من يقرأ أو يستمع الى ما يُكال من التمجيد والتعظيم الى أمين عام «حزب الله» سماحة السيّد حسن نصرالله يستغفر الله لما في ذلك من تأليه، ولا يتصوّر أنّه لا يزال مثل هذين التبجيل والمغالاة سائدين.
إنّه ما يتجاوز العقول! وربما كان هذا مقبولاً في العصر الجاهلي… أمّا اليوم فهذا ما يتجاوز كل منطق.
في أي حال لفتنا في كلام سماحته أمس بعض المحطات منها الآتي:
أولاً- ما زلنا نتذكر حرب الـ2006 ونحن في ذكراها السنوية… وقال سماحته أمس «إنّ أحداً لم يكن متفاجئاً بما حدث، ولحظة تنفيذ العملية (خطف الجنديين الاسرائيليين) كنا على اطلاع واتخذنا الإجراءات والإحتياطات التي خططنا لها». ولكن الجميع ما زال يذكر كيف أنّ السيّد نصرالله سبق له أن قال «لو كنت أدري»… إضافة الى أنّ المعلومات الأكيدة المتوافرة كشفت أنّه لم يعرف بعملية الخطف إلاّ بعد ساعات غير قليلة…
ثانياً- أمّا قوله «لحظة تنفيذ (…) اتخذنا الإجراءات والإحتياطات التي خططنا لها».
ونسأله: هل كان في تخطيطهم سقوط ألف قتيل و5000 جريح وخسائر بلغت 15 مليار دولار؟
ثالثاِ- أمّا ادعاء سماحة السيّد بأنّه لولا مشاركته في الحرب السورية لكان «داعش» قد وصل الى بيروت.
ومعلوم أنّه عندما تدخّل لم يكن هناك شيء اسمه «داعش»… والأهم أنّ هناك مشكلة في سوريا بين النظام والشعب، فبأي منطق تتدخل المقاومة في هذه المشكلة وتقف مع طرف لتساهم في قتل الطرف الآخر الذي هو الشعب السوري.
ثم انّ بندقية المقاومة لديها «رخصة» لمقاومة إسرائيل وليس لمحاربة الشعب السوري!
ومن ثم من أعطاه الحق في هذا التدخل؟
وأيضاً أي بلد في العالم يُسمح فيه لفئة مسلحة أن تجتاز الحدود لتحارب في بلد آخر مجاور؟
أمّا دخوله الى القلمون وإلى سواها من المناطق السورية، فهو الذي أوجد «داعش» فجاءت كوادره والعناصر من النبك والقُصير ودير عطية والزبداني… جاءوا فتمترسوا في الجبال الحدودية بين لبنان وسوريا… وبالتالي فإنّ تصرّف سماحته وحزبه في سوريا هو الذي استدرج «داعش» وأخواته…
رابعاً- وهل صار مهماً الى هذا الحد ماذا يأكل سماحته؟ وماذا يشرب؟ وماذا يحب؟ وماذا يكره؟.. يا جماعة كلنا بشر، وكلنا نأكل ونحب…
خامساً- ثم لم يأتِ على ذكر العراق فلماذا؟.. ولماذا لم يخبرنا ماذا كان يفعل في العراق البطل ابراهيم محمود الحاج؟ ولماذا يجب أن يموت في العراق بدلاً من أن يكون في مواجهة إسرائيل؟!
باختصار: القرار ليس عند سماحته، القرار عند قاسم سليماني!