IMLebanon

الاتصالات الأميركية تنشط في أيلول بري: مبادرة عون لن تُنفَّذ الآن

جلسةُ انتخاب ثامنة مقررة مبدئيا ظهر اليوم، لكنها لن تنعقد، ولن تنتخب رئيسا ليستمر الشغور الرئاسي ومعه القلق الامني على رغم تأكيد الرئيس تمام سلام أن “لا بيئة حاضنة للارهاب في لبنان”، وقوله “إن وضعنا متماسك داخليا، وممسوك أمنيا مما لا يسمح لبيئات من هذا النوع بالظهور”. واذ اعتبر أن “الشغور في موقع الرئاسة نقطة ضعف وينعكس سلبا على كل شيء في لبنان” أضاف: “على المسيحيين أن يحسموا أمرهم في موضوع الرئاسة لأنهم أول المتضررين من الشغور”.

ولم تنفع “المبادرة الانقاذية” للنائب ميشال عون، ولا دعوة المرشح الرئاسي سمير جعجع النواب للنزول الى المجلس فورا، في تحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي، بل ان اقتراح عون زاد الامور تعقيدا، اذ ثمة ما يشبه الاجماع على رفضه لانه يبدل الصيغة والنظام، وهو ما اكده لـ “النهار” الخبير الدستوري الدكتور خالد قباني بقوله: “هو اقتراح يؤدي الى تغيير النظام بكامله، من نظام ديموقراطي الى نظام رئاسي”.

وعلمت “النهار” ان قوى 14 آذار عقدت مساء امس اجتماعا لتقويم المواقف عشية الجلسة الجديدة لانتخاب رئيس للجمهورية. ومن المقرر ان يشارك نواب هذه القوى في الجلسة على رغم ان المعطيات لا تشير الى تبدل في الاجواء التي سادت الجلسات السابقة منذ انطلاقتها في نيسان الماضي.

وتلقت اوساط سياسية متابعة للاستحقاق الرئاسي معلومات من واشنطن مفادها ان ثمة مراجعة داخل الادارة الاميركية في شأن الفشل الديبلوماسي في التعامل مع ملف الاستحقاق للجهات المكلفة هذه المهمة في الادارة وسط معلومات عن ان الاتصالات الاميركية في اتجاه لبنان على هذا الصعيد لن تنشط قبل أيلول المقبل.

من جهة أخرى، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره أمس ان لا جديد في جلسة اليوم، وان مصير الثامنة سيكون مثل سابقاتها. وقال: “امام هذا الحائط المسدود ونحن نقبل على استحقاق الانتخابات النيابية، يبدو الوضع مقلقا تماما، لذلك بدأت افكر في اجراء مشاورات جانبية وافرادية مع رؤساء الكتل والنواب المستقلين لمعرفة كيفية مواجهة الاستحقاقين الرئاسي والنيابي. لا يمكن البقاء مكتوفين امام الاستحقاق الرئاسي ولا تجاوزه الى الانتخابات النيابية لئلا يقال اننا نهمل الاول. وسأمنح نفسي 48 ساعة للتفكير في ما يجب القيام به لاجراء المشاورات المطلوبة”.

واعتبر ان “لا جدوى من اجراء حوار وطني حاليا، اولا لاسباب امنية لان ثمة قادة لا يستطيعون الوصول الى مكان الاجتماع والخروج، وثانيا لغموض الموقف. وسأستعيض عن الحوار بالتشاور لاننا في وضع حساس وليس هناك تقريبا حكومة ولا برلمان يجتمع وليس لدينا رئيس جمهورية. ولا بد من التأكيد ان الاولوية تبقى لانتخاب رئيس. وأكرر انني مع اجراء الانتخابات النيابية وفق قانون الستين الحالي اذا لم يتم التوصل الى قانون جديد، واستبعد في الوقت المتبقي من ولاية المجلس الاتفاق على قانون جديد اذا حضر النواب وأرادوا ذلك.

وعن مبادرة العماد عون قال: “لا اعتقد ان العماد عون قال ان المبادرة ستنفذ الان، لان المجلس اولا ليس في انعقاد عادي والدورة العادية هي في تشرين الاول المقبل وعندها نكون قد تجاوزنا موعد الانتخابات النيابية”. وسئل ماذا لو تقدمت الحكومة بمبادرة عون، فأجاب: “هل تفعل حكومة الرئيس تمام سلام هذا الامر”؟

الأمن

امنيا، علمت “النهار” ان اجتماعا امنيا سيعقد في السرايا بعد ظهر اليوم برئاسة الرئيس سلام وفي حضور وزيري الدفاع والداخلية سمير مقبل ونهاد المشنوق وقادة الاجهزة الامنية ومدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، استكمالا لاجتماع مجلس الامن المركزي في وزارة الداخلية والاجتماع الامني الاخير في السرايا للبحث في التطورات التي شهدها لبنان الاسبوع الماضي، ومنها ما شهده مخيم شاتيلا وباقي المخيمات، الى التفجير الذي شهده فندق “دي روي” وما تبعه من تهديدات امنية.

وأبلغت مصادر وزارية “النهار” ان الهاجس الامني يطغى على ما عداه، وسيكون عنوان الاجتماع عصر اليوم دعوة الاجهزة الامنية الى التنسيق والتكامل وليس التنافس وخصوصا في ظل معطيات تفيد ان الخلايا الارهابية النائمة هي أكثر مما كان متوقعا. واوضحت ان هناك معركة أستباقية تخوضها الدولة ضد الارهاب بالتوازي مع معركة استلحاقية لانقاذ ما يمكن من فصل الاصطياف. ولفتت الى ان حجوزات الطيران في اتجاه لبنان قبل التفجيرات الاخيرة كانت أكثر من الحجوزات للخروج من لبنان، لكنها تبدلت وصارت الحجوزات لمغادرة لبنان أكثر.

وبعدما بلغت الاجهزة الامنية معلومات عن استهداف محتمل لسجن رومية المركزي، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي انه “لدواعٍ أمنية، ستتخذ تدابير سير استثنائية بصورة موقتة، فيمنع مرور جميع المركبات الآلية صعودا ونزولا في اتجاه سجن رومية وتحويل السير عبر أوتوستراد المتن وغيره من الطرق الفرعية”.

في غضون ذلك، دعا الناطق باسم “كتائب عبدالله عزام” سراج الدين زريقات “حزب الله” الى “الخروج من سوريا سريعا قبل فوات الأوان”. وقال عبر “تويتر”: “إرهاب حزب إيران في لبنان تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس وإحراق مسجد بلال في عبرا وقتل المشايخ والشباب بالطرق… إن كان الإرهاب هو الرد على جرائمكم فانتظروا من الإرهاب حلقات متتالية تنسيكم كل حلقة سابقتها حتى يعود الأمن لأهلنا وأطفالنا في سوريا”.