إنتخاب رئيس للجمهوريّة : دوران في حلقة مُفرغة داخلياً وخارجياً
بري سيُكثّف الدعوات إذا فشلت جلسة الخميس
وسيدعو لجلسات مُتلاحقة الراعي يزور سلام اليوم قبل سفره الى السعوديّة ولن يقبل بـ«تطبيع» الفراغ
لقاء الحريري ــ جعجع في فرنسا: للقيام بكلّ الجهود لإنجاز الاستحقاق
ستة أيام تفصلنا عن نهاية المهلة الدستورية لاستحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية وأربعة أيام عن الجلسة الخامسة لمحاولة انتخاب الرئيس.
ولا تزال التحركات والاتصالات واللقاءات تدور في حلقة مفرغة في الداخل والخارج لانتخاب رئيس للجمهورية، ولم يتأكد بعد اذا كان النصاب سيتأمن يوم الخميس رغم اعلان فريق 8 آذار انه سيحضر جلسة الانتخاب.
وفي هذا المجال اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري انه سيكثف الدعوات اذا ما فشلت جلسة الخميس الانتخابية وسيدعو الى جلسات متلاحقة.
وقال بري «ان الحركة القائمة فيما خص انتخاب رئيس للجمهورية لم تسفر بعد عن معطيات جديدة، وبالتالي فان الامور لا تزال تراوح مكانها، وهو مستعد لعقد جلسة في اي وقت اذا توافرت المعطيات لانتخاب الرئيس الجديد».
وينقل زوار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي انه لن يستسلم ولن يتراجع عن مطالبته القوى المسيحية بضرورة انتخاب رئيس للبلاد، ولن يقبل ان يتم تطبيع الفراغ و«حامي الدستور» غائب عن دوره وموقعه. ويؤكد الراعي لزواره ان الفراغ يشكل نسفاً للميثاق الوطني.
كما يتساءل الراعي عن التحركات السلمية الشعبية والاعتصامات لعدم شغور الكرسي الرئاسي، لان الفراغ على حدّ قوله قاتل للمسيحيين على ما حصل سابقاً معهم ويتهددهم حالياً.
ولمس زوار الراعي انه سيعبّر عن موقفه الرافض للفراغ بشكل تصاعدي في الايام المقبلة.
واشارت المعلومات الى ان الراعي سيزور رئيس الحكومة تمام سلام مستبقاً زيارته الى السعودية حيث اشاد السفير السعودي علي عواض عسيري باهمية الزيارة وما للرئيس سلام من مكانة لدى السعودية.
وقال الراعي في عظة الأحد في بكركي: «ليتذكر الساعون إلى الفراغ في سدة الرئاسة، والذين لا يرون فيه أي مشكلة، النتائج الوخيمة التي خلفها الفراغ ما بين سنة 1988 و1990، وليتحملوا نتائج الفراغ، اذا حصل، معاذ الله»!
ورأى ان «على الجميع أن يدركوا أن الرئاسة الأولى هي بمثابة الرأس من الجسد، تعطي الشرعية للمجلس النيابي والحكومة وسائر المؤسسات، وتضمن الاستقرار في البلاد، وتعطيها شرعيتها الدولية. فلا أحد أعلى من الرئاسة، ولا أحد يحل محلها. وأمام استحقاقها تسقط كل الاعتبارات الشخصية والفئوية والحزبية والسياسية».
الحريري ـ جعجع
ويبدو ان فرنسا في هذه الايام هي محجة للسياسيين فقد توجه اليها رئىس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الصحة وائل ابو فاعور.
وكان سبقهما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اوضح مكتبه الاعلامي انه في رحلة عمل. لكن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري الموجود في باريس وزع امس بيانا اعلن فيه انه التقى جعجع في حضور الرئيس فؤاد السنيورة.
وافاد المكتب الاعلامي للحريري، ان اللقاء تخلله غداء عمل، و«تناول الاوضاع العامة في البلاد وخصوصا موضوع الاستحقاق الرئاسي الداهم. وكانت وجهات النظر متطابقة على ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، ورفض الفراغ، والقيام بكل الجهود والاتصالات اللازمة والممكنة لمنع حدوث الفراغ، مع التشديد على وجوب حضور جميع النواب للمشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية». ويبدو بحسب المعلومات ان الحركة الباريسية واللقاءات التي تحصل في العاصمة الفرنسية لم ترق الى مستوى اعلان نضوج طبخة الرئاسة.
8 آذار
وفي هذا السياق، لا ترى اوساط في 8 اذار ان «طبخة» الحل قد نضجت بعد، وبرأيها فان مرحلة «المناورات» بالمواقف والاسماء لم تنته ايضا، وما يحصل راهنا من لقاءات واتصالات في باريس والرياض يظل في سياق التشاور لتحديد استراتيجية التعامل مع الاستحقاق الرئاسي في فترة ما بعد الفراغ اذا ما اخفقت الجهود لانتخاب رئيس جديد قبل 25 ايار، والمشاورات تدور الان حول تحديد الارباح والخسائر، من خلال جوجلة الافكار وطرح الاسماء الممكن تبنيها للتفاهم عليها مع الفريق الآخر.
«حزب الله»
وفي المواقف، قال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش: «لا نتصور موقع رئاسة الجمهورية شاغرا لفترة، والخلافات وموازين القوى والإنقسام السياسي تحول دون تمكن اي فريق وحده من ان يختار شخص الرئيس، والمدخل الطبيعي لملء هذا الموقع هو الوفاق ومن دون وفاق سيبقى هذا الأمر لوقت طويل». ودعا إلى «الذهاب نحو الوفاق الوطني كمدخل سليم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي».
وأعلن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «أننا نريد رئيسا يتمسك بالمعادلة التي حققت الإنتصار لشعبنا». وقال: «لن يصل إلى كرسي الرئاسة في لبنان إلا من يحرص على المقاومة وخيارها، وإن كان ساءنا الأداء على الأقل في الزمن الأخير من ولاية هذا العهد، لن نسمح لأحد من الداخل أو الخارج أن يحرك الوضع في لبنان بناء لمنهجية ولسياسات القوى المعادية للبنان ولشعبه».
واكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض من كفرتبنيت في النبطية انه «لا إمكان للتمديد، وإذا حدّث البعض نفسه بالتمديد، فالتمديد ليس حلا وهو ليس ممكنا على المستوى العملي في ما تبقى، وهو أمر مرفوض من الناحية السياسية».
وقال نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق: اذا كان فريق 14 آذار يراهن على الاستحقاق في تغيير واقع وموقع لبنان، فانهم أخطأوا الحسابات». وتابع: «في ذكرى الانتصار والتحرير، نقول للمراهنين على إضعاف المقاومة ان ييأسوا لان المقاومة أقوى وأكبر من ان تحاصر».
«التغيير والإصلاح»
أوضح عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب حكمت ديب ان «العماد ميشال عون هو مرشح المسار الأخير بعد تشكيل الحكومة والاتفاقات التي حصلت بعدها وهو ليس مرشح الثامن من آذار»، معتبرا أن «هذا المسار نعمل عليه لتأمين المزيد من التفاهمات والاستقرار للتعامل بشكل جدي مع الأخطار المحدقة بالبلد».
ولفت عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب آلان عون الى ان «اليوم اذا كان النزول الى جلسة انتخاب الرئيس في المجلس النيابي هو لحسم الانتخاب او الدفع نحو مواقف جديدة للكتل النيابية يكون موضوع تأمين النصاب قابلاً للبحث، اما اذا كانت مجرد تكرار للسيناريو عينه «المعروف» فلا حاجة لها».
واعتبر عون ان «هناك فريقاً اساسياً يجب ان يقول ماذا يريد او كيف يريد ان نتفاهم معه على هذا الموضوع»، موضحا «اننا بالنهاية لسنا ذاهبين في عملية اقصائية»، لافتا الى انه «حتى وصول رئيس التكتل العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة لن يكون على حساب 14 اذار».
المجلس الأعلى للدفاع
وفي اجتماع يمكن اعتباره الاخير قبل نهاية الولاية الرئاسية، ترأس رئيس الجمهورية ميشال سليمان اجتماع المجلس الاعلى الدفاع في قصر بعبدا بحضور رئيس الحكومة تمام سلام وقائد الجيش ممثلا برئيس هيئة الاركان وقادة الاجهزة الامنية «واعطى توجيهاته الى اعضاء المجلس للمحافظة على المؤسسات العسكرية والامنية وتوحيد الجهود الامنية وزيادة جهوزيتها وجعلها اكثر عملانية والاستمرار في تسليح الجيش والعمل على السعي لاقرار الاستراتيجية الدفاعية ووضع دراسة لتعديل القوانين المتعلقة بترقية الضباط والسن القانوني ونظام التقاعد».
من ناحيته، طلب سلام «الاستمرار بالدعم السياسي للخطة الامنية التي اقرها مجلس الوزراء اخيرا».
وتم خلال الاجتماع التداول في حاجات القوى العسكرية تحضيرا لمؤتمر المانحين المقرر عقده في روما في حزيران المقبل والمتعلق بدعم خطة تسليح الجيش. وبحث المجلس في احتياجات سائر القوى العسكرية لتمكينها من تنفيذ المهام الموكلة اليها، والحفاظ على جهوزيتها لما يطرأ من مهمات.