IMLebanon

التاريخ يعيد نفسه

ما يجري اليوم في سوريا وفي العراق وفي لبنان وفي اليمن وفي ليبيا يذكرني بما حدث في العام 1980 عندما نشبت الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت 8 سنوات وانتهت بتدمير قوة البلدين…

يومها كلما كان يضعف فريق من الجهتين المتحاربتين كانت الولايات المتحدة تمدّه بالسلاح ما يوفّر له عناصر التوازن، فتطول الحرب التي طالت فعلاً…

فعندما تمكن صدّام من السيطرة على «الفاو» داحراً الايرانيين أرسلت واشنطن سلاحاً الى إيران مكّنها من الصمود… ولا زالت فضيحة «إيران غيت» ماثلة في الأذهان حتى اليوم.

وعندما ضعف العراق مدّته واشنطن بصواريخ «اكزوسيت» وأعادت الى المعارك توازنها.

وبعد ثماني سنوات أسفرت هذه الحرب عن إنهاك الفريقين، وخسر العرب خط دفاع مهماً ضد إسرائيل… إذ أنّنا جميعاً نعرف أنّه لولا التدخل العراقي العسكري في حرب تشرين في العام 1973 لسقطت دمشق!

وكلفت الحرب العراقية – الإيرانية 800 مليار دولار! وهو مبلغ هائل الضخامة.

ولنتصوّر أين كان وصل نمو وعمران البلدين لو أنفقت الـ800 مليار دولار في المجالات السلمية وليس في الحرب.

واليوم حرب الجنون في سوريا… الحرب التي يشنّها النظام على شعبه، هذا النظام أسقط الورقة الوحيدة التي كانت في يده والتي تحقق التوازن مع إسرائيل وهي ورقة السلاح الكيميائي… كما خسرت سوريا إمكانية السلاح النووي بعدما ضربت إسرائيل المفاعل النووي السوري ودمّرت منشآته.

وفي العراق الأمر ذاته… فما إن بدأ هذا البلد يقف على رجليه حتى سقط مجدّداً في بحر الاضطرابات الداخلية المروّعة التي سقط فيها القتلى بأعداد هائلة… ثم حالياً حرب «داعش» تحت مسمّى «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام».

باختصار، انّ إسرائيل حققت أمراً ما كانت تحلم به حتى في المنام: العالم العربي مشتت، العالم العربي مستنفد القدرات، العالم العربي تدمّر فيه بلدان عديدة.

لو نظر المرء بواقعية الى التطورات لوجد كأنّ هناك استنساخاً لما كان الوضع عليه في العام 1980، لذلك لا حسم للأحداث المرشحة لأن تبقى طويلاً وتتفاقم أكثر فأكثر…

واللافت حرب تكريت وحرب «امرلي» في العراق حيث إيران والجيش العراقي يعملان سوية مع الشيطان الأكبر الذي يقصف من بُعد.

منذ 1979 والعداوة قائمة مع الشيطان الأكبر: أميركا، وكذلك مع الشيطان الأصغر: إسرائيل.

واليوم يتعاون الإيراني مع الشيطان الأكبر على تنفيذ العمليات العسكرية معاً ضدّ «الدولة الإسلامية»…

فعلاً عش رجباً ترَ عجباً.