قفزت اهتمامات الدول الغربية والعربية بالتطورات الامنية في لبنان الى الواجهة، وأعربت عن تقديرها العالي لتمكن الاجهزة الامنية على اختلافها من قوى أمن داخلي وأمن عام ومعلومات من احباط تنفيذ انتحاريين عمليات موجهة ضد مدنيين بدعوى القتال من أجل هذه الطائفة او ضد هذا الحزب الذي يقاتل في سوريا ضد المعارضة.
وأفادت دوائر ديبلوماسية في بيروت “النهار” أن دول “المجموعة الدولية لدعم لبنان” “قلقة للغاية من غزو انتحاريين للبنان بهذا الشكل، وتمكنهم من النزول في فنادق كـ”نابليون” في منطقة الحمراء أو “دو روا” في الروشة”. وامتدح مسؤولو الدول تصدي الاجهزة الامنية بقوة وبجرأة للارهابيين.
وبازاء هذا “الواقع الانتحاري” الذي اجتازه لبنان في أقل من اسبوع، رفع بعض سفارات الدول المنتمية الى المجموعة الدولية مستوى التدابير الأمنية، وحصرت تنقل ديبلوماسييها، حتى ان سفارة احدى الدول الكبرى شكلت خلية متابعة ديبلوماسية وأمنية لمتابعة المستجدات على الصعيد الأمني، لافادة وزارات الخارجية بأي جديد. وأشارت الى ان المجموعة الدولية تسعى منذ نشأتها في نيويورك منتصف ايلول 2013 الى مساعدة “لبنان في الحفاظ على استقلاله السياسي والامني”.
ورأى سفير دولة مهتمة جدا بالوضع اللبناني تنتمي الى تلك “المجموعة” ان لبنان قادر بفضل أجهزته الامنية التي تتنافس على توجيه ضربات استباقية للانتحاريين لاحباط مخططاتهم الاجرامية كتفجير مطعم الساحة على طريق المطار، لولا دهم قوة من الامن العام لسعوديين انتحاريين ينزلان في فندق “دو روا”. “وقللت من انتقاد بعض المسؤولين اللبنانيين لقلة التنسيق بين تلك الاجهزة. وتجرى اتصالات بين تلك الدول من اجل مساعدة الاجهزة من مخابرات الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام وأمن الدولة بأجهزة متخصصة وتبادل معلومات استخبارية وتدريبات على أحدث وسائل مكافحة الإرهاب.
واشارت الى “النهار” أوساط ديبلوماسية عربية في بيروت الى انزعاج اكثر من سفير من الايحاء أن الانتحاريين هما من التابعية السعودية، وبالتالي هناك دعم رسمي مالي ولوجستي لهذه الجماعات المتطرفة، مما دفع السفير السعودي علي عواض عسيري الى اصدار بيان يدين أعمال الانتحار ويؤكد ان المملكة حاربت موجة الارهاب التي ضربتها، ولفتت المصادر الى ان اكثر من سفير عربي اطمأن الى ابعاد منع رعايا بلاده من المجيء الى لبنان في هذا الوقت بالذات، بدليل تنقل الانتحاريين من ضهر البيدر الى منطقة الحمرا فالطيونة، وفي النهار نفسه فككت شبكة ارهابية لاغتيال المسؤول عن الامن العام في الشمال.
وأعربت مصادر وزارية عن اعتقادها أن الضربات الاستباقية ضد الانتحاريين على أيدي الاجهزة الامنية في الايام القليلة الماضية دلت على مناعة الاجهزة وعدم تأثرها بالفراغ الرئاسي، وأظهر بعضها مهارة في الأداء