للمرة العاشرة وربما العشرين يلتقي اياد علاوي مع مقتدى الصدر وعمار الحكيم في دعوة نوري المالكي الى الإستقالة، معتبرين ان بقاءه في رئاسة الحكومة مرة ثالثة سيؤدي الى تقسيم العراق، لكن المالكي مصرّ على البقاء، في وقت تبدو العاصمة بغداد عرضة للتهديد امام ثورة العشائر السنيّة التي صادرت “داعش” الارهابية صورتها، وخصوصاً الآن بعد اعلان “دولة الخلافة”.
يقول الفريق حامد عطية المالكي قائد سلاح الطيران انه نفّذ ١٢ الف غارة جوية على الأنبار في ستة اشهر، فماذا كانت النتيجة؟
لقد بقيت ٨٠٪ من المحافظة خارج سيطرة الحكومة، ويمكن ان تنهال على المالكي ١٢ ألف مطالبة بالاستقالة، ولكنه لن يقدم على ذلك قبل ان يتلقى مكالمة هاتفية من طهران تقول: “انتهت اللعبة اذهب الى بيتك”، وهذا لن يحصل الآن قياساً بالسياسة الايرانية الهجومية في الاقليم!
عندما اعلن المالكي يوم الجمعة الماضي انه لن يتنازل ابداً عن البقاء ولاية ثالثة في رئاسة الحكومة معتبراً ان “الانسحاب من ارض المعركة امام الارهابيين يعد تخاذلاً عن تحمل المسؤولية الشرعية والوطنية والاخلاقية”، كان يرد على كل الزعماء الشيعة العراقيين قبل السنّة والاكراد وعلى العالم أجمع الذي يطالبه بالتنحي لتشكيل “حكومة وحدة وطنية تمنع تقسيم العراق وتحول دون اخطاء الماضي” كما اعلن المرجع علي السيستاني.
وكان واضحاً اكثر ان طهران هي التي تتمسك به كما تتمسك ببشار الاسد، لا حرصاً على العراق بل دفعاً له الى مزيد من التأزيم الذي قد يوائم حساباتها، وبما يلتقي مع حسابات الاميركيين الذين اختاروا العراق لإطلاق عفريت التقسيم الاقليمي منذ نزولهم فيه عام ٢٠٠٣.
المالكي يفعل ما تأمره به طهران، على ما يقول الجنرال جي غارنر، الذي سبق له ان تولى المسؤولية في العراق، لمحطة “سي ان ان”: “انه مجرد عميل ايراني يريد منا ان نضرب “داعش” ليجني المكاسب السياسية لنفسه وللإيرانيين”. والتصريحات الايرانية منذ إنفجار الأزمة تثبت ان المالكي ينفذ بدقة رغبات طهران التي ارسلت ست مقاتلات “سوخوي” عراقية كانت لديها منذ ابعدها صدام حسين، وقامت امس بمهاجمة مواقع قرب كركوك.
اسامة النجيفي السنّي كان قد أعلن سحب ترشّحه لرئاسة البرلمان إستجابة لدعوات من قادة التحالف الشيعي، الذين اوضحوا له ان المالكي ربط عدم ترشّحه بتخلي النجيفي عن الترشّح، لكن المالكي انقلب على هذه الصيغة نهاية الاسبوع، وهو ما دفع المراقبين الى التأكيد ان طهران تريده ان يبقى وانه لم يكن ليصد الزعماء الشيعة والسنّة والاكراد لو لم يكن مدعوماً منها، وعلى هذا تتعمّق المعادلة التي تقول ان بقاءه يعني التقسيم!