IMLebanon

اعطونا رئيساً وخُذوا…

من تحصيل الحاصل القول والتأكيد إن معركة عرسال يجب أن تُحسم بسرعة، وبتحرير البلدة من كل ما يمتّ إلى “داعش” بصلة، وقبل أن تتحوَّل قصة جديدة لا تختلف عن قصة إبريق الزيت، وعما عاشته مدينة طرابلس لسنوات، وعن تجربة نهر البارد…

أما الدخول في التفاصيل الميدانيّة والعتاديَّة، سواء لجهة نوع السلاح وكميَّة الذخيرة، أم لجهة الدعم السعودي للجيش وتزويده أسلحة حديثة من المصانع الفرنسيَّة، فإنه لن يقدِّم ولن يؤخِّر.

إلا أن مسألة بحجم مسألة عرسال تعيدنا تلقائيّاً إلى واقع الحال، والواقع الراهن، والفراغ الرئاسي الذي بدأ يرخي بذيوله السياسيَّة والاقتصاديّة والوطنيّة على كل الصُعد والمستويات.

في ظروف صعبة ومعقّدة تلفُّ المنطقة العربيَّة من مشرقها إلى مغربها، فضلاً عن دخول تنظيمات التكفيريين والمتطرّفين على الخط بـ”دولة إسلاميّة” مُعلنة منذ أشهر، لا يحقُّ لأي فريق سياسي في لبنان أن يشرِّع أبواب الدولة المعطّلة للأمات والخضّات والحروب… ولما هو أخطر من الناحية المصيريَّة.

يُقال في السرّ والعلن إنَّ “الصراع النووي” بين إيران وأميركا له دور رئيسي “وإسهام مباشر” في إبقاء لبنان بلا رئيس جمهورية، وعُرضة للمخاطر والأعاصير. وما تتعرَّض له عرسال، وما تتخوَّف من “عودته” طرابلس يقدّمان أكبر دليل على الأضرار الوطنيّة والأضرار الميثاقية التي يحصدها لبنان، مرغماً أخاك لا بطلاً.

وبفضل إصرار بعض المتزعِّمين على مواقفهم ومطالبهم وشروطهم. ولا داعي إلى الإفاضة في شرح ما هو معروف ومشروح جداً.

تُرى، هل اعتاد اللبنانيّون تدخّل الدول الكبرى والصديقة دوليّاً وعربيّاً؟ وهل أصبح مؤتمر الطائف ثم مؤتمر الدوحة مثالين يتمسك بهما المتزعمون والمسترئسون والقادة والمرجعيات… حتى وإن استنكف الجميع ورفضوا أن يتدخّلوا سلباً أو إيجاباً في الموضوع الرئاسي؟

وهل هذا هو المطلوب؟

إما أن تأخذونا إلى مؤتمر جديد، وإما أن يبقى الفراغ سيِّد الموقف؟

ألستم أنتم الذين ترفعون العقيرة يوميّاً دفاعاً عن الاستقلال التام والناجز، ولا تريدون أن تتدخّل هذه الدولة الشقيقة أو تلك الدولة الصديقة في شؤونكم؟

فرجونا مراجلكم، إذاً، وبرهنوا مرة واحدة يتيمة أنكم مستقلّون حقاً، وتعرفون كيف تُديرون شؤونكم وأزماتكم دون تدخّل ودون استدراج عروض ومؤتمرات؟

أيها اللبنانيون المستقلّون، شدّوا حَيْلكم وانتخبوا رئيساً للبنانكم دون منّة ولا وصاية، قبل أن تدهمكم المفاجعات من حيث لا تنتظرون: اعطونا رئيساً وخذوا ما يدهش… “داعش”!