يروي الاعلام الرسمي السوري قصصا لا تركب على «قوس قزح» عن الانتخابات الرئاسية، تتزامن مع حرب ضروس بين قوى المعارضة والنظام الذي لا يجد حرجا في اجراء الانتخابات، على رغم انقضاء ثلاث سنوات ونيف وسقوط ما لا يقل عن مائتي الف قتيل واكثر من مليون جريح اضافة الى تسعة ملايين نازح موزعين بين لبنان (مليون ونصف) والاردن (ثلاثة ملايين) والعراق (ثلاثة ملايين) وتركيا (مليون ونصف)، فضلا عن زهاء مليون مفقود ضاعت اثارهم بين الداخل والخارج؟!
كما يروي الاعلام السوري الرسمي العجائب عن الانتخابات الرئاسية التي تعجز دول لم تعرف الحرب عن اجرائها، بدليل ما حصل ويحصل في لبنان حيث تكاد الجمهورية تضيع لعجز «السلطة المسخ» عن اجرائها، وهي وان حاولت تكرارا عقد جلسات لمجلس النواب فان السلطة التشريعية غير موجودة الا من خلال ساعات وايام قبض الرواتب والتصديق على المشاريع ذات الفائدة الشخصية؟!
في سوريا ينشط كل شيء بما في ذلك الحرب، فيما لا تتوقف صندوقة الاقتراع عن ملاحقة المقترعين ممن تطاردهم الطائرات والدبابات «لانهم لا يرغبون في التجديد للرئيس المفدى الذي ترفع صوره بين النازحين ممن لم يتأثروا بروائح الدم والدمار والدموع» لان هناك من لا يرغب في ان يتركهم بحالهم طالما ان المنصب اغلى من كل الاجساد الجامدة وتلك المتحركة.
عندنا اقترب موعد الانتخابات النيابية ومعها حل موعد الانتخابات الرئاسية وليس من يعرف ما اذا كان النواب سينجزون قانون الانتخابات، فيما لا يعرف احد ما اذا كان المجلس سينتخب الرئيس ويملأ الفراغ في ظل ما هو حاصل كون الامور مرهونة بمزاج قوى 8 اذار او غير ذلك من قوى الامر الواقع خصوصا ان الرئاسة الاولى غير مرتبطة بهذا التوجه المحلي او ذاك الاقليمي، فيما هناك من يجزم بأن الرأي الخارجي مطلوب بالحاح بحسب امزجة المتحركين على الموجة الانتخابية قياسا على التعقيدات السائدة بعكس كل من يدعي معرفته بأن الامور ذاهبة الى مسلكها الطبيعي؟!
وفي رأي مصادر مطلعة، ان الذين اشتغلوا للتمديد للرئيس ميشال سليمان قد اصطدموا برفض قاطع من جانبه كونه يعرفه انه كان سيرهن مواقفه بمثل ما كانت عليه بدايات عهده حيث كان يرفض ان يكون على حساب احد او انه محسوب على جهة من دون اخرى، الى ان وصل الى حد مقايضته بمجموعة من «الخلاصات السياسية» التي لم تعرف الى الان كيف يمكن لها ان توصل احد اقطابها الى قصر بعبدا. والمقصود هنا هو رئيس التيار الوطني رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون الذي ما زال يصر الى الان على انه يرفض خوض معركة رئاسية الا في حال كان مرشحا توافقيا؟!
والذين يعرفون الجنرال عن قرب يقولون انه مستعد لان يخوض غمار حرب ضروس في حال تأمنت له الرئاسة ولو بأكثرية الصوت الواحد لكنه يخشى ان تصطدم زعامته المسيحية – الوطنية بخسارة المعركة مع خصمه اللدود رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، خصوصا ان الاخير لا يزال يتحدى الجنرال من خلال اعلانه انه سيبارك له شخصيا في حال ربح المعركة الرئاسية، اي ان عون سيكون امام خطرين، الاول فقدان وهجه السياسي والخطر الثاني خسارة حرب الرئاسة بأكثر من صوت كما يدعي مع جماعته!
اضافة الى كل ما تقدم فان مساعي الجنرال لم تتوقف مع رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري حيث تقول مصادر مطلعة ان عون تعهد له بقص اظافر حزب الله، من غير حاجة الى ان بصدقه الحريري كونه يعرفه على حقيقته، فضلا عن ان عون يخشى ان يتأثر تحالفه مع حزب الله في اول منعطف سياسي – وطني لا بد وان يتمثل بمشروع قانون الانتخابات النيابية حيث هناك من لا يستبعد قطيعة شيعية لمرشحي التيار الوطني بحسب توقعات قيادات في تكتل التغيير والاصلاح، على رغم كل المزاعم القائلة «ان عون مرتاح الى وضعه»!
ومن الان الى حين معرفة نتائج الانتخابات السورية، ثمة من يتحدث عن «مخارج عونية لكل التعقيدات المقيمة والطارئة» باستثناء ان يفاجأ باصرار قوى 14 اذار على مقاطعة جلسات التشريع النيابية التي يفضل الرئيس بري عليها اي حل قد يؤدي الى وصول «الحكيم» الى رئاسة الجمهورية.