IMLebanon

البطريرك يناشد بري:جلسات انتخابية رئاسية يومية

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه فيه الكاردينال كلوديو هومس والمطارنة: بولس صياح، إدغار ماضي والوكيل البطريركي الخوري جوزاف بواري والخوريان خليل عرب وحبيب صعب، وخدمت القداس جوقة حصرون، في حضور النائب السابق جبران طوق وحشد من المؤمنين.

عظة الأحد

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: «دعا يسوع الاثني عشر فأعطاهم سلطانا… وأرسلهم»(متى 10:1)، وقال: «لقد اتخذت يوم انتخابي بطريركا، أي أبا ورأسا لكنيستنا المارونية، شعار «شركة ومحبة»، كبرنامج لخدمتي. فقد رأيت حاجة ماسة اليوم إلى حياة الشركة والمحبة، أعني عيش سر الاتحاد بالله عموديا، بواسطة كلمة الإنجيل ونعمة الأسرار ومحبة الله، والوحدة بين جميع الناس أفقيا برباط المحبة التي تثبت شركة الوحدة بوجه كل ما يعاكسها».

وتابع: «من منا لا يشعر بضرورة بناء حياتنا العائلية والاجتماعية والوطنية على أساس الشركة والمحبة؟ أليست هذه حاجة المجتمع اللبناني المنشطر سياسيا إلى شطرين متعاديَين ومتناقضين ومترافضين؟ من منا لا يأسف لنتائج هذا الانشطار الذي يطاول قلب العائلة الواحدة، والمدرسة والجامعة والمجتمع؟ ومن يجهل أن عدم إنتخاب رئيس للجمهورية هو نتيجة هذا الانشطار، ويشكل مخالفة جسيمة للدستور والميثاق الوطني؟».

تعطيل إنتخاب الرئيس

أضاف:»إننا نقول للذين يعطلون انتخاب رئيس للجمهورية، بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن يتستر وراءهم من الداخل والخارج، أنهم ينزلون ضررا كبيرا بلبنان. فدولة

لبنان ليس ملكاً لأحد، بل هو وديعة ثمينة مؤتمن عليها جميع اللبنانيين. ولبنان دولة تنتمي إلى منظمة الأمم المتحدة وهو عضو فيها وأحد مؤسسيها، وإلى جامعة الدول العربية كذلك. فيجب أن يظل مكان رئيس الجمهورية محفوظا فيهما. إنه لعار كبير أن يكون كرسيه فيهما شاغرا أثناء اجتماعاتهما وخارجها. من هذا القبيل تنادي الدول الصديقة البرلمان اللبناني لينتخب رئيسا للبلاد، حفاظا على مكان لبنان ومكانته في الأسرتين العربية والدولية. لذا، نناشد من جديد دولة رئيس مجلس النواب دعوة المجلس إلى جلسات إنتخابية يومية، وقد أصبحت إلزامية وحصرية بموجب الدستور. فمن خلال الاقتراع والتشاور المتواصلين يوميا، يتم التوافق على إنتخاب الرئيس الأنسب لدولة لبنان اليوم، وليس خارج هذه الجلسات. هذا، إذا كانت النية حقا إنتخاب رئيس للبلاد. لكننا نأمل دائما ذلك».

رسالة لبنان

أضاف: «في هذا الأحد الذي نتأمل فيه برسالة الكنيسة والمسيحيين، يجب علينا أن نحافظ على رسالة لبنان، الذي قال فيه القديس البابا يوحنا بولس الثاني: «لبنان أكثر من بلد، إنه رسالة». تقوم رسالته الاجتماعية والسياسية في هذه البيئة المشرقية، حيث توجد الآحادية الإسلامية في البلدان العربية، والآحادية اليهودية في إسرائيل، على أنه مكان الوحدة الإنسانية والوطنية بين عائلات روحية ومجموعات دينية وثقافية وحضارية متنوعة. انها الحال الاستثنائية الوحيدة بين التيوقراطية الإسلامية والتيوقراطية اليهودية، فقد أحل لبنان المواطنة السياسية محل المواطنة الدينية. وبهذا يتميز كيانه اللبناني في هذا الشرق».

وتابع: «وحده رئيس الجمهورية المسيحي – الماروني الجامع والقادر بشخصيته وأخلاقيته وتجرده وتاريخه، يشكل الضمانة لهذه الميزة اللبنانية الكيانية. ولهذا السبب نصر على وجوب انتخابه اليوم قبل الغد. فإن كل تأخير أو مماطلة أو عرقلة لانتخابه إنما يزعزع الكيان اللبناني الموصوف، ويعطل مساهمة لبنان في استقرار المنطقة وسلامها».

وختم الراعي: «نصلي لكي يعضد المسيح الرب رسالتنا المسيحية واللبنانية، ولكي يرسل لوطننا رجال دولة حقيقيين يخرجونه من أزمته السياسية وسائر الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية (…)».