IMLebanon

الأمن بحاجة الى غطاء سياسي يُوفّره انتخاب الرئيس العتيد وإقفال الحدود اللبنانيّة ــ السوريّة الى الضوء من جديد

على الرغم من أهمية الإنجازات التي حقّقتها وتحقّقها الأجهزة الأمنية على اختلافها، والتطوّر النوعي الكبير في أدائها وقدرتها على القيام بخطوات استباقية للجم العمليات الإرهابية، حيث تمكّنت في الأيام القليلة الماضية من إحباط عدة عمليات إنتحـاريـة في مناطق الروشة والطيّونـة وضهر البيدر، إلا أن ذلك فقط لا يمكن الركون إليه للفترة المقبلة، خصوصاً إذا ما اتّسعت الحرب التي تخاض ضد الإرهاب، لأن ذلك، وبحسب مصـادر وزارية، يجب أن يُـواكب سياسيـاً ومن أعلى المستويات بما يؤمّن غطاءاً سيـاسياً للأجهزة الأمنية وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التسريع في انتخاب رئيس الجمهورية العـتيد الذي وحده بإمكـانه تنظيم عمل المؤسّسات الدستورية ويعيد تفعيل دورها، ويوفّر التغطية السياسية الكاملة للقوى الأمنية للقيام بدورها، لا سيـما وأن المجـموعات الإرهابية تحاول استغلال الأوضـاع السيـاسية المضطربة وحالة الإنقسام العامودي الحـاصلة في البلد للعبث بالأمن وزعزعة الإستـقرار ومحـاولة الإيقـاع بـين اللبنـانيين.

وعلى رغم تأكيد المصادر نفسها على عدم وجود بيئة حاضنة للإرهاب في لبنان، وإلا لما لجأ المتطرّفون إلى جلب انتحاريين من سوريا وغيرها، أشارت إلى أنه ومع تسارع وتيرة التفجيرات الإنتحارية، هناك خشية كبيرة من أن تتّسع دائرة هذا المسلسل الإرهابي لتشمل مناطق لبنانية أخرى، وبوتيرة متسارعة، قد تعجز القوى الأمنية، وبالإجراءات المتّخذة على رغم جدّيتها وصرامتها، من لجمه وتطويق تداعياته في حال استمر قصر بعبدا من دون رئيس الجمهورية وبقيت الإصطفافات بين قوى 8 و 14 آذار على حماوتها. مشيرة إلى أن تبادل الإتهامات بين الأطـراف الداخـلية يحـمل في طياته بذور مواجهة سياسية عاصفة وحادة على خلفية الإهـتزازات الأمنـية الحـاصلة هنا وهناك. معـتبرة أن هذه الأجـواء الملبّدة تحـتّم على الفريقـين في 8 و 14 آذار التعالي عن الخلافات ووضع مصلحة البلاد فوق أي اعتـبار، والمسارعـة إلى حـضور جلسة انتخاب رئيس الجمـهوريـة في أسرع وقت ممكن بهدف إبعـاد المخـاطر المحدقة التي تتهدّد لبنـان، مع احتدام الصراع المذهبي إن في سوريـا أو في العراق، مع مخاوف جدّية من أن يصـار إلى فتح الحدود بين البلدين لكي يصبح الصراع الطائفي والمذهبي الدائر أوسع واشـمل، مع ما لذلك من مخاطر حقيقية يمكن أن تهدّد لبنان وعيشه المشترك ووفاقه الوطني.

وفي حين شدّدت المصادر الحكومية نفسها على ضرورة إيجاد مخرج لهذا المأزق الذي تتخبّط به البلاد، لفتت إلى أن ذلك يكون من خلال إعادة جسور التواصل والحوار بين معسكري 8 و 14 آذار بهدف تسريع حصول الإنتخابات الرئاسية. مؤكدة أن إطالة أمد الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى قد تستحضر سيناريوهات خطيرة ومخيفة للبلد لا يمكن مواجهتها في المرحلة المقبلة، خصوصاً وأن الأجواء المحيطة لا توحي بالكثير من التفاؤل في ظل استعار الحرب الطائفية والمذهبية في سوريا والعراق، وسط محاولات حثيثة تقوم بها بعض الأطراف التي تحاول الإصطياد في الماء العكر لنقل اللهيب السوري والعراقي إلى الداخل اللبناني عبر الرسائل التفجيرية التي شهدناها الأسبوع الفائت والتي هزّت لبنان وعمّمت حالة الذعر في نفوس اللبنانيين على أبواب موسم الإصطياف الذي كانت تنتظر منه الأوساط الإقتصادية والسياحية الكثير للبلد.

وإذ ذكّرت المصادر الحكومية بضـرورة العمل على إقفال الحدود اللبنانـية ـ السوريـة الشرعية وغير الشرعية إقفـالاً كـاملاً من قبل السلطات الرسمية وليس من قبل سلطات حزبية، وبمنع تهريب السلاح والمقاتلين من لبنان إلى سوريا وبالعكس ايضاً، بعد أن عاد الإرهاب ليـضرب لبـنان على نطاق واسع، خصوصاً وأنه محاط بضغوط أمنية كبيرة من منطقة ملتهبة تمتدّ من العراق إلى سوريا فلبنان. لفتت إلى أحقية النصائح الكثيرة التي تلقاها لبنان الرسمي من أجهزة مخابرات دولية وإقليمية دعته فيها إلى اتّخاذ كل الإجراءات الكفيلة بوضع حدّ لحالة الفلتان الحاصلة على الحدود اللبنانية كافة.