IMLebanon

الأسد في القفص

الرئيس السوري المنتخب من نفسه ومن جماعته وليس من الشعب السوري ألقى كلمة بمناسبة نجاحه الباهر في الانتخابات الرئاسية، عذراً: للمرة الاولى في التاريخ السوري المعاصر يسمح بأن يكون هناك مرشح ثانٍ.

وأود أن أتوقف عند بعض المحطّات في خطاب القسم، لأقول:

اولاً- يجب ان نشكر بشار لأنه حوّل سوريا من دولة قرار الى دولة تابعة للقرار الخارجي.

كان حافظ الاسد شريكاً في القرارات مع الدول العربية ومع ايران ومع الولايات المتحدة الاميركية ومع روسيا…

اما اليوم، وبفضل بشار، فأصبحت سوريا تابعة لقرار آية الله خامنئي او ممثله في الحرس الثوري قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

ثانياً- اذكر ان الرئيس حافظ الاسد استقبل السيد حسن نصرالله بناءً على طلب السيد ولكن بعدما جعله ينتظر اربع ساعات في مكتب مدير مكتبه.

واليوم وبفضل بشار الاسد ايضاً اصبح الجيش السوري بحاجة ماسّة الى مساعدة من حزب الله!

ثالثاـ سمح بشار لنفسه ان يترشح بناءً على انجازاته.. ونعدّد منها الآتي:

1- انه قتل 300 الف مواطن سوري.

2- هجّر 11 مليون مواطن سوري.

3- اصبح نصف بيوت وجامعات ومدارس ومؤسسات سوريا (نعم نصفها)، على الارض مدمراً كلياً او جزئياً.

4- هجر الى لبنان 600 الف طفل لاجئ حارماً اياهم حقهم في التعليم… لولا المبادرات اللبنانية والدولية الجزئية.

فمن يستطيع ان يحقق هذه الانجازات، وفي هذه المدة التي هي ثلاث سنوات واربعة اشهر؟!.

اليس المطلوب ان يبقى هذا القائد التاريخي رئيساً ليقضي على البقية الباقية من مقوّمات سوريا، التي لا يفوتنا، ان نذكر الوضع الاقتصادي والمالي منها وضع الاحتياط المالي الذي كان 26 مليار دولار فهبط مع بشار الى الصفر… اجل الى لا شيء!

اشارة الى ان الخبراء يقدرون ان اعادة اعمار سوريا تستوجب نحو 700 الى 800 مليار دولار ولعقود طويلة.

رابعاً- الاعلام هو المجرم!

الاعلام هو الذي دمّر سوريا!

الاعلام هو الذي قتل 300 ألف مواطن سوري!

الاعلام هو الذي هجّر 11 مليون مواطن سوري.

الاعلام هو الذي هدّم اكثر من نصف بيوت السوريين على رؤوسهم!

نعم! الاعلام هو المجرم!

خامساً- لم يأت بكلمة واحدة على العدو الاسرائيلي… ويبدو انه نسي او تناسى ان هناك عدواً اسرائيلياً في الجولان الذي يحتله منذ عام 1967.

فنسي ان عليه واجباً هو طرد هذا العدو خارج الاراضي السورية، وكأن هذا الامر لا يعنيه، وهو الذي امس كان يقسم على حماية الشعب والارض… فهل اروع من هذه الحماية؟!..

سادساً- نسي الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة كل هذه الشعارات الرنانة نسيها بعدما أتحفنا بها عقوداً طويلة من اجل تحقيق هيمنته على سوريا، ثم هيمنة حلفائه على لبنان بالسلاح المقاوم والممانع، ولم يتذكر الا الارهاب!

سابعا- غزة، انه غاضب على العرب لأنهم لا يساعدون أهل غزة!

معه حق مئة في المئة ولكن يبقى السؤالان:

الاول: ماذا فعل ويفعل بشار في مخيم اليرموك؟ ومن يقتل الفلسطينيين الذين يعيشيون في مخيم اليرموك؟ ومن يحجب عنهم المواد الغذائية والاولية؟

والثاني: لمن لا يتذكر هل لنا ان نذكره بأن الرئيس بشار الاسد لم يطلق طلقة واحدة على الاسرائيليين منذ عام 1973 وحتى اليوم؟

ألم يكن الاجدر بخطاب القسم ان يجيب على تلك الاسئلة؟

ان الجواب في الانتخابات التي اوصلته الى خطاب القسم ويزعم انه نال فيها اصوات 11 مليون سوري… فمن اين جاء بهذا العدد فيما نحو 11 مليوناً مهجرون، ناهيك بالذين هم دون السن القانونية للاقتراع؟!

يبقى انه كم كان المشهد رهيباً ومثيراً للشفقة في آن معاً وبشار يتلقى التحية وهو على سجادة حمراء فيما الاحمر القاني نزف وينزف دماء من مئات الالوف من الشعب!