الاستحقاق الرئاسي «حتى إشعار آخر» والتمديد للمجلس «حتمي» جنبلاط يتوقع فراغاً مفتوحاً واللقاء السعودي ــ الإيراني المرتقب لم تتضح معالمه
اذا كان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يرى في شغور موقع رئاسة الجمهورية غياب مكون اساسي في التركيبة اللبنانية عن الحكم، فان قلقه هذا دفعه لتسويق «جواز تصريف» رئيس الجمهورية اعمال الرئاسة دون اللجوء الى تعديل دستوري، وربما هذا الموقف لم يطلقه عبثاً لأن المعطيات الموجودة لدى البطريرك الراعي تشير الى ان شغور الموقع الرئاسي لن يكون لاشهر بل انه فراغ مفتوح على المجهول في ظل الصراعات الاقليمية والدولية، وما يحصل في سوريا التي تنزلق وفق المجريات الميدانية الى تقسيمها، لا سيماان مناطق الاقتتال على ساحتها انتجت فرزاً ديمغرافياً مرعباً خصوصاً في حمص وفق الاوساط المواكبة للاستحقاق الرئاسي.
فالقلق الذي يعيشه الراعي بحكم موقعه الروحي والوطني، خصوصاً في رئاسة الجمهورية آخر ما تبقى للمسيحيين في رأس الهرم، يعاني منه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي يرى وفق ما يقول ضمن حلقته الضيقة، ان شغور الموقع الاول في الدولة سيشكل فراغاً مفتوحاً ربما سيمتد حتى اشعار آخر لأنه وفق المنظور الجنبلاطي فإن التسوية حول الرئاسة باتت في قبضة القوى الخارجية وأن اي كلام عن موازين قوى في الداخل بعيداً عن ارتباطاتها بمحاور خارجية تصنع الطبق الرئاسي، ليس في موقعه الصحيح بل ان الامر يتعلق بتسويات كبرى قد تبدأ باللقاء الايراني ـ السعودي المرتقب اثر توجيه وزير الخارجية السعودي دعوة لنظيره الايراني محمد جواد ظريف على قاعدة ان تلعب ايران دوراً في حل المشكلة وليست ان تكون من يصنع المشكلة.
وتقول الاوساط «الاشتراكية» ان موضوع الاستحقاق بات في عواصم اقليمية ودولية وان الرهان عن لقاء الفيصل وظريف اذا حصل لن تكون في اولوياته مسألة الرئاسة اللبنانية، لأن امن الخليج يحتل صدارة الملفات الخلافية بين البلدين من البحرين وصولاً الى اليمن وان الملف اللبناني لن يبحث على حدة بعيداً عن المجريات في الداخل السوري لارتباط البلدين العضوي، لا سيما ان الانتخابات السورية التي انطلقت حملاتها، تؤكد عودة الرئيس بشار الاسد الى الحكم ما يجعل المعطى السوري عنصراً اساسياً في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، اضافة الى ان جنبلاط يرى ان التسوية الرئاسية في لبنان لم تنضج بعد وان ايران ناخب اساسي.
وتضيف الاوساط نفسها ان جنبلاط يرى ان فريق 14 آذار يقارب موضوع الرئاسة برومانسية بعيدة جداً عن ارض الواقع، وان البناء على زيارة الجنرال ميشال عون المعروفة الى باريس ولقائه الرئيس سعد الحريري , تبقى في الخانة الوجدانية والبروتوكولية ولا يعول عليها في البورصة الرئاسية، وكذلك ينطبق الامر على لقاءات الوزيرين جبران باسيل والياس بو صعب مع الحريري التي لم تثمر في البرلمان حيث بقي «تيار المستقبل» داعماً لترشيح الدكتور سمير جعجع.
وبالعودة الى موضوع الاستحقاق الرئاسي فان جنبلاط تقول الاوساط لا يزال يسير بترشيح هنري حلو على قاعدة تجنبه الصدام مع فريقي النزاع اي 8 و14 آذار وسيبقى على موقفه هذا لحين نضوج التسوية الاقليمية الدولية لصنع الرئيس، لا سيما ان معركة الرئاسة تحولت بعد الجولة الاولى الى معركة تأمين النصاب الذي سيبقى مفقوداً في الجولات القادمة، الا اذا حصلت معجزة، علماً اننا لسنا في عصر الاعاجيب.
وتقول الاوساط «الاشتراكية» انه في ظل الفراغ القادم والمفتوح يجب الحفاظ على الحكومة لتدير شؤون البلاد والعباد، وان التمديد لمجلس النواب بات حتمياً خصوصاً انه يستحيل دعوة الهيئات الناخبة في ظل شغور موقع الرئاسة بالاضافة الى استحالة هذه الدعوة وفق الاعراف الدستورية، فهل سيطول الفراغ ومن يضمن عدم انفجار الحكومة من الداخل خصوصاً انه بعد 25 ايار سيكون هدف «التيار الوطني الحر» وحلفائه الاطاحة بـ«اتفاق الطائف» وفق المصادر البرتقالية على خلفية عدم صلاحية هذا الاتفاق لتسيير امور الدولة وان تغييره اسهل من تفسيره.