IMLebanon

إسرائيل قوة غاشمة ولكن عاجزة

عودة إسرائيل الى اسلوب الاغتيالات ضد قادة “حماس” أبرز دليل على عجزها العسكري عن اخضاع “حماس”، وعلى ان القوة العسكرية الغاشمة التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي وتفوقه التكنولوجي وتسلحه بأحدث العتاد والسلاح لم تحسم المعركة ضد “حماس” لاعسكرياً ولا سياسياً.

العجز عن الحسم وتعثر محادثات وقف النار جعلا حكومة نتنياهو موضع انتقاد من الجمهور الإسرائيلي. إذ يتهمها معسكرا اليمين واليسار بأنها اخفقت في ايقاف اطلاق الصواريخ على المستوطنات اليهودية المتاخمة لقطاع غزة، ولم تنجح في اقناع اهالي هذه المستوطنات بالعودة الى منازلهم، كما اخفقت سياسياً لموافقتها على بدء المحادثات غير المباشرة مع “حماس” في القاهرة من دون حسم عسكري واضح، وقبولها مناقشة رفع الحصار عن غزة من دون التزام “حماس” نزع سلاحها.

من هنا يمكن تفسيرعودة وزير الدفاع موشي يعالون الى استخدام اسلوب الاغتيالات ضد قادة “حماس” كنوع من الرد على الانتقادات ومحاولة لتغطية الاخفاقين العسكري والسياسي. لكن هذه العودة هي ايضاً رجوع إلى الوراء عشرة اعوام، وعودة الى الزمن الذي استخدم فيه يعالون الأسلوب عينه في صراعه ضد “حماس” خلال العامين 2004 – 2005. وهذا دليل على الافلاس في الافكار والخطط العسكرية لدى يعالون والقادة العسكريين الإسرائيليين.

واذا صح ان محمد ضيف، القائد العسكري “لحماس”، نجا من الاغتيال ولم يكن في المنزل الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية من أربع زوايا وبقنابل ضخمة تضمن تدميره تدميراً شاملاً، تكون إسرائيل قد خططت فعلاً لقتل زوجته وابنه الرضيع فقط من اجل الحاق الأذى به. وهذا اسلوب منحط ولا انساني واشبه بالعقاب الجماعي وجريمة حرب.

لقد دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة مرحلة جديدة بعد سقوط وقف النار، وفشل الوساطة المصرية، والتصعيد الخطير بعد عمليات الاغتيال الإسرائيلية التي شملت قياديين في “حماس”. وقد بات الوضع العسكري في غزة اليوم مفتوحاً على كل الاحتمالات بدءاً من حرب استنزاف طويلة الامد وصولاً الى عملية عسكرية إسرائيلية برية جديدة في القطاع.

والحقيقة انه منذ بداية المحادثات في القاهرة، لم تكن إسرائيل تنوي فعلاً انهاء الحرب على غزة ولا الاستجابة لمطلب “حماس” رفع الحصار، ومنحها بذلك انجازاً سياسياً لم تستطع تحقيقه عسكرياً. وكانت هذه المحادثات بالنسبة اليها مناسبة استغلتها للتقرب من مصر، وزرع الشقاق بين السلطة و”حماس”، وتبرير قتلها الوحشي للمدنيين في غزة امام المجتمع الدولي. وهي اليوم بعودتها الى الاغتيالات تعطي نفسها الحق في قتل الابرياء تحت غطاء الحرب على “حماس”.