استبعدت اوساط سياسية متابعة، للتطورات في المنطقة، لا سيما في المشهد العراقي، نجاح كل مشاريع التقسيم للعراق، التي يحكى عنها ويروّج لها بسبب صمود محور المقاومة الممتد من طهران، مروراً ببغداد، دمشق، وصولاً حتى بيروت، لذلك ترى الاوساط صعوبة في انجاز مشروع تقسيم المنطقة، طالما محور المقاومة يتمتع بقدرة عالية على افشال كل تلك المخططات، كما استبعدت الاوساط السياسية نفسها، حصول اي تسوية على حساب نتائج العملية التي سلكها العراق منذ سقوط صدام حسين، والتي عكست في الانتخابات البرلمانية الاخيرة فوزاً كبيراً وواضحاً للتكتل الذي يترأسه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي.
واعتبرت الاوساط ان ما تناقلته وسائل الاعلام، عن موافقة المرجعية الدينية في العراق السيد علي السيستاني على تنحي المالكي والنجفي عن واجهة الحكومة ومجلس النواب العراقيين لمصلحة اسماء من كتلهم النيابية، بعيد كل البعد عن حقيقة موقف المرجعيات الدينية، ذلك ان نوري المالكي على حدّ قول الاوساط من وجهة نظر ايرانية ما زال الاقوى والقادر على اتخاذ قرارات حاسمة بوجه كل من يسعى الى تفتيت العراق، وضرب المسار الديمقراطي الذي بدأت تعيشه بغداد، وعندما تتوفر مواصفات نوري المالكي بشخص آخر قد تعيد النظر كل من المرجعيات الدينية في بغداد وطهران، لان المرجعيات الدينية والقيادات السياسية في محور المقاومة، تدرك تماماً، ان الازمة في العراق، ليست كما يحلو لبعض الدول والعائلات المالكة فيها، ان تروج بأن ما جرى في العراق نتيجة السياسات الاقصائية لهذه الفئة او تلك، وكأن العائلات المالكة في جوار العراق، تحولت الى واحات ديمقراطية وبات فيها المواطن مواطناً.
واكدت الاوساط ان ما يشهده العراق هو معركة على الثروات النفطية وطرق امدادها، وهي مصلحة العديد من الدول في تقسيم العراق لعل ذلك يساعد في تقسيم سوريا التي تشكل عقدة الجغرافيا النفطية والغازية التي تسعى للوصول الى الشط الشرقي للبحر الابيض المتوسط، عبر «داعش» والمفاصل الرئيسية لـ «داعش» المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالاستخبارات المركزية الاميركية وهي التي تحدد سلوكها واهدافها، مع الاخذ بعين الاعتبار مصالح الدول التي توفر الدعم المالي واللوجستي لهؤلاء الجماعات في العراق وسوريا ولبنان.
واشارت الاوساط الى ان آخر نوايا هذا الارهاب ارسال انتحاريين الى فندق «دي روي» لضرب مراكز سياحية واستشفائية في الضاحية الجنوبية لكن المتابعة الامنية الاستباقية احبطت هذه المحاولات، وأمام هذه التطورات تؤكد الاوساط ان الانتخابات الرئاسية لا زالت بعيدة بالرغم من الاجواء الايجابية التي تحاول بعض المرجعيات الترويج لها، ولكن اشارت المصادر الى ان استمرار مرشحي التحدي يساهم في اطالة الشغور في الرئاسة الاولى، وتجدد الرهان على الخارج الذي يمتطي «داعش»، ايضا يؤدي الى تعطيل الانتخابات وان طالت ستحاط بالمخاطر، تجعل البلاد امام احتمالات كلها نارية ودموية.