يجتاز لبنان مطبات سياسية وامنية، هي الاخطر في تاريخه على الرغم من كثرة الحروب والمشاكل التي سبق له وان مر بها حيث له «في كل عرس قرص» وعليه وامام ما يجري حاليا فان اوساطا سياسية عليمة ترى ان المرحلة القادمة قد تشهد تطورات دراماتيكية ربطا باحداث المنطقة وعلى خلفية ما يجري في غزة وسوريا والعراق من حروب شرسة ونزوح مخيف وقضايا انسانية تدمي القلوب وتحديدا على مستوى تدفق النازحين الى الداخل اللبناني وفي جديدهم النزوح المسيحي من الموصل وكأن التاريخ يعود بنا الى نكبة فلسطين وتدفق الارمن الى لبنان اثر المجازر التي ارتكبت بحقهم من قبل الاتراك، وبمعنى اوضح تقول الاوساط ان لبنان سيكون ساحة ستضج بالاحداث من تلقف تداعيات الحرب السورية على داخله وتحديدا ما يجري على حدوده مع سوريا ان في عرسال او سواها وخصوصا في ظل اشتداد المعارك والتي باتت تنذر بعواقب وخيمة حيث المعلومات المتوفرة تؤشر الى ايام صعبة وتفاقم وتيرة العنف في ذاك البلد، ناهيك الى العراق والنزوح المريب من المدن العراقية وتحديدا على المستوى المسيحي، اضافة الى الطامة الكبرى المتمثلة بحرب غزة والتي بحسب المتابعين لها ستخلق واقعا جديدا سيكون له تأثيراته على الساحة المحلية باعتبار لبنان ومنذ منتصف الستينات المتلقي الابرز لتداعيات الازمة الفلسطينية من خلال دعم هذه القضية الى حروب الفصائل الفلسطينية على ارضه وايضا المعارك ما بين تنظيمات لبنانية والفلسطينيين وصولا الى مرحلة الاجتياح الاسرائيلي وما بعدها وما قبلها ايضا من حرب المخيمات وصولا الى الواقع الفلسطيني الحالي وحتى دعم هذه القضية يخلق ما بين المكونات اللبنانية تباينات وتناقضات. من هنا سيكون لحرب غزة انعكاسات على المستوى اللبناني سرعان ما ستتوالى فصولها في المرحلة المقبلة.
من هذا المنطلق، تتابع الاوساط المعنية مؤكدة ان هذه الاحداث ستترك خضات امنية قد تحصل في هذه المنطقة وتلك وربما اكثر من ذلك لان حجم التطورات يفوق قدرة الدولة اللبنانية على التصدي لها ومعالجتها بشكل ناجع خصوصا وان الخلافات الداخلية تتعاظم والتوافق على رئيس للجمهورية «كأمل ابليس في الجنة» في هذه الظروف، الى كل من الخلافات على ملفات دسمة حتى تعيين «ناطور بناية» بات يحتاج الى جلسات وزارية واكثر من ذلك، لذا فان الايام المقبلة من شأنها ان تبلور ماهية الاوضاع في المنطقة وبالمحصلة عندئذ قد تتوضح امور كثيرة على الساحة اللبنانية ولا سيما الاستحقاقات الدستورية من انتخاب رئيس للجمهورية الى الانتخابات النيابية، انما استطرادا تضيف الاوساط فان الاجواء لا توحي بالايجابية على خلفية ان احداث المنطقة ستأخذ مداها في التصعيد الميداني والى حين حصول معجزة لوقف هذه الحروب، فمن الطبيعي فالجرح اللبناني سيبقى مفتوحا سياسيا وامنيا ولهذه الغاية علم ان ما يجري في الكواليس ينصب على وضع آلية للتمديد للمجلس النيابي وهذا الامر سهل المنال امام الاستحقاق الرئاسي لن جميع الكتل النيابية ستوافق في النهاية على التمديد ام على خط الانتخابات الرئاسية فحدث ولا حرج بمعنى ان ذلك بحاجة لاعجوبة والتي ستأتي في سياق تسوية اقليمية، وهذا الامر سيطول ويطول امام التطورات الاقليمية المتسارعة والسائرة باتجاهات خطيرة على كافة المستويات.