المدة التي التزمت بها اللجنة لتقديم تقريرها الى رئيس المجلس النيابي «واننا قطعنا اشواطا مهمة في درس مشروع السلسلة».

ورفض النائب عدوان اعطاء اي تفاصيل عن عمل اللجنة، لكنه اكد ان التقرير سيكون شاملاً ويحمل افكارا جديدة، وتحديدا لجهة البنود الاصلاحية، مؤكدا على مبدإ العدالة.

لكنه نفى ما تردد عن قرار بشأن المفعول الرجعي والتقسيط لثلاث سنوات مؤكدا أن هذا الكلام تكهنات اعلامية، «ونحن لم ولن ندلي بأي تصريح ونعمل بصمت، ولمح الى امكانية ان تشمل الضرائب ايضا الأملاك البحرية والحديدية، اي «سكك الحديد» اسوة بالأملاك البحرية.

وعن كلام وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج بشأن التمويل الواقعي لا الورقي، اشار الى ان كلام دو فريج صحيح، وهو معنا في اللجنة ويتابع عملها.

وكان الوزير دو فريج قال: ان التمويل يجب ان يكون واقعياً وليس ورقياً.

وكذلك السلسلة يجب ان تكون واقعية وتؤمن حقوق الجميع وليس حقوق فئة واحدة.

واعتبر ان الضرائب على المصارف لا خلاف عليها والتوجه هو لفرض غرامات جديدة على الاملاك البحرية وسكك الحديد، وعلى كل مخالف ان يدفع الضرائب ولا يجوز الاستثناء.

وعن التعاون مع وزارة المال قال: «المسؤولون في وزارة المال حضروا الاجتماعات التي وجهت لهم الدعوة لحضورها، وقال وزير المال لاعضاء اللجنة «اذا احتجتم شيئاً ما، وجهوا لنا كتاباً».

على صعيد آخر، يفتتح الاسبوع المقبل وبدءا من الاثنين بسلسلة من التحركات والاعتصامات مع تظاهرة اتحادات، ونقابات النقل البري، على ان تنطلق من مستديرة الكولا في اتجاه رياض الصلح، مع اخرى من مستديرة الدورة الى ساحة رياض الصلح، واعلنت اتحادات النقل البري استعدادها لتنفيذ اضراب عام يحدد لاحقاً.

كما دعت هيئة التنسيق النقابية الى اضراب عام واعتصام الثلاثاء احتجاجا على التأخير في اقرار السلسلة. ودعت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة واساتذة التعليم الثانوي والتعليم الاساسي الرسمي الى الاضراب والاعتصام والتظاهر الثلاثاء عند الساعة الحادية عشرة انطلاقاً من امام البنك المركزي، مرورا بغرفة التجارة والصناعة وجمعية المصارف، وصولا الى المجلس النيابي.

كما اعلن الاتحاد العمالي العام الى تنفيذ اضراب عام تحذيري يوم الاربعاء رفضا لفرضها ضرائب جديدة. وحذر الاتحاد العمالي العام من الاقدام على زيادة الضريبة على T.V.A، وهذا ما يجعل الاتحاد العمالي يصعد من تحركاته. وقد ترأس رئيس الاتحاد غسان غصن اجتماعا لهيئة الاتحاد في حضور اتحاد المصالح المستقلة والمؤسسات العامة برئاسة شربل صالح واتحاد المصالح المستقلة للمؤسسات الخاصة والعامة برئاسة بشارة الاسمر، واعلن هؤلاء الالتزام بالاضراب التحذيري يوم الاربعاء كما اعلنت نقابات الكهرباء والمياه والريجي والنقل المشترك والبلديات والمرفإ واوجيرو والاهراءات والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تأييدهم للاضراب والاقفال الشامل يوم الاربعاء والاعتصام في ساحة رياض الصلح عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.