IMLebanon

اسرائيل تخشى «بركان»… وعمليات على الحدود

حزب الله على وشك تنفيذ عمليات ضد اسرائيل انطلاقاً من الحدود اللبنانية. هذا ما يتبدّى للجيش الاسرائيلي، بحسب تقييماته، ومن خلال رصده لتغييرات ميدانية في الجانب الآخر من الحدود، من بينها أنشطة لعناصر من حزب الله، استعداداً لتنفيذ عمليات «نقطوية» تحذر تل ابيب من انها قد تفضي الى «حرب لبنان الثالثة».

هذا التحذير، وغيره، ورد في استعراض للوضع على الحدود، اجراه ضابط رفيع في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، امام عدد من المراسلين العسكريين في الاعلام العبري. والاستعراض لم يكن فقط ترداداً لما قيل في السابق، بل تحذير من وضع مقبل على انفلات وتدهور أمني، ومن «عمليات قد يلجأ اليها حزب الله» على الحدود، وعلى رأسها توغل الى داخل اسرائيل، واحتلال مواقع عسكرية ومستوطنات.

وعرض الضابط أمام المراسلين صوراً لعناصر من حزب الله يعملون على جمع معلومات بالقرب من الحدود عن الجيش الاسرائيلي وعن دورياته الراجلة والمؤللة، وأضاف «عزّز عناصر الحزب في الاشهر الاخيرة نقاط الاحتكاك على طول الحدود مقابل الوحدات الاسرائيلية المنتشرة هنا، كما عزز دورياته على امتداد هذه الحدود، على غرار ما كان عليه الوضع قبل حرب لبنان الثانية. ويأتي ذلك كجزء من الحملة التي يقودها (الامين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، وضمن السياسة الجديدة في مقابل اسرائيل، والتي سماها (نصر الله) سياسة كسر الصمت». وعلى خلفية ذلك، يؤكد الضابط ان الجيش يستعدّ لمواجهة محاولات قد يقدم عليها عناصر حزب الله للتوغل داخل الاراضي الاسرائيلية.

ويريد نصر الله، بموجب سياسة «كسر الصمت»، تجديد توازن الرعب في مقابل اسرائيل. الا ان الاحداث الصغيرة يمكن ان تنتج احداثاً كبيرة، وصولاً الى حرب لبنان الثالثة، و«صحيح ان نصر الله غير معني بذلك، لكن التدهور الامني وارد». الا ان الضابط عاد وكرر ان هدف الأمين العام لحزب الله ليس معركة شاملة في الشمال، بل «ضغط» الجيش الاسرائيلي المنتشرة وحداته على الحدود والاحتكاك معها في معارك موضعية، وذلك عبر قوات صغيرة نسبيا «الامر الذي يسمح له بالاستمرار في القتال في العراق وسوريا معاً». وأضاف ان «حزب الله قادر على تنفيذ عمليات توغل واقتحام بمئات من المقاتلين، وذلك عبر مجموعات تتألف كل منها من خمسين الى ستين مقاتلاً، وبالتالي اقتحام المستوطنات والمواقع العسكرية في اصبع الجليل والمنطقة الشمالية عموماً». وبحسب الضابط، يعبّر هذا الاستعراض عن تقييمات وتحليلات للجيش، حول استراتيجيا حزب الله الجديدة، و«هذه التقييمات تشير ايضاً الى أن مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا، ساهمت في حصوله على خبرة عسكرية، وعلى القيام بمعارك طويلة وشاقة على غرار تلك التي خاضها في القصير وجبال القلمون».

وحول «المعركة الكبرى» مع حزب الله، اكد الضابط ان لا قوة عسكرية في لبنان قادرة على كبح القوة النارية للجيش الاسرائيلي، وبالتالي ستكون الاضرار هائلة في هذا البلد، وسيسقط جراء ذلك عدد كبير من القتلى من غير المتورطين، «بل ان المعركة المقبلة في لبنان ستختلف عن المعارك السابقة، وعامل المناورة البرية وفي عمق الاراضي اللبنانية، سيكون له تأثير كبير على حسم هذه المعركة».

ورغم هذا التهديد بالدمار الهائل وقتل المدنيين، اكد الضابط في المقابل ان الجيش الاسرائيلي يعمل بالفعل على خطة اخلاء مبدئية للمستوطنات القريبة من الحدود في حال نشبت الحرب الشاملة، «كما انهم في الجيش يعرفون جيدا ان لدى حزب الله صاروخاً يسميه بركان، وهو صاروخ قصير المدى لكن قدراته التدميرية كبيرة، وتصل زنة المادة المتفجرة التي يحملها الى ما بين نصف طن وطن من المتفجرات». ولمواجهة هذا الصاروخ، يضيف الضابط، عمد الجيش الى تعزيز الوحدات العسكرية على طول الحدود بقوات جمع ميداني مزودة بوسائل بصرية وغرف مراقبة وخطط متابعة متطورة، تسمح بجمع المعلومات في الزمن الحقيقي.

اما بالنسبة للانفاق، فأكد الضابط ان الحزب قادر على حفرها، «لكنني لا اعرف عن انفاق تصل بالفعل الى الاراضي الاسرائيلية». وشدد في المقابل ان لا حاجة لدى حزب الله لحفر انفاق كهذه، فهو موجود على بعد مئة متر من الاراضي الاسرائيلية، ويكفيه ذلك كي ينطلق لتنفيذ عمليات، لو اراد ذلك.