IMLebanon

إهتمام سياسي بدعوة سليمان إلى إنشاء جبهة سياسية لتطبيق «إعلان بعبدا»

إهتمام سياسي بدعوة سليمان إلى إنشاء جبهة سياسية لتطبيق «إعلان بعبدا»

الخوري لـ «اللواء»: الوسطيون سيكونون نواتها ويؤمنون بحياد لبنان عن الصراعات

جاءت دعوة الرئيس ميشال سليمان لتشكيل جبهة سياسية لتطبيق «إعلان بعبدا» الذي وافق عليه المتحاورون في عهده بالإجماع، لتؤكد اقتناع الرجل الراسخ بأن هذا الإعلان يشكل المدخل الأساسي لتحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة ولترجمة سياسية بسياسة النأي بالنفس قولاً وفعلاً، لتفادي المزيد من إقحام لبنان في هذه الصراعات، بالنظر إلى الخسائر الكبيرة التي لحقت بالشعب اللبناني بفعل تورط «حزب الله» في سوريا ومعاداته لقسم كبير من الشعب السوري وما خلفه ذلك من انعكاسات بالغة السلبية على العلاقات اللبنانية السورية.

وكما يقول مقربون من الرئيس سليمان، فإن قيام مثل هذه الجبهة يبدو أمراً ضرورياً وملحاً لتحصين لبنان وحمايته من محاولات نقل النار السورية والعراقية إليه، سيما وأن التدخل العسكري لـ»حزب الله» في سوريا لن يجعل لبنان بمنأى عما يجري هناك وسيدفع اللبنانيون الثمن كما في كل مرة.

وكما يقول لـ «اللواء» الوزير السابق ناظم الخوري، إن الرئيس سليمان وكما أشار في أكثر من مناسبة يريد متابعة العمل السياسي، وفي رأيي أن «إعلان بعبدا» كان إنجازاً في عهد الرئيس سليمان، من خلال توافق المتحاورين وبالإجماع على كافة بنوده، وبالتالي فإن دعوة الرئيس سليمان إلى إقامة جبهة سياسية عريضة لتطبيق «إعلان بعبدا»، تأتي في إطارها الطبيعي، سيما وأن متابعة تنفيذ هذا الإعلان أمر يهم الرئيس سليمان كثيراً والذي يرى أن التزام بنوده، يؤمن حماية للبلد ويحسن أوضاعه، في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها وما تواجهه المنطقة من صراعات مذهبية وطائفية.

وباستثناء ما قاله الرئيس سليمان عن هذه الجبهة، فإن لا شيء واضحاً بعد عن الخطوات العملية التي يجري بحثها لوضع هذه الفكرة موضع التنفيذ، لكن يبدو أن الأمور ستتبلور في المرحلة المقبلة، في ضوء الاتصالات والمشاورات التي سيجريها رئيس الجمهورية السابق مع القيادات السياسية التي أكدت التزامها «إعلان بعبدا» أو آمنت به منطلقاً لإخراج لبنان من أزمته، «فما أعلنه الرئيس سليمان من السراي يشكل خطوة أولى»، برأي الخوري، ينتظر أن تليها خطوات أخرى في الأيام المقبلة، سيما وأن الرئيس على تواصل دائم مع الفرقاء السياسيين، بانتظار تبلور صورة هذا الطرح وما سيلاقيه من تجاوب من جانب هؤلاء الفرقاء الذين أعلنوا تمسكهم بهذا الإعلان واعتباره خارطة طريق لحماية لبنان وتحييده عن صراعات المنطقة.

ويرى الخوري أن «الوسطيين» سيتجاوبون مع دعوة الرئيس سليمان وسيشكلون نواة هذه الجبهة التي ستأخذ على عاتقها توفير كل الدعم المطلوب ل»إعلان بعبدا» والعمل على تنفيذه، لأنه الوسيلة الفضلى التي تحصن البلد وتقوي مناعته تجاه ما يتهدده من أخطار، جراء ما يجري في سوريا والعراق وغزة. وبالتأكيد فإن هذه الجبهة التي سيصار إلى تشكيلها ستكون وطنية بكل معنى الكلمة، دفاعاً عن مصالح لبنان وشعبه وحماية لاستقراره وسيادته، لأنه من غير المقبول استمرار هذا الوضع على ما هو عليه من تشرذم وانقسام، والذي يتطلب وجود مساحة مشتركة بين اللبنانيين تخرج البلد من أزمته وتفتح أبواب الحوار والتواصل بين جميع المكونات السياسية.

وفيما لا يزال موضوع الاستحقاق الرئاسي رهينة إمعان «حزب الله» والنائب ميشال عون بالتعطيل ورفض تأمين نصاب جلسات الانتخاب وهذا ما حصل في جلسة الانتخاب التاسعة، أمس، يشير الخوري إلى أنه من غير المسموح وجود أي نوع من أنواع الترف السياسي في ظل تفشي الفراغ في مؤسسات الدولة ولا يجوز أن يستمر التعطيل في مجلس النواب، بعد الشغور في مقام الرئاسة الأولى والخوف من أن يتمدد الشلل إلى مجلس الوزراء، بالتوازي مع تزايد المخاوف على الوضع الأمني إذا استمرت هذه الحالة من التسيب والاهتراء، في حين يعاني البلد أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة، بعدما قارب عدد النازحين السوريين والفلسطينيين عتبة المليونين تقريباً، ما يفرض على جميع القيادات توفير الدعم للحكومة، لمساعدتها على القيام بمهامها وفي مقدمها تأمين الأجواء الملائمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد الثقة بعمل المؤسسات ويخرج لبنان من هذه الأزمة التي تتهدده بمخاطر كبيرة، بعيداً من القيام بأي خطوات غير دستورية لا تصب في مصلحة لبنان واللبنانيين