IMLebanon

الاتفاق الإيراني ـ الغربي شبه جاهز

 

 

دخلت المفاوضات الغربية-الايرانية امس، في جولتها الرابعة في فيينا، محطة حاسمة لصياغة اتفاق دائم باتت عناوينه شبه جاهزة. ويتخطى مضمون الاتفاق اشكالية الملف النووي، الذي سيشهد حداً لأنشطته مقابل إلغاء تدريجي للعقوبات، الى رسم معالم منطقة الشرق الاوسط على مراحل بحيث تتم عودة الجمهورية الاسلامية الى كنف الشرعية الدولية وفق معايير تلزمها، اسوة بسائر دول الاقليم، بتطابق بين حدودها الجغرافية والسياسية، يحافظ، على الاقل، لدول الخليج على امنها.

ويؤكد ديبلوماسي اجنبي مطّلع بدقّة على مجريات التحركات الاميركية في هذا الإطار أن البحث في صياغة الاتفاق بدأ وانه سينجز الشهر المقبل او في الشهر الذي يليه على ابعد تقدير، منبهاً على ضرورة متابعة التطورات التي ستشهدها ثلاثة مؤشرات تتمحور حول «نفوذ ايران في المنطقة، مستقبل سوريا ولاحقاً سلاح «حزب الله»، وذلك لمعرفة الاتجاه الذي ستسلكه الامور إقليمياً.

فنتائج الاتفاق ستأتي لمصلحة المجتع الدولي بما يضمن امن دول الخليج وفق ما اكد وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل. وبموجبه ستعود ايران دولة تتعاطى وفق مواثيق المجتمع الدولي بما يتطلب من تحسين لسلوكها حتى تتخلص من تصنيف «الدولة المارقة». لذا يتوقع المصدر الديبلوماسي أن ترضى بحسر نفوذها، لا بالتخلي عنه نهائياً، سواء في العراق او سوريا او البحرين او اليمن وبالتأكيد لبنان. وقد سبق لتركيا وسوريا أن شهدا وضعاً مماثلاً وخضعا لفشله. تركيا عندما حاولت، رداً على رفض الاتحاد الاوروبي ضمها، مصادرة علم فلسطين من ايران رغم المعاهدات التي تربطها باسرائيل. وسوريا عندما اضطرت عام 2005 الى سحب جنودها من لبنان. وهذا ما ستخضع له ايران بعد انجاز الاتفاق.

ومن النقاط التي ساعدت على الانجاز رغبة اميركية حالياً باسترضاء ايران لتسهيل انسحاب قواتها من افغانستان، وكذلك خلخلة ما في الوضع الايراني تجلّت مؤخرا في دعم المتشددين لاستمرار المالكي في حكم العراق مقابل دعم المعتدلين للتخلص منه.

وفي ما يتعلق بمستقبل سوريا يعرب المصدر عن أمل كبير بالتعاون مع ايران، بعد الاتفاق، لترتيب الوضع هناك، مشدداً على ان نجاح بشار الاسد في «مهزلة» الانتخابات الرئاسية لن يسمح له باستعادة اعتراف دولي بشرعيته. ومن المؤشرات على ذلك توقيت استقبال الرئيس الاميركي باراك اوباما لرئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا قبل اقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات الموعودة، اضافة الى استقالة الموفد العربي الدولي الاخضر الابراهيمي التي قضت على مؤتمر جنيف وحلّه السياسي المرتكز على قيام هيئة انتقالية تنتقل اليها الصلاحيات الرئاسية.

وفي المرتبة الثالثة يأتي سلاح «حزب الله« لأن اي توافق ايراني مع الغرب لا بدّ أنه سيضمن امن الدولة العبرية وهو ثمن ستدفعه الجمهورية الاسلامية من حساب حلفائها اذا ارادت تحقيق غايتها بالانضواء في كنف الشرعية الدولية.

وعن دعوة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل نظيره الايراني محمد جواد ظريف الى زيارة المملكة يذكر المصدر بأن المحادثات السعودية-الايرانية في عمان بدأت منذ فترة وإن بقيت غير علنية بما يعني انها لم تكن تحقق نتائج. ويوحي كشف المسؤول السعودي عنها ان تقدماً ما قد تحقق لافتاً الى ان هذا التقدم لم يكن ليحدث لولا التقارب الاميركي – الايراني. ويلخص التقدم بانه يرتكز الى التوافق على مفاوضات سلة كاملة وفق ما كانت تطلبه الرياض لا على كل ملف على حدة وفق ما تمسكت به عبثاً طهران. وفي هذا الاطار يندرج طلب السعودية ارجاء اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا كانت قد طلبت عقده الاثنين في الرياض.