استفاق لبنان أمس على «هجوم الكتروني» مزدوج شنّه كل من «لواء أحرار السنة – بعلبك» والمكتب الاعلامي لـ»جبهة النصرة» في القلمون، عبر موقعي «تويتر» و»يوتيوب»، ضد اللبنانيين. فأعلن الأول عزمه تطهير البقاع ولبنان من كنائس «الشرك»، مشيرا الى ان مجموعات تابعة له ستعمل على إستهداف «الصليبيين لإيقاف قرع الأجراس»، فيما توعدت «النصرة» «حزب الله» باستهداف مناطقه، مبشّرة «سجناء رومية بالفرج القريب».
بث الفرقة
بلاغ «أحرار السنة» لم يترك خوفا لدى البقاعيين الذين أجمعوا على ان «اللواء» مجموعة وهمية تريد بث الفرقة والفتنة، مؤكدين ثقتهم بالاجهزة الامنية التي استنفرت بدورها لمنع اي خرق أمني. وفي هذا الاطار، أشارت المعلومات الى ان مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في صدد التحرك لكشف هوية محرّكي ومشغّلي هذه الحسابات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن يقف وراءهم.
اجتماع في مطرانية الروم
في السياق، عقد اليوم اجتماع في مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في زحلة، استقبل خلاله راعي أبرشية بعلبك – الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، فاعليات بعلبك الهرمل وعلى رأسها مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي والشيخ خليل شقير. وأكد المجتمعون ان الزيارة ليست ردة فعل على اعلان «أحرار السنة» بل تأتي في سياق التواصل الطبيعي بين أبناء المنطقة الواحدة، مؤكدين ان ما أُعلن وهم ولعبة استخباراتية خارجية لها فروع في الداخل. كما أجمعوا على ان الكنائس في البقاع والمسيحيين، موجودون منذ مئات السنين وليسوا ضيوفا، وهم باقون في المنطقة، مستغربين توقيت اعلان «لواء أحرار السنة». كما دعا المجتمعون المواطنين الى الوعي، ووسائل الاعلام الى بث ما يطمئن الرأي العام لا ما يوتره.
المطران درويش يطمئن
بدوره، طمأن رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش اهل البقاع ولبنان الى عدم جدّية التصريح الصادر عن ما يُسمّى «لواء احرار السنة – بعلبك»، الذي هدد فيه المسيحيين في البقاع ولبنان»، ووضعه في سياق «المخطط لخلق بلبلة امنية في منطقة البقاع».وقال في بيان «انا على قناعة تامة، انه في قراءة للتاريخ منذ بداية بشارة الإسلام في هذا الشرق، كان السنّة هم المحافظون والمحامون عن المسيحيين وحقوقهم انطلاقا مما جاء في القرآن الكريم (لا إكراه في الدين)، وفي هذه الظروف الدقيقة يقع على المسلمين في شكل عام والسنّة بنوع خاص مسؤولية الحفاظ على المسيحيين في البقاع ولبنان والشرق». اضاف «بالرغم من رسالة الطمأنة هذه، نحن مدعوون اليوم الى اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر، ولدينا الإيمان والقناعة وملء الثقة بالجيش اللبناني والقوى الأمنية جميعها التي هي صمّام امان لجميع اللبنانيين في البقاع وفي بقية المناطق، والخطة الأمنية التي بدأت منذ فترة ستساهم من دون شك في احلال السلام والأمن والطمأنينة». وختم المطران درويش «في هذه الفترة العصيبة التي تمرّ فيها منطقتنا نحن مدعوون للتلاقي مع كل الطوائف لدرء الأخطار التي تتهدد الجميع، ونرفع الصلاة لكي يمن علينا الرب بنعمة السلام والتآخي والتلاقي».
«القوات»
أما «القوات اللبنانية»، فأوضحت في بيان ان «كل العمليات الأمنية التي تبنّاها هذا التنظيم حتى الآن تبيّن لاحقاً ان منفّذها تنظيم آخر، وعلى سبيل المثال لا الحصر، اغتيال القيادي في «حزب الله» حسّان اللّقيس في الضاحية الجنوبية لبيروت، الّذي اظهرت التحقيقات ان الموساد الاسرائيلي هو المسؤول عنها».
تحرك الأجهزة
وطالبت «القوات» الدولة واجهزتها «بالتحرّك لفضح من يقف وراء هذه التغريدات لأنها نعيق بوم الفتنة الطائفية ليس اكثر»، واكدت ان «الكنائس والجوامع والخلوات وكل اماكن الصلاة في لبنان لم تكن يوماً ولن تكون لقمة سائغة في فم ذئاب الإجرام والفتنة. فكل اللبنانيين سيهبّون للدفاع عنها عند الحاجة».
استنفار أمني
في موازاة ذلك، عزز الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي تدابيره الامنية في المنطقة وأقام الحواجز على الطرق الرئيسية والفرعية ودقق في هويات المارة، تحسبا لأي عمل أمني. وأفادت مصادر أمنية ان «كل الاجراءات لضبط الوضع وعدم تنفيذ عملية أمنية عقب البيان الذي اصدره لواء احرار السنة-بعلبك متخذة، رغم ان كل البيانات الصادرة عنه لم تكن جدية حتى الآن».
تغريدات «لواء احرار السنة»
وكان «لواء أحرار السُنّة بعلبك» أعلن في تغريدات نشرت على حسابه الخاص على «تويتر»، إنه اوكل مجموعة خاصة من المجاهدين الأحرار لتطهير إمارة البقاع الإسلامية في شكل خاص ولبنان بشكل عام من كنائس «الشرك». واضاف في تغريدة أخرى: ستعمل هذه المجموعة على إستهداف «الصليبيين» في الإمارة ولبنان «لإيقاف قرع أجراس الشرك». ودعا الى الابتعاد عن الكنائس حفاظا على سلامة اهل السنة.
وبعد الظهر، نشر «أحرار السنة» عبر تويتر صورة لقائد المجموعة الموكلة استهداف «الصليبيين» في لبنان ويدعى «عمر الشامي».
جبهة النصرة
من جهته، بث المكتب الاعلامي لـ»جبهة النصرة» في القلمون على «يوتيوب» كلمة صوتية لأمير الجبهة في القلمون الشيخ «أبي مالك» الشامي بعنوان «هذا بلاغ للناس»، وهو التسجيل الأول له. الشامي أشار الى أن معركة «جبهة النصرة» مع «حزب الله» لم تعد مقتصرة على الحدود والجبال وأنهم استطاعوا اختراق الأطواق الأمنية في كل المناطق في لبنان، مضيفا ان اصبح لديهم مجاهدين بالآلاف وهم ينتظرون الإذن ليبدأوا المعركة داخل لبنان وعلى القرى الشيعية حصرا، معتبراً أن «نذر الحرب لاحت في الافق وعلى الشيعة أن ينتظروا غضب أهل السنة». ولفت الى ان «حزب الله يهجّر أهل السنة في لبنان وما يحصل في الطفيل مثال على ذلك»، مضيفا «لن يهدأ لنا بال حتى نشفي صدوركم منكّلين بهؤلاء المجرمين». وتوجه الشامي الى سجناء رومية قائلا «ما هي الا أيام معدودات وتفرجون، فلا تيأسوا».