IMLebanon

إسرائيل تخشى الغرق في رمال غزة وتستنجد بحلفائها لإخراجها من المأزق

إسرائيل تخشى الغرق في رمال غزة وتستنجد بحلفائها لإخراجها من المأزق

المقاومة تبادر الى الهجوم والعمليات النوعية خلف خطوط العدو وتدمر دبابات

المواجهات تواصلت للاسبوع الثاني بين رجال المقاومة وجنود العدو الاسرائيلي، وغلب عليها طابع المواجهة البرية وتدمير دبابات العدو بالصواريخ واعلانه عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف جنوده، رغم ان العدو اخفى حتى اليوم الحجم الكبير للخسائر البشرية التي تكبدها كيلا يفاقم من غضب الشارع الاسرائيلي على حكومته والمصاب بالذعر والقلق نتيجة عجز جيش العدو عن وقف صواريخ المقاومة على كل مدن وقرى فلسطين المحتلة رغم الامكانيات التقنية واللوجيستية التي يملكها جيش العدو، حيث سقط تفوقه العسكري في المواجهات وهذا ما يترك تداعيات على كل دولة اسرائيل.

الهجوم البري المحدود لجيش العدو واجهه رجال المقاومة بالكمائن والقذائف الصاروخية واستمرار سقوط الصواريخ على تل ابيب وصولا الى النقب. وظهر ان نتنياهو يخشى المواجهة البرية والغرق في رمال غزة لانه يدرك ان الدخول الى غزة ربما يكون ممكنا، لكن الخروج منها صعب جدا.

وقد ادى القصف الاسرائيلي امس الى سقوط 30 شهيدا، وبالتالي وصل عدد الشهداء منذ بدء العملية العسكرية الى 270 شهيدا، واكثر من 2500 جريح.

وفي موازاة التصعيد العسكري الاسرائيلي، تواصلت الاتصالات والجهود لوقف اطلاق النار دون اي نتيجة، وهذا ما يؤشر الى ان المعارك ستتواصل، حيث تسعى اسرائيل الى تقدم على الارض كي تحسن شروطها التفاوضية في ظل عجزها حتى الان عن تحقيق اي شرط من شروطها، فالصواريخ ما زالت تطلق من غزة والانفاق لم تدمر، وجهوزية المقاومة ما زالت مرتفعة وترسانتها العسكرية ما زالت في كامل جهوزيتها، وبالتالي، فان موازين القوى هي لمصلحة المقاومة في ظل معادلة الصمود التي حققتها، حيث بادرت المقاومة وعبر عناصر «النخبة» في صفوفها الى الهجوم على آليات للعدو في المواقع المواجهة لغزة، كما نفذت عمليات نوعية خلف خطوط العدو، وتحديدا ضد قواعد عسكرية اسرائيلية وآليات لجنود العدو، وقامت بتصوير العمليات ودبابات العدو وهي تحترق، وهذه التجربة بدأتها المقاومة في لبنان وعممتها على حلفائها المقاومين في غزة عبر ضرب معنويات جنود العدو.

من جهة اخرى، استشهد امس ثلاثون فلسطينيا – بينهم ثلاثة أطفال – وأصيب عشرات في قصف إسرائيلي مكثف على مختلف مناطق قطاع غزة، مما يرفع حصيلة العدوان إلى ما يقرب من271 شهيدا وأكثر من ألفي جريح.

وبُعيد إعلانها بدء عملية برية محدودة، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها مناطق شمال قطاع غزة، في الوقت الذي كانت فيه بعض الوحدات الإسرائيلية تحاول التوغل في أطراف بيت لاهيا وبيت حانون.

وقد استشهد ثلاثة أطفال من أسرة «أبو إسماعيل» إثر سقوط قذيفة مدفعية إسرائيلية على منزلهم في أبراج الندى ببيت حانون شمالي القطاع. وأظهرت صور فتحة كبيرة في جدار داخل منزل الأسرة نتيجة قذيفة مدفع إسرائيلية.

واستشهد فلسطينيون آخرون في قصف مدفعي وصاروخي لأطراف مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع، كما استشهد مدني فلسطيني في قصف لمنطقة جحر الديك وسط القطاع. وقالت المعلومات إن فلسطينيَين اثنين استشهدا في قصف مدفعي إسرائيلي على شرق خان يونس التي تحاول قوات الاحتلال التوغل في محيطها، مما رفع حصيلة شهداء الامس إلى ثلاثين.

وكثفت قوات الاحتلال استهدافها امس لأحياء غزة الشرقية وبينها الزيتون والشجاعية، بالتزامن مع قصف لأهداف في مخيم النصيرات ودير البلح وسط القطاع.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن ستة فلسطينيين – أربعة منهم من عائلة واحدة – استشهدوا في قصف على خان يونس جنوبي القطاع، وذلك بعيد استشهاد ثلاثة مواطنين في المنطقة نفسها، بينما استشهد آخر شرق مدينة رفح. وأعلن المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة أن مواطنا بحي الشجاعية استشهد، بينما جرح 12 من أفراد عائلته، وذلك بعيد استشهاد أربعة فلسطينيين بينهم رضيع (خمسة شهور)، وجرح أكثر من عشرة آخرين في قصف إسرائيلي لجنوب القطاع.

كذلك واصلت المدفعية الإسرائيلية إطلاق قذائفها بشكل مكثف على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة مع إسرائيل، كما استمر القصف العنيف جوا عبر المقاتلات وبحرا بالزوارق الحربية وبرا عبر الدبابات التي احتشدت عند الحدود.

وأفيد من على الحدود مع قطاع غزة بأن الجيش الإسرائيلي أعلن أن الهدف من التدخل البري المحدود هو الوصول إلى شبكة الأنفاق بهدف تدميرها.

يذكر أن كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) – اشتبكت مع قوة إسرائيلية شمال بيت لاهيا، كما فجرت عبوة في دبابة إسرائيلية حاولت التقدم في المنطقة نفسها، واعترفت إسرائيل بمقتل أحد جنودها وإصابة آخرين في اشتباكات مع المقاومة على حدود غزة.

الى ذلك أفادت قناة «الميادين» عن «إصابة ثلاثة جنود اسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في غزة». وأعلنت «كتائب القسام» عن استهدافها لـ«دبابة شمال بيت حانون بقذيفة P29». وقالت كتائب القسام إنها قصفت مدينة ديمونة بصاروخي إم75 .

كما أعلنت «سرايا القدس» انها «قصفت كيسوفيم وموقع الكاميرا بـ13 صاروخ107 و3 قذائف هاون».

كما أعلنت القسام عن خوضها اشتباكا مسلحا وصفته بالعنيف مع قوة إسرائيلية خاصة تسللت قرب مدرسة الزراعة في بلدة بيت حانون شمال القطاع، وأجبرت جنود الاحتلال على الانسحاب من المكان.

وأوردت كتائب القسام في موقعها الإلكتروني أن مقاتليها فجروا عبوة في قوة إسرائيلية خاصة في شمال قرية أم النصر واشتبكوا معها، كما استهدفت المقاومة حشودا عسكرية إسرائيلية على حدود غزة بنحو 11 صاروخا.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أعلن أن «كل أماكن إطلاق الصواريخ في غزة أهداف مشروعة إذا كان بداخلها صواريخ».

على صعيد آخر اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر امس باحات المسجد الأقصى لتفريق تظاهرة منددة بالعدوان على غزة، بالتزامن مع شنها حملة أمنية لمنع فلسطينيين من الصلاة داخله. وأطلقت تلك القوات قنابل غاز على مظاهرة للمصلين تندد بالعدوان على القطاع.

جاء ذلك فيما فرضت سلطات الاحتلال إجراءات مشددة على دخول الفلسطينيين المسجد الأقصى، وشمل ذلك كل من هم دون سن الخمسين عاما، حيث تم منعهم من الدخول للصلاة. وهذه هي الجمعة الثالثة من شهر رمضان التي يمنع فيها الاحتلال المصلين من حرية الوصول إلى الأقصى.

بدوره أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن الهجوم البري على قطاع غزة آيل إلى الفشل. وقال مشعل إن «ما عجز عن تحقيقه المحتل الإسرائيلي عبر العدوان الجوي والبحري، وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، واستهداف المدنيين خاصة الأطفال، وارتكاب جرائم حرب في حق الإنسانية وضد القانون الدولي، لن ينجح في تحقيقه عبر الاجتياح البري والمزيد من العدوان».

في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر إن الهجوم البري لا يهدف إلى الإطاحة بحركة حماس، وأضاف في حديثه لصحفيين يوم الخميس أن «الهجوم يستهدف النشطاء الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع». وأفاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو بأنه أمر الجيش بتدمير الأنفاق، في إشارة إلى أن العملية ستكون محدودة النطاق، فيما يستمر العدوان على القطاع منذ نحو عشرة أيام مخلفا حتى الآن أكثر من 240 شهيدا بينهم 52 طفلا، ونحو 1800 جريح.

من جهة أخرى لفت الرئيس أوباما الى أنه اتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو «وناقشنا عمليات اسرائيل العسكرية»، معلنا انه أبلغ نتانياهو بـ«حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها»، معتبرا أنه «يجب ان لا توافق اي دولة على تدفق الارهابيين عبر الانفاق ونحن قلقلون من تهديدات التصعيد».

واعرب عن أمله في أن «تستمر اسرائيل في التعامل مع التهدئة لتقليل الضحايا»، مشيرا الى أننا «نعمل لوقف اطلاق النار ووزير الخارجية الاميركي جون كيري يعمل على دعم مبادرة مصر وهو سيسافر الى المنطقة لاجراء المزيد من المشاورات».

كما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى «تفادي تصعيد جديد» بعد بدء الهجوم الإسرائيلي البري على غزة.

كذلك أعلن الفاتيكان ان البابا فرنسيس اتصل «شخصيا» بالرئيسين الاسرائيلي شيمون بيريز والفلسطيني محمود عباس للتعبير «عن انشغاله القوي بوضع الحرب الحالي» والذي يخص «تحديدا» قطاع غزة.

وقال البيان ان البابا فرنسيس ابلغهم ان «مناخ العداء والكراهية والمعاناة المتزايد بين الشعبين يسبب الكثير من الضحايا ويوصل الى وضع انساني طارئ».

الى ذلك بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا مع نظيره الإيراني حسن روحاني تفاقم الأزمة في قطاع غزة في ضوء شن إسرائيل عملية برية ضد القطاع. وجاء في بيان صدر عن الكرملين أنه في اتصال هاتفي بادر إليه الجانب الإيراني أشار الجانبان إلى ضرورة الوقف الفوري للمواجهة العسكرية واستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة. كما تبادل الرئيسان الآراء حول الملف النووي الإيراني والوضع في العراق، بالإضافة إلى تناولهما التعاون بين البلدين، بما في ذلك تنفيذ المشروعات المشتركة في قطاع النفط والغاز وفي مجال الطاقة النووية.

وفي السياق نفسه دعا رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الدول الإسلامية إلى وضع خلافاتها جانبا في الظروف الراهنة لتقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية مؤكدا أن الشعب الإيراني وقف وسيقف في جميع الظروف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم وسيقدم الدعم لنضاله المشروع.

وأضاف لاريجاني خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رمضان عبد الله شلح أن النصر سيكون حليف الشعب الفلسطيني في مقاومته الشجاعة وسيؤدي هذا الشعب دورا رئيسيا في حسم القضايا الإقليمية في المستقبل. وأشار لاريجاني إلى أن الدول التي تجاهلت قدرة المقاومة أدركت في هذا النضال قوة محور المقاومة وأن الكيان الصهيوني ورغم عدوانه الوحشي على غزه ذاق فشلا ذريعا بسبب حساباته الخاطئة ومقاومة الشعب الفلسطيني.

في الجانب الاسرائيلي اعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحفي ان «المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر وافق على توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة»، لافتا الى ان «حركة حماس لم تلتزم بالهدنة الانسانية ورفضت المبادرة ونحن نبدأ هذه العملية بعد استنفاد كل الامكانيات»، موضحا ان «الجيش الاسرائيلي يعمل على هدم الانفاق بين غزة واسرائيل، لانه لا يمكن معالجة قضية الانفاق من الجو فقط». اضاف «قد ندفع ثمناً عالياً في حرب غزة، لكن الثمن الذي سندفعه اكبر بكثير ان لم نقم بهذه العملية، ونحاول ان نقنع الرأي العام العالمي للتصرف بقوة ضد «منظمة ارهابية».

من جهته شدد وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرئيل على ان «يجب تصفية كل رؤساء «حماس» من دون أي حصانة». وكان أرئيل انتقد أمس «الهدنة الانسانية» المؤقتة التي تم التوصل اليها في قطاع غزة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، مدعيا أن المقاومة ستستغلها من اجل التزود بمزيد من الاسلحة.