بارقة أمل في ملف العسكريين المفقودين والجراح «متفائل» إثر إطلاق المسلماني وحسن
«الانتخابات» أمام الحكومة غداً.. والعبرة بـ«التواقيع»
بينما وضعت نهاية الأسبوع نقطة نهاية سعيدة لعملية احتجاز 2 من العسكريين الذي سقطوا في قبضة المجموعات المسلحة إبان اعتدائها المباغت على عرسال، وسط تفاؤل بأن يؤدي هذا «التقدم الملحوظ» إلى الخواتيم المرجوّة قريباً في ما يتصل بتحرير سائر العسكريين المحتجزين وفق ما أعرب النائب جمال الجراح لـ«المستقبل»، ترسم بداية الأسبوع الجاري علامات استفهام وترقّب حول ما ستؤول إليه الأمور على صعيد دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات النيابية لا سيما وأنّ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق شدّد لـ«المستقبل» على الحاجة إلى صدور مرسوم بهذه الدعوة عن مجلس الوزراء لكي تصبح نافذة، مؤكداً أنّ المجلس سيطرح هذه المسألة خلال جلسته الاستثنائية غداً. على أن تبقى العبرة لإصدار هذا المرسوم من عدمه في ما إذا كان سيحظى بتواقيع الـ24 وزيراً وكالةً عن رئيس الجمهورية بحسب الآلية التوافقية المعتمدة حكومياً في ترجمة المادة 62 من الدستور.
المشنوق، وعشية انتهاء مهلة صدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، قال لـ«المستقبل»: «كوزير للداخلية قمتُ بكل ما هو مطلوب مني في هذا الصدد، وأحلتُ الدعوة إلى كل المراجع المختصة بعد أن وجّهتُها رسمياً وتم نشرها في الجريدة الرسمية بتاريخ 14 آب» الجاري، مشيراً إلى أنّ ذلك أتى في ضوء تأكيده «على توجيه هذه الدعوة خلال جلسة مجلس الوزراء في 7 آب». وأضاف: «وزارة الداخلية تقوم بمهماتها وفق الدستور بغض النظر عما إذا كان هناك تمديد لولاية المجلس النيابي الحالي أم لا»، موضحاً أنّ الوزارة تعمل في ما يتصل بهذا الملف بموجب دعوتها الهيئات الناخبة لإجراء الانتخابات على أساس قانون رقم 25/2008 المعروف باسم «قانون الستين».
العسكريون المفقودون
بالعودة إلى ملف العسكريين المفقودين منذ اندلاع معارك عرسال الأخيرة، فقد تمكنت «هيئة علماء المسلمين» التي تعمل على خط الوساطة في هذا الملف من تحقيق الإفراج عن عنصرين من عناصر قوى الأمن الداخلي المحتجزين لدى مسلحي «جبهة النصرة»، الرقيب مدين حسن والعريف كمال المسلماني، وسط تأكيد الشيخ مصطفى الحجيري الذي استضاف العنصرين المحرّرين في منزله في عرسال ريثما تسلمتهما الجهات المختصة أنّ هذه العملية تمّت «من دون أي مقابل ولا شروط».
وإذ شكّلت عملية الإفراج عن حسن والمسلماني بارقة أمل في أن يسلك هذا الملف طريقه نحو مزيد من الانفراج والإفراج خلال الأيام المقبلة، على وقع تعميم «هيئة علماء المسلمين» أجواء «إيجابية» رافقت مفاوضات الساعات الأخيرة مع تجديدها التأكيد على استمرار «بعض الصعوبات اللوجستية»، وصف عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح خطوة إطلاق سراح حسن والمسلماني بأنها تجسد «تقدّماً ملحوظاً في هذه القضية الوطنية»، وقال لـ«المستقبل»: «الجهود مستمرة والقضية تتقدم على المسار الصحيح»، معرباً عن تفاؤله بأن تشكل هذه الخطوة «فاتحة خير في سبيل تحقيق الإفراج عن سائر المحتجزين».
الجراح آثر عدم الخوض في ما يثار إعلامياً عن وجود وعود معيّنة متصلة بهذه القضية، واكتفى بالتشديد في هذا المجال على كون ما حصل بالأمس إنما يشكّل «خطوة إيجابية يؤسّس عليها وتدعو إلى التفاؤل والأمل في أن تفضي الجهود المبذولة بمساعدة الجميع إلى إطلاق جميع الأسرى في القريب العاجل إن شاء الله».
وكانت قيادة الجيش قد أعلنت أنّ مخابرات منطقة البقاع تسلمت بعد ظهر أمس الرقيب حسن والعريف المسلماني اللذين كانا قد اختطفا من مركزهما في بلدة عرسال، وسلّمتهما لاحقاً إلى آمر فصيلة قوى الأمن الداخلي في البلدة. وذلك قبل أن ينتقلا وسط تدابير أمنية واستقبالات شعبية إلى بلدتيهما، حسن إلى «معربون» والمسلماني إلى «الفاكهة» في البقاع.