IMLebanon

احتمال قوي لتوقُّف كيري في بيروت وجوب وأد فتنة الأعلام قبل تفاقمها

لم يمر لبنان بمرحلة دقيقة وحساسة وقابلة لتعبئة الرأي العام كتلك التي يجتازها منذ الثاني من شهر آب الماضي. وهي تتميز بردات فعل تنعكس في وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة البرق، مثيرة للغرائز والتصرفات السلبية ومنها ردات فعل تتحول من لفظية الى حاملي السلاح في معظم المناطق.

أقلق هذا الواقع الناشئ بعض أعضاء سفراء “المجموعة الدولية لدعم لبنان “في متابعة التطورات من معركة عرسال بين الجيش ومسلحين من جبهتي “النصرة” و”داعش” للإفراج عن احد مسؤولي تنظيم ارهابي عماد جمعه الى ما جرى في ساحة ساسين من حرق لعلمي الجبهتين وانقسام الرأي الرسمي والحزبي حول هذا التصرف. فوزير العدل اشرف ريفي اعتبر هذا الحدث مساساً بأهم شعار ديني كتب على العلم وبالتالي طلب ملاحقة الفاعلين، فيما دعا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى التهدئة والتفرقة بين الاسلام والشعار الذي أعطي تفسيرا لم يكن في نية حارقي العلمين ولم يخطر في بالهم، بل الهدف سياسي وهو التعبير عن رفض اعتداء مسلحي التنظيمين على الجيش. وأيد نواب من التيار العوني باسيل وأبدى ابرهيم كنعان، استعداده للدفاع عن الشباب الذين على حد تعبيره كان قصدهم سياسي وليس المساس بالدين وجوهره.

ونقل عن السفراء ان دولهم قلقة من ان يصبح لبنان هدفاً لتنظيمين إرهابيين خطيرين وتخشى من ان تتمدد الدولة الاسلامية اليه بعد احكام السيطرة على كل من سوريا والعراق، وتندرج تصريحات رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون نهاية الاسبوع الماضي في هذا السياق. وأفادوا ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ادرج بندا على المحادثات التي سيجريها خلال جولته التي سيبدأها في دول المنطقة وهو حماية لبنان والاردن من اي هجوم داعشي على كل منهما. ولمّح مسؤول لبناني الى ان واشنطن راغبة في ادخال لبنان في الاستراتيجية التي ستقودها لمكافحة الارهاب. ويشدد الرئيس باراك أوباما على إشراك دول الخليچ فيها عسكرياً واستخباراتياً للقضاء على الدولة الاسلامية. ومن غير المستبعد ان تشمل جولة كيري بيروت الاسبوع المقبل للتأكيد للمسؤولين وقوف بلاده الى جانب لبنان ومده بالسلاح من مقاتلات دفاعية وصواريخ وغيره ومساندته بالقصف الجوي للتجمعات اذا طلب الجيش ذلك وفي حال تقرر ضرب تلك التجمعات في سوريا.

وتوقعوا ان يكون أواخر أيلول وتشرين الاول المقبل ساخناً في مواجهة مسلحي الدولة الاسلامية.

ولفتوا الى ان أزمة المخطوفين العسكريين لدى التنظيمين يجب معالجتها بسرعة وبحكمة والأخذ في الاعتبار توجس أهالي من لم يفرج عنهم.

ونصحوا بوأد ملامح الفتنة الطائفية الجديدة التي أطلت برأسها من مكان بعيد عن عرسال، بعد اقدام متطرفين على حرق صلبان وشعارات مقلقة على جدران الكنائس في عاصمة الشمال.

ونبهوا الى خطورة “سورنة او عرقنة” الوضع في لبنان اذا استمرت أيادي الشر في حبك المؤامرة.