التقارير الأمنيّة: الخلايا الإرهابيّة تحُرّكها قوى إقليميّة
و«داعش» أخطر التنظيمات الناشطة في لبنان
لا يزال التمدد التوسعي العسكري السريع والخاطف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» والمصحوب بمشاهد مروعة من العنف البريري والهمجي في العراق لا تمت بصلة إلى أي قيم دينية أو أخلاقية انسانية يرخي بأثقاله الشديدة التشاؤم على الوضع اللبناني الذي تزداد أزماته السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية حدة وتفاقما في ظل غياب أي بصيص أمل لتحقيق أي تقدم على صعيد الإستحقاق الرئاسي تقول اوساط سياسية الذي بدوره يحمل ارتدادات سلبية على بقية عمل مؤسسات الدولة المهددة بدورها بالتعطيل، وعلى المشهد السياسي الداخلي المأزوم والمشلول والذي يزداد تأزما ً وشللاً بفعل عجز الطبقة السياسية المقيدة والمكبلة الحركة وغير القادرة على استنباط الحلول المحلية بسبب ارتهان مواقفها بارتباطات المحاور الإقليمية في المنطقة.
الأوساط عينها أشارت الى أن هذا الواقع برمته ينعكس بعواقبه الوخيمة على المشهد الأمني الذي أيضاً وبحسب التقارير الأمنية الموثوقة والدقيقة تزداد تحدياته بفعل تمدد تنظيم «داعش» الذي أصبح «في ليلة وضحاها» أبرز وأخطر التنظيمات الإرهابية التي تتحرك بقوة وفعالية على الساحة اللبنانية للقيام بعمليات إرهابية تستهدف مواقع ومفاصل أمنية وسياسية حيوية من شأنها أن تزعزع أمن واستقرار لبنان وتهدد سلمه الأهلي وعيشه الوطني المشترك بسيف الفتنة المذهبية – السنية ـ الشيعية القهار الذي تستخدمه دول إقليمية فاعلة في المنطقة من أجل خدمة صراعاتها ومصالحها الإستراتيجية على خريطة المنطقة، وهذا التحدي الإرهابي الخطير تمثلت أفعاله في التفجيرات الإرهابية التي ضربت مجدداً لبنان، واستهدفت منذ أيام حاجز قوى الأمن الداخلي على ضهر البيدر وبعدها منطقة الطيونة في الضاحية الجنوبية وصولا إلى الخلايا المنتشرة في بعض فنادق العاصمة والتي تمكنت القوى الأمنية بحراك أمني استباقي عالي المستوى من احباط تنفيذ مخططاتها وذلك على النحو الذي جرى في فندق نابوليون في الحمرا وفندق «دي روي» في الروشة.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر دبلوماسية بارزة لـ الديار بأن حالة الشغور الرئاسي في لبنان لا تزال مستمرة ويبدو بأن الشغور سيبقى حاضرا في موقع رئاسة الجمهورية لفترة طويلة في ظل انسداد أفاق الحلول القادرة على احداث كوة في جدار العلاقات الإقليمية التي تسمح بتمرير الإستحقاق الرئاسي في لبنان. مضيفة بأن الحراك السياسي والدبلوماسي الذي شهدته العاصمة الفرنسية بهدف إعادة الزخم الدولي والإقليمي إلى الملف الرئاسي اللبناني لم ينجح في كسر حالة المراوحة سيما أن المشاورات واللقاءات التي شهدتها باريس يمكن القول بانها اصطدمت بحائط الغليان الإقليمي الذي تشهده المنطقة بعد الزلزال العسكري والأمني الذي أحدثه اجتياح تنظيم «داعش» لمناطق واسعة في العراق وسوريا ممتدة من الموصل والانبار في العراق الى دير الزور في سوريا ضمن مخطط يهدف بشكل واضح إلى فرض إعادة تقسيم في المنطقة.
المصادر أضافت بأن التطورات الجارية في العراق تقع في صلب الصراع والكباش الإيراني ـ السعودي في المنطقة ما يجعل الدولتين اللدودتين في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة التي تشهد فيها المنطقة متغيرات كبرى ومنعطفات تاريخية غير مسبوقة غير حاضرتين للحديث أوالتفاهم حول أي ملف من الملفات الجانبية في المنطقة ومن ضمن هذه الملفات يأتي الملف الرئاسي اللبناني. ما يعني بان حالة المراوحة القاتلة المستمرة في البلاد من شأنها أن تزيد حالة الإنكشاف الأمني والسياسي للساحة اللبنانية القابعة على فوة بركان الخطر الإرهابي التكفيري القابل للإنفجار على الساحة اللبنانية ما لم يتم تدارك الأمر من قبل القوى المحلية المحسوبة على القوى الإقليمية الفاعلة والمؤثرة في التنظيمات الإرهابية التكفيرية وذلك من خلال تحرك هذه القوى المحلية باتجاه حلفائها الإقليميين من أجل تحييد لبنان عن حمم اركان الإرهاب التكفيري الملتهب في المنطقة وعدم الزج بلبنان في سياق الإعتراض على التقارب الأميركي – الإيراني في المنطقة من خلال استخدام دول المنطقة وشعوبها في لبنان وسوريا والعراق وربما أيضا في وقت قريب في الأردن وقودا في الحرب الجديدة لمواجهة محور المقاومة والممانعة وهي حرب الإستنزاف الطويلة من خلال غزوات وتفجيرات القوى الإرهابية التي ترعاها وتمولها وتقدم لها الدعم اللوجستي والعسكري والأمني بعض الدول الإقليمية الكبرى.
المصادر أشارت الى ان الوضع اللبناني لا يزال ممسوكا بفعل التدابير الأمنية المشددة المتخذة من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية وبفعل الدور الإيجابي الإستيعابي للمقاومة سواء على الصعيد الأمني الداعم بكل قوة للجيش اللبناني والإجهزة الأمنية في كافة الخطوات والإجراءات الهادفة إلى مكافحة الإرهاب التكفيري في لبنان وسواء على الصعيد السياسي الضابط للجمهور الشيعي المستهدف بأمنه وحياته من قبل التنظيمات التكفيرية التي تتخذ من المذهب السني عنواناً لولائها وانتمائها، بحيث أن الدور المركزي لحزب الله في منع الشارع الشيعي من الإنزلاق نحو ردود الأفعال الغرائزية وفي كبت الأصوات التحريضية المتطرفة مذهبيا داخل الطائفة الشيعية يشكل العمود الفقري لتفشيل المخطط الجهنمي الهادف إلى زعزعة الأستقرار العام في لبنان من خلال خلق أوضاع وظروف شبيهة لما يجري في العراق وهي أوضاع وظروف تقع ضمن خانة اشعال فتيل الحرب المذهبية السنية – الشيعية في وطن الأرز والتعدد والتعايش.
المصادر أشارت الى ان الوضع الأمني الممسوك من قبل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والمقاومة لا يعني أبدا بأن خطر التنظيمات الإرهابية على لبنان قد تلاشى، خصوصا أن المعلومات المتوافرة من تقارير الأجهزة الأمنية والإستخباراتية المحلية والخارجية لا سيما منها الاميركية تجمع على أن هناك قوى إقليمية تقوم بتحريك الخلايا الإرهابية على الساحة اللبنانية و بأن دور هذه القوى الإقليمية على هذا الصعيد لا يزال مستمر.وهذا الأمر يعني بأن خطر الإنتحاريين والسيارات المفخخة لا يزال حاضرا بقوة سيما أن هناك تنظيمات ارهابية تدور في فلك هذه القوى الإقليمية لا تزال ناشطة على الساحة اللبنانية وعلى راس هذه التنظيمات يأتي تنظيم «داعش» الإرهابي.وتتابع المصادر عينها بأن هذه المعلومات المستقاة من تقارير الأجهزة الأمنية والإستخباراتية المحلية والخارجية تتقاطع بمضامينها مع التوقيفات التي أجراها الجيش والقوى الأمنية في الأسابيع الماضية القليلة حيث تؤكد المراجع الأمنية بان المجموعات التي جرى توقيفها هي مجموعات تنتمي إلى عدة تنظيمات إرهابية من «جبهة النصرة» و « القاعدة» بالإضافة إلى عناصر ينتمون إلى «داعش» ما يدل ويؤكد بأن هذا التحريك للخلايا الإرهابية في لبنان تقف وراءه جهات إقليمية فاعلة في نشاطها الداعم للحراك الأصولي في كل المنطقة لا سيما في سوريا والعراق وحاليا في لبنان.