IMLebanon

الإعتدال

كلام وطني شامل ومباشر توجّه به، خلال إفطار أمس، الرئيس سعد الحريري الى اللبنانيين عموماً عبّر فيه عن نظرة رؤيوية شاملة للواقع اللبناني، فإذا به كلام الإعتدال والمنطق والوطنية الصافية، ويمكن التوقف عند كل كلمة وردت فيه إلاّ أنّني أكتفي بالإشارة الى النقط الآتية:

1- أهمية كلام سعد الحريري أنّه يصدر عن أكبر زعيم لأهل السنّة في لبنان، يؤيّده ما بين 70 و80 في المئة منهم، شاء من شاء وأبى من أبى، وهذه الحقيقة لا تؤثر فيها أصوات النشاز المبرمجة التي يقف وراءها، خصوصاً في طرابلس، مَن لم يشأ سعد أن يسمّيه «هذه المرّة».

2 –  إنّ سعد الحريري من مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي مدرسة العلم والعقل، وليست مدرسة الميليشيات وحمل السلاح.

3 –  الإهتمام الكبير يجب أن ينصب على محاربة الإرهاب، فعلاً هذه مسؤولية كبيرة خصوصاً على أهل السنّة، وليس فقط محاربة الإرهاب بل الأهم استيعاب الإرهاب بمعنى خلق الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهؤلاء المنحرفين عن أصول الدين، الذين تأخذهم مع الأسف أفكار مجنونة تقدّم وعوداً بالجنة وسواها بما يتنافى مع أصول الدين الإسلامي الذي هو دين العطاء والزكاة والسماح والمحبة.

4 – صحيح أنّ هناك أزمة في طرابلس تتعامل معها الدولة بمكيالين… فقد شاهدنا كيف تعاملت الدولة مع عملاء إسرائيل، وبأي تساهل… وكيف تتعامل مع طرابلس وبأي تشدّد… إلاّ أنّ الخطأ لا يُعالج بالخطأ.

5 –  وبالنسبة الى انتخاب رئيس كرّر سعد الحريري الدعوة الى اتفاق المسيحيين ملتزماً بما يتفقون عليه، وقدّم تبريراً للحوار مع العماد ميشال عون… إنّـما رقصة «التانغو» تحتاج الى شخصين لتتم، وكنت آمل من الشيخ سعد في هذه النقطة لو دعا الجنرال عون والدكتور جعجع لأن يلتقيا ويتوصّلا الى اتفاق في ما بينهما…

وإمّا بالنسبة الى انسحاب «حزب الله» من سوريا، فالقرار ليس عند الحزب، وحتى ولو أراد السيّد نصرالله أن ينسحب فهو ليس بقادر على أن ينفذ رغبته، فالقرار هو عند قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني.