IMLebanon

الأب يوسف مونس

 

إنني لا أعرف هذا الرجل ولم تسنح لي الظروف أن أقابله أو أن أقصده للتعرّف عليه، لكنني سمعته مرّات عديدة من خلال حلقات تلفزيونية عبر بعض المحطات اللبنانية التي تبث للخارج.. إحدى هذه الحلقات شاهدتها عندما كنت في زيارة إلى المملكة العربية السعودية وكانت عبر تلفزيون «المستقبل»، وقد تكلم خلالها الأب مونس عن الإمام علي بن أبي طالب فأبدع! وثانيها وثالثها إلخ.. عبر «تيلي لوميار» وسواها لم أعد أذكر.. وحالياً وأنا خارج البلاد في الولايات المتحدة الأميركية التقطت إحدى المحطات صدفة وهي تنقل اتصالاً معه بمناسبة عيد الفصح.. فأصغيت بنظري وسمعي وقلبي.. حقاً إن في «كلامه لسحر« فكلام هذا الراهب ليس من عنده بل من عند الله. «ولقناعتي بأن السراج يجب أن لا يوضع تحت المكيال» قررت أن أكتب عنه إنما لا أريد أن أكيل المديح الفارغ لهذا الراهب العالم فأنا لا أجيد المديح وبالتأكيد إنه لا يحب ذلك ولا هو بحاجة إليه، لكن كلمة حق يجب قولها إن هذا الراهب الفاضل قد رزق موهبة رسولية ربانية في كل ما ينطق به بالإضافة الى أنه يختزن في عقله وقلبه كنزاً هائلاً من الثقافة اللاهوتية والأدبية والعلمية يجعلك أسير حديثه، فكلامه يخترق أشد القلوب قساوة ويرغمها على الإيمان واحترام المبادئ الأخلاقية السامية. وأجمل ما في مزايا هذا الراهب أنه بعيد عن التعصب وداعية للمحبة والتسامح. إنه بكلمة «رسول للمسيحية في هذا العصر المادي»، وقياساً الى ذلك البيت من الشعر يصح فيه القول:

يزيدك «سحره سحراً»

إذا ما زدته «سمعاً»

أيها الأب المحترم

كنت دائماً من المعجبين والمتتبعين لمسيرة الأبوين العالمين يواكيم مبارك وميشال حايك رحمهما الله وقد اعتقدت بعد رحيلهما أن الخسارة التي رزءت بها الطائفة بفقدهما قد لا تعوض وأن حركة التجدد في الإيمان وفي السلوك الكنسي نحو المثالية قد ختمت معهما..؟ لكنني عدت لأعي أن العناية الإلهية لا تترك القطيع وأن الله «بدبّر» حسب ما كان يردد المثلث الرحمات البطريرك الحويك أب الاستقلال الحقيقي الذي تستكثر الدولة أن تضع على قبره اكليلاً من الزهر في عيد الاستقلال وأن الإيمان بألف خير بوجود الرهبان الأنقياء الأتقياء رسل المسيح والمسيحية، أخوة القديسين شربل ورفقا والحرديني والأخ اسطفان.

أيها الأب الفاضل

إنني أتوجه بدعاء من القلب الى الله والعذراء مريم أن يحفظك من كل مكروه لتبقى نصيراً للإيمان ومبشراً بالمحبة والتسامح وهي المبادئ التي آمنت بها وعملت وتعمل من أجلها في حقل الرب..

إن لبنان «الوطن» بحاجة الى أمثالك لأن حاجته الى المحبة والتسامح أكبر من حاجته الى الأمن والخبز.

ودمت لإيمانك ورسالتك.

() مستشار قانوني