الأطراف الداخلية «رفعت العشرة للفراغ» والانتخاب رهن الاتصالات السعودية ــ الإيرانية
إجتماعات بكركي «ما باليد حيلة» والراعي يغادر الى الأراضي المقدسة غداً
حفل وداعي لسليمان السبت وبري وجنبلاط يعملان لمقاربة جديدة بعد 25 أيار
الجميع رفعوا العشرة «لفخامة الفراغ والتدويل الرئاسي» واقتنعوا بأن لبننة الاستحقاق امر مستحيل، وبالتالي كان النائب وليد جنبلاط واضحا امام المقربين منه عندما قال لهم «ليس صحيحا ان الاستحقاق الرئاسي متوقف على كلمة من الحريري الى العماد عون، وان المشاورات اللبنانية لا تقدم او تؤخر والانتخاب مرهون بشكل اساسي بالاتصالات السعودية – الايرانية والاستحقاق الرئاسي السوري».
الاتصالات تتركز في بيروت وباريس والرياض وطهران على كيفية ادارة الفراغ، في اقل الخسائر، فالتمديد الذي سعى اليه البطريرك الراعي لم يقنع قوى 8 اذار وتحديدا حزب الله، كما ان جنبلاط بقي مصرا على رفض اي تعديل دستوري كيلا تصبح «الخيارات الرئاسية مفتوحة». ولذلك فان دوائر القصر الجمهوري بدأت الاستعدادات للاحتفال الوداعي للاعلاميين غدا وللرسميين بعد ظهر السبت، اما اجتماعات بكركي فيبدو انها اقتنعت «ما باليد حيلة» لتجنب الفراغ، حيث يسافر الراعي غدا الى الاراضي المقدسة، مع احاديث بأن هذا الملف سيشهد بعد 25 ايار نهجا مغايرا بالتعامل معه من قبل بري وجنبلاط بالتحديد، حيث استهزأ جنبلاط بمقولة البعض ان «الشغور لشهور» متسائلا «ومن يضمن المدة» خصوصا ان القوى الاقليمية تتحكم بالاستحقاق، فيما الرئيس تمام سلام ما زال يرفض مقولة «الفراغ» مصرا على «الشغور»، لان لا فراغ في وجود الحكومة ويدعمه في هذا التوجه بري وجنبلاط.
اما بالنسبة لجلسة اليوم الرئاسية فلا نصاب والمشهد سيتكرر، علما ان الرئيس بري اكد ان الجلسات مفتوحة حتى 25 ايار.
وكشفت مصادر متابعة لاجتماعات باريس ان جوهر اللقاءات كان ظاهره الاستحقاق الرئاسي وعمقه ادارة الفراغ وتنظيمه بالحد الادنى من الخسائر وتحصين عمل حكومة سلام بعد المعلومات عن اتجاه مسيحي، وتحديدا لدى نواب التيار الوطني الحر لتعليق مشاركتهم، وكشف «أن الحوار بين سعد الحريري والعماد ميشال عون يطال هذه المسألة».
وتضيف المصادر «ان التعامل مع الاستحقاق سيأخذ ابعادا مختلفة بعد 25 ايار وتحديدا من قبل بري وجنبلاط، لكن لا احد يعرف كيف ستكون النتيجة، ومدة الفراغ.
وتتابع المصادر ان الجميع اقتنع ان «لبننة الاستحقاق» امر مستحيل، وبالتالي المشاورات اللبنانية الداخلية لا تقدم او تؤخر، والانتخاب متوقف على نتائج الاتصالات السعودية – الايرانية، والجهد الاقليمي والدولي منصب حاليا على الانتخابات الرئاسية السورية، وفي ضوء ذلك تتوضح صورة الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
وكشفت المصادر ان لقاءات السفراء العرب والاوروبيين وتحديدا ديفيد هيل مع القادة اللبنانيين تتركز على تحصين الحكومة وبقائها موحدة، بالاضافة الى امن البلد واستقراره، لان هذه الدولة مقتنعة ايضا بعدم امكانية انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده.
وتابعت المصادر ان موضوع الرئاسة امر مغاير للمناخ السائد عند المسيحيين والبطريرك الراعي والمسلمات اللبنانية، والجهد الدولي منصب على ادارة الفراغ بأقل الاضرار.
وقالت المصادر انه لم يتم البحث بالاسماء في فرنسا، وهذا الامر سيبدأ بعد 25 ايار، وان النقاش بين جنبلاط ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل تركز على تحصين الحكومة وضرورة استمرار التعاون بين حزب الله والمستقبل داخلها للحفاظ على امن البلد، وبالتالي ادارة الفراغ بأقل الاضرار.
واشارت المصادر الى ان جوهر الحل الذي سيبدأ، عنوانه قبول عون التسوية بأن يكون ناخبا وليس مرشحا وانسحاب جعجع من السباق نحو بعبدا، وبعد ذلك يبدأ التفتيش عن اسماء اخرى ومقبولة من الجميع .
وختمت المصادر ان كلام جنبلاط في المجلس النيابي هو تعبير عن الموقف الذي سمعه من وزير الخارجية السعودي باستبعاد المرشحين الاقطاب الافرقاء لمصلحة مرشح على «الميلتين» اي بين 8 و14 اذار.
اجتماعات بكركي وتجنب الفراغ
اما بالنسبة لاجتماعات بكركي فكان لافتا الموقف الماروني الذي صدر بعد اجتماع المؤسسات المارونية الثلاث، المجلس التنفيذي للرابطة المارونية والمجلس العام الماروني والمؤسسة المارونية للانتشار، والذي اكد على اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده تجنبا للفراغ وحفاظا على المكون المسيحي الاساسي، وحذر من ان تعطيل انتخاب الرئيس يخالف الدستور ويهدد الكيان. وقالت شخصيات مشاركة في الاجتماع لـ«الديار» ان الشغور بات حتميا، وربما حتى شهر ايلول، وكشف ان لا اجتماعات مفتوحة للمؤسسات المسيحية كما تم التسريب، وان البطريرك الراعي سيغادر غدا الى الاراضي المقدسة. وان ما تم تسريبه بان البطريرك الراعي سيطالب بتعديل دستوري اليوم والتمديد للرئيس سليمان غير صحيح، رغم ان هذا الامر طرح منذ ايام ولم يحظ بالموافقة وانتهى.
اما عن مقاطعة النواب المسيحيين للتشريع، وعمل الحكومة، فأكد ان هذا الموقف متروك للاقطاب الموارنة الاربعة، وهم يملكون القرار. لكنه استبعد ان يتم اتخاذ مثل هذا الموقف، وتعطيل عمل الدولة والناس، لكن بكركي ستؤيد كل ما يتفق عليه القادة الموارنة في هذا الشأن.
وكشفت الشخصية «ان الاستحقاق اللبناني وكما بات معروفا مرتبط بعوامل اقليمية وبالحوار الاميركي – الايراني والسعودي – الايراني، وبالتالي فان تدويل الاستحقاق حل مكان اللبننة.
وتشير المعلومات الى ان النواب المسيحيين وبالتحديد نواب التيار الوطني الحر والكتائب والقوات اللبنانية لم يأخذوا اي موقف بعد من جلسة 27 ايار التشريعية بالنسبة لسلسلة الرتب والرواتب لجهة حضور الجلسة التشريعية او عدمه وان الموقف من التشريع وتعليق المشاركة في الحكومة متروك لما بعد 25 ايار علما ان الوزير الياس بو صعب قال لاعضاء الوفد اللبناني المرافق للرئيس تمام سلام الى السعودية، «لن نعلن اي موقف الان والامور متروكة لما بعد 25 أيار،
وتضيف المعلومات، ان النواب المسيحيين متوافقون على مقاطعة التشريع فقط والحفاظ على استمرارية عمل الحكومة، لكن التيار الوطني الحر يدرس جدياً تعليق المشاركة في عمل الحكومة، اذا حصل الفراغ الرئاسي.
من جهته، استقبل الراعي رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي اكد للبطريرك ان لا اكثرية نيابية للتمديد للرئيس ميشال سليمان، وبالتالي فان التمديد اذا طرحناه لن يمر في المجلس النيابي، وان التعديل الدستوري سيفتح الباب امام عدة احتمالات، رغم تأييد تيار المستقبل للتمديد للرئيس سليمان، وهذا ما ابلغه نادر الحريري للراعي ليل امس الاول.
وفي الاطار الرئاسي، سجلت ايضا اتصالات بين التيار الوطني الحر والكتائب عبر لقاءات ضمت الوزيرين جبران باسيل وآلان حكيم، والنائب آلان عون وتطرقت الى مرحلة ما بعد 25 أيار وكيفية التعامل مع المجلس النيابي والحكومة.
واشنطن والاستقرار
ونقل مسؤولون لبنانيون زاروا واشنطن مؤخراً والتقوا مسؤولين في الخارجية الاميركية، ان الملف الرئاسي اللبناني ليس اولوية عند الادارة الاميركية، والنقاش يتركز على ملف اللاجئين السوريين والارهاب، والاستقرار ودعم الجيش اللبناني، وان واشنطن لن تعارض اي اسم يتفق عليه السعوديون والايرانيون والدول التي تتعاطى بالملف اللبناني كما حصل اثناء اتفاق الدوحة عام 2008، والذي جاء بالرئيس ميشال سليمان.
سليمان والاحتفال الوداعي السبت
اما بالنسبة للرئيس ميشال سليمان الذي انهى فريق عمله توضيب كل الملفات لمغادرة القصر الجمهوري بعد ظهر السبت، فانه سيقيم احتفالا وداعيا للاعلاميين العاملين في القصر الجمهوري غدا. فيما الاحتفال الرسمي الوداعي سيقام بعد ظهر السبت في حضور الرئيسين نبيه بري وتمام سلام والوزراء والنواب ورؤساء الحكومات السابقين في عهده والنواب وفاعليات اقتصادية وسياسية واجتماعية. وسيلقي سليمان كلمة وداعية يضمنها انجازات عهده ما تحقق وما لم يستطع تحقيقه مكررا مواقفه وثوابته والتمسك باعلان بعبدا.
كلمة لنصر الله الاحد
هذا مع العلم ان حزب الله اصدر بيانا اشار فيه الى ان مهرجان التحرير سيقام نهار الاحد في 25 ايار عند الساعة الخامسة والنصف في بنت جبيل، وسيتحدث فيه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بعد ان كان الحزب اعلن سابقا ان المهرجان في 24 ايار يوم السبت.
على صعيد اخر، وفيما كان مقررا ان يزور الرئيس الحريري موسكو لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين، وفي مقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية لافروف، جاء اعلان وزارة الخارجية الروسية عن تأجيل اللقاء ليثير سلسلة من الاسئلة، لكن معلومات اشارت الى ان تأجيل اللقاء مرتبط بوجود الرئىس الروسي بوتين في الصين للمشاركة في قمة شنغهاي ولقاءاته مع الرؤساء المشاركين في القمة.
جلسة تلاوة رسالة الرئيس
على صعيد آخر، عقدت جلسة تلاوة الرسالة الرئاسية في حضور 65 نائبا وغياب نواب الوفاء للمقاومة والقومي والبعث والنائب طلال ارسلان، ومعظم نواب التغيير والاصلاح، ووصف جنبلاط الرئيس ميشال سليمان بالشجاع وقال: كانت لنا مع غيره تجارب مريرة»، و«الله يستر من يلي جايي على الميلتين».
اما الرئيس نبيه بري، فاكد حرص المجلس على انتخاب رئيس للجمهورية كما هو هدف رسالة الرئيس سليمان، واعلن في ختام الجلسة ان المجلس اعتباراً من اليوم يعتبر في جلسة مفتوحة لهذه الغاية حتى نهاية ولاية الرئيس، رابطا انعقاد الجلسة بتوافر نصاب الثلثين.
وكان الرئيس بري قد تلا رسالة سليمان، وكانت الجلسة منظمة وهادئة نسبيا لولا موقف النائب نقولا فتوش المنتقد للرسالة وانسحاب الوزير عبد المطلب حناوي من الجلسة اثناء كلام فتوش احتجاجا، اما النقاشات فعبرت عن الانقسامات بين 8 و14 آذار.
اما بالنسبة لجلسة الانتخاب الرئاسية اليوم فستكون نسخة مشابهة للجلسات السابقة.