IMLebanon

الإرهاب الأعمى يضرب مجدداً

تفجير انتحاري يستهدف مقهى شعبياً في الطيونة ويوقع 19 جريحاً

الإرهاب الأعمى يضرب مجدداً

في ضربة جديدة من ضربات اليأس المتفلّت من قبضات الأجهزة الأمنية الممسكة بزمام المبادرة على صعيد مكافحة الإرهاب وتقويض خطورته، عادت يد هذا الإرهاب الأعمى لتهزّ الساحة الداخلية مجدداً مع التفجير الانتحاري الذي دوّى قرابة منتصف الليلة الماضية عند مستديرة الطيونة موقعاً عدداً من الجرحى المدنيين والعسكريين. وأوضحت مصادر أمنية لـ«المستقبل» أنّ «سيارة مفخخة يقودها انتحاري من نوع مرسيدس 180 قديمة الطراز (موديل العام 1966) لوحظت تتقدم بسرعة عالية في عكس اتجاه السير باتجاه مقهى «أبو عساف» قرب حاجز للجيش اللبناني في المنطقة ثم ما لبثت أن انفجرت قبل نحو 20 متراً من المقهى»، مشيرةً إلى أنّه يبدو أنّ الانتحاري بحسب المعطيات الميدانية الأولية كان يستهدف المقهى وليس حاجز الجيش بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا، غير أنّ العناية الإلهية حالت دون تحقيق مراده».

وإذ أعلن مدير عمليات الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة لقناة «المستقبل» عدم سقوط شهداء في التفجير بل 19 جريحاً معظم إصاباتهم غير خطرة وجرى نقلهم إلى المستشفيات المحيطة للمعالجة لا سيما منها مستشفى الساحل، لفتت المصادر الأمنية إلى «إصابة أحد عناصر الأمن العام بالانفجار، بالإضافة إلى العثور على أشلاء بشرية في المكان المستهدف تعود لجثة الانتحاري على الأرجح». في حين نقلت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» تأكيد مصادر عسكرية عدم وقوع إصابات في صفوف عناصر الجيش المتمركزة في المنطقة جراء التفجير، كما تداولت المحطة معلومات غير رسمية مفادها أنّ عناصر من الأمن العام أطلقوا النار على سيارة الانتحاري قبل انفجارها بلحظات، مشيرةً إلى أنها مسجّلة في الدوائر باسم «حسين ح.» بلوحة عمومية حمراء. بينما أفادت قناة «الجديد» في وقت لاحق عن فقدان الاتصال مع المفتش في الأمن العام عبدالكريم حدرج الذي كان بالقرب من مكان الانفجار لحظة وقوعه.

من جهتها، نقلت قناة «المنار» عن شاهد عيان يدعى علي جابر ويخضع للمعالجة في مستشفى الساحل روايته للحادثة، فقال إنه اشتبه لدى مروره مع صديق له عند مستديرة الطيونة بسيارة من نوع مرسيدس مركونة بشكل مريب إلى جانب الطريق العام فاقتربا من سائقها وعندما سألاه عن سبب توقفه أجاب: «مفتاح السيارة مكسور». وأضاف جابر: «كان في العقد الثالث من عمره يتحدث بلهجة سورية، وحين بدت علامات الارتباك واضحة جداً عليه توجّهنا إلى حاجز الجيش للإبلاغ عنه عندها سارع إلى الإقلاع بالسيارة والتوجه عكس السير بسرعة جنونية في اتجاه مقهى «أبو عساف» وسرعان ما انفجرت السيارة قرب المقهى»، معرباً عن اعتقاده بأنّ الانتحاري كما يبدو كان متوقفاً على بُعد أمتار قليلة من حاجز الجيش والمقهى المستهدف بانتظار أن تحين لحظة التوجّه إلى هدفه إلا أنّ اكتشاف أمره دفعه إلى الإسراع في تنفيذ مخططه.

وفور وقوع الانفجار، أوعز وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى مستشفيات المنطقة استقبال جميع الجرحى ومعالجتهم على نفقة الوزارة، بينما كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الأجهزة المعنية مباشرة التحقيقات في التفجير، وسط معلومات أولية تحدثت عن أنّ زنة العبوة الناسفة التي انفجرت تقدّر بنحو 25 كيلوغراماً.