IMLebanon

إعتراضات عون على هيئة الإشراف على الإنتخابات تهدّّد بالتمديد للمجلس

أجوبة لبنانية على شروط إستعادة العسكريين في محادثات الدوحة غداً

إعتراضات عون على هيئة الإشراف على الإنتخابات تهدّّد بالتمديد للمجلس

 

 فيما كان الرئيس تمام سلام يضع اللمسات الاخيرة على ملف محادثاته مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على رأس الوفد الوزاري – الامني ويلبي دعوته على مأدبة الغداء قبل ان يعود في اليوم نفسه، كان اهالي شهداء الجيش والفعاليات الاسلامية والاهلية تعمل على تطبيع الوضع، وتجعل من دماء الشهيدين العسكريين الرقيب علي السيد والجندي عباس مدلج جسر عبور للوحدة الاسلامية والوطنية.

في هذا الوقت، كان الجيش اللبناني يعزز انتشاره في جرود عرسال، حيث تفقد مواقعه رئيس الاركان اللواء وليد سلمان، مشدداً على ثبات العسكريين في مواقعهم، في حين كان مسلحو جبهة «النصرة» يعمقون الهوة مع اهالي عرسال عبر الاعتداء على كسارتين لاهل البلدة وسحبها الى الجرود لاستخدامها في اعمال تعزز مواقع الجماعات المسلحة التي تعيش اوقاتاً عصيبة على وقع قرع طبول الحرب التي تحشد لها الولايات المتحدة الاميركية وتتسابق دول الغرب على ارض الرافدين لحشد حيثيات لمصالحها ومطامعها، سواء مع الحكومة المركزية برئاسة حيدر العبادي او مع حكومة كردستان برئاسة مسعود البرزاني.

وعلى صعيد تعزيز قدرات الجيش، كشف السفير الاميركي ديفيد هيل انه ابلغ الرئيس سلام خلال لقائه به في السراي امس، ان الولايات المتحدة ستزود الجيش بطائرات من نوع «سيسنا» وطائرات خفيفة للاسناد الجوي، وذلك من ضمن هبة المليار دولار التي قدمتها المملكة العربية السعودية، في حين اعلنت السفارة الفرنسية في بيروت ان الحكومة الفرنسية حولت 7 مليون يورو الى مجموعة الدعم الدولي في لبنان التي ستجتمع في نيويورك في 16 ايلول الحالي على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة.

زيارة قطر

 وعشية توجه الرئيس سلام الى قطر بهدف تسريع وتيرة العمل لاستعادة العسكريين المحتجزين لدى المجموعات السورية المسلحة في ما وراء جرود عرسال، واظهار حجم جدية لبنان في الرهان على دور الوسيط القطري، والوقوف على لائحة المطالب النهائية من مسلحي «النصرة» و«داعش» كشفت مصادر ذات صلة عن شروط محددة طلبها خاطفو العسكريين مقسمة على اربع فئات:

أ- شروط تتعلق باطلاق سراح موقوفين بينهم العشرات من المسجونين الاسلاميين في سجن رومية، ومئات من المسجونين في السجون السورية، بالاضافة الى اطلاق الموقوف عماد جمعة قائد «لواء فجر الاسلام».

ب- انسحاب الجيش اللبناني من المناطق التي دخلها في الايام الاخيرة، وابقاء اكثر من ممر آمن بين عرسال وجرودها لا سيما وادي حميد.

ج- توفير ما يلزم من ضمانات في ما خصَّ مخيمات النازحين في عرسال وابتعاد الجيش اللبناني عنها، وانتزاع ضمانات من الدولة اللبنانية بعدم التعرض للنازحين سواء في البقاع او الجنوب او الشمال.

د- الضغط على حزب الله للانسحاب من مناطق في القلمون على علاقة بجرود عرسال وعرسال نفسها.

اما بالنسبة للفدية المالية، فالمصادر ليست لديها شيء محدد حول هذه النقطة.

وعلم ان المفاوض اللبناني يرغب بالحصول على قائمة المطالب موقعة من المسؤولين عن المسلحين الخاطفين القادرين على الالتزام بنتائج المفاوضات وعدم تبديل وتغيير المطالب.

ووفقاً لمصادر وزارية معنية، فان الجانب اللبناني سيبلغ الجانب القطري انه حريص على دراسة مطالب الجهات الخاطفة بجدية ومسؤولية لأنه معني باستعادة عسكرييه ضمن ثوابت وطنية وسيادية.

وأوضح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ «اللواء» أن موضوع استعادة العسكريين المخطوفين سيكون الموضوع الرئيس لمحادثات الرئيس سلام في الدوحة، لكنه أشار إلى ان لا شيء جديداً على صعيد المفاوضات غير المباشرة، علماً أن الاتصالات مستمرة وكذلك تبادل الأوراق.

ولفت إلى أن الرئيس سلام أبلغ مجلس الوزراء أمس الأوّل انه يحث الأتراك على التدخل في هذه القضية، الا انهم لم يعطوا بعد جواباً.

ومن جهته، قال وزير البيئة محمّد المشنوق لـ «اللواء» أن الرئيس سلام سيشكر دولة قطر التي تابعت وساهمت في وقت سابق بالافراج عن مخطوفي اعزاز وراهبات معلولا، مؤكداً انها لم تقصر ابداً في تقديم يد العون والمساعدة للبنان في أحلك الظروف.

وأكّد أن هذه الزيارة الرسمية ستفسح في المجال امام المزيد من التقارب والتفاهم وتبادل الآراء بشأن عدد من المواضيع، وتأتي استكمالاً لزيارات قام بها الرئيس سلام إلى المملكة العربية السعودية والكويت، وسيقوم لاحقاً بزيارات إلى كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر ربما، وستكون هناك سلسلة لقاءات للرئيس سلام مع امير قطر ورئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، كما أن الوزراء سيجتمعون مع نظرائهم القطريين.

ورداً على سؤال قال الوزير المشنوق: اعتدنا على أن يأخذ موضوع الخطف وقتاً وأن يمر بمراحل متعددة، داعياً إلى الأخذ في الحسبان تطورات المرحلة المقبلة التي قد لا تكون هادئة سواء في سوريا والعراق وانغماس الجهات الخاطفة، ولا سيما «داعش» في المواجهة التي تحشد لها الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي انشأته.

هيئة الاشراف

 على الانتخابات

 في مجال آخر، وفي الوقت الذي أقرّ مجلس الوزراء أمس الأوّل، مبدئياً، تشكيل الهيئة الوطنية للاشراف على الانتخابات برئاسة نديم عبد الملك، واندريه صادر نائباً له، فان وزراء «التيار الوطني الحر» لم يسموا الاسمين اللذين كان يفترض تسميتهما لهذه الهيئة، لكي يصدر القرار في عدد خاص للجريدة الرسمية قبل ظهر أمس الجمعة، وهو ما يعد في رأي مصادر وزارية محاولة من قبل التيار العوني لإحراج الرئيسين نبيه بري وتمام سلام، وتحميل مسؤولية التمديد للمجلس النيابي للحكومة، من خلال عدم تأليف الهيئة في الوقت القانوني المحدد، مع العلم أن الرئيس سلام كان قد أصر خلال جلسة مجلس الوزراء على تشكيل هذه الهيئة، لافتاً نظر الوزراء الى أن اليوم (أي أمس الأول) يفترض أن يكون المهلة الأخيرة لتأليف هذه الهيئة.

وعلمت «اللواء» أن وزراء عون طلبوا أن يكون لهم الحصة الكاملة للأعضاء المسيحيين الخمسة، لكنهم رضوا بعد نقاش بتسمية عضوين، أحدهما أرثوذكسي والآخر ماروني، إلا أنهم طلبوا التريث بطرح الإسمين، فما كان من الرئيس سلام إلا أن قال: ساعتذاك لن تكون هناك انتخابات.

وكان وزير الداخلية السابق زياد بارود اعتبر أن القرار جاء متأخراً، وخارج المهلة القانونية الإلزامية التي فرضها قانون الانتخاب النافذ رقم 25/2008، مشيراً الى أن التأخير في تشكيل الهيئة ينطوي على تداعيات قانونية تهدد سلامة العملية الانتخابية برمّتها.

تجدر الإشارة الى أن مهلة تقديم الترشيحات لهذه الانتخابات تنتهي ليل الثلاثاء – الأربعاء المقبل، حيث يواصل النواب تقديم ترشيحاتهم تباعاً، وقد بلغ عدد المرشحين حتى يوم أمس 112 مرشحاً، ليس من بينهم مرشحو تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي، و«القوات اللبنانية» والكتائب و«حزب الله»، لكن عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أعلن أن هذه الترشيحات ستقدم قبل يوم الاثنين، مشيراً الى أن اللجنة المنبثقة من قوى 14 آذار لشرح المبادرة الرئاسية التي أطلقتها منذ عشرة أيام ستجتمع الى الرئيس بري الذي عاد أمس الأول من إجازته الصيفية، لجس نبض قوى 8 آذار إزاءها، على الرغم من المؤشرات السلبية التي ظهرت من هذا الفريق، ولا سيما من النائب ميشال عون وتكتله النيابي.

وفي هذا السياق، أكدت أوساط نيابية بارزة في «المستقبل» لـ «اللواء» أن المبادرة ما زالت على الطاولة بانتظار ردود 8 آذار عليها وتحديد المواعيد مع أركانها لإطلاعهم على مضمونها ودعوتهم الى اتخاذ القرار الصائب في سبيل انتخاب رئيس جديد في أسرع وقت، مشيرة الى أن هناك استعداداً لدى قوى 14 آذار لتأييد أي إسم يحظى بتوافق غالبية القوى السياسية، خاصة وأن قرار التمسك بترشيح الدكتور سمير جعجع ليس نهائياً، وهو ما أشار إليه جعجع نفسه، لأن المهم أن يكون توافق على مرشح وليس التمسك بهذا المرشح أو ذاك.

وإذ شددت هذه الأوساط بأن قوى 14 آذار قدمت كل ما لديها من أجل مد الجسور مع الفريق الآخر للإسراع في انتخاب رئيس جديد، لاحظت أن ما صدر عن لقاء عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يعكس استمرار المأزق وإصرار الرجلين على ابقاء الاستحقاق الرئاسي أسير «الشخصانية»، متسائلة: «هل ان ما نقل عن لسان نصر الله من مواقف مؤيدة لعون من الملف الرئاسي بمثابة رفض غير مباشر لمبادرة 14 آذار، ما فتح الباب أمام مرحلة أكثر تعقيداً وغموضاً، خصوصاً مع استبعاد إيران ونظام الرئيس بشار الأسد من التحالف الدولي لضرب «داعش»؟