رئيس المجلس النيابي نبيه بري يعلن أنّه لا يريد التمديد لمجلس النواب، ويشدّد على أنّ مجلساً لا يجتمع، وهو أصلاً ممدّد له، لا يحق له أن يمدّد لنفسه مرة ثانية.
من ناحية أخرى، يقول بري إنّ 87% من النواب المسلمين سيحضرون الى المجلس للمشاركة في الجلسات الانتخابية… ومع ذلك فالمجلس لا يجتمع في جلسات التشريع التي يقاطعها النواب من مختلف الطوائف… وبالتالي فالمجلس لا يجتمع رئاسياً ولا يجتمع تشريعياً.
وليس الرئيس نبيه بري وحده في هذا المجال، فثلاثة أرباع النواب يقولون إنّهم لا يريدون التمديد لأنفسهم…
ولكن المواطنين اللبنانيين يعرفون أنّ التمديد واقع حتماً، وهم لن يفاجئهم أن تهرول الأكثرية النيابية المطلوبة (ومن الأطراف كافة) الى المجلس للتصويت على اقتراح قانون التمديد الذي بات موجوداً في أدراج المجلس.
ولكن السؤال يبقى وارداً: هذا المجلس الذي سيجتمع ليجدّد لنفسه، لماذا لا يجتمع لانتخاب رئيس للجمهورية؟
والسؤال طبيعي ومشروع… ولكن ثمة حقيقة موازية في مكان آخر وهي باختصار: لا حلّ آخر غير التمديد للنواب، فالظرف لا يسمح بإجراء الانتخابات أمنياً وسياسياً.
والذين يقولون: ها هي سوريا ومصر والعراق وليبيا (…) أجرت انتخابات نيابية أو رئاسية بالرغم من أنّ ما يجري في كل منها أخطر بكثير مما يجري عندنا أمنياً.
هذا كلام جيّد من حيث المبدأ، ولكن من حيث التفصيل نقول إنّ لكل بلد خصوصيته في هذا المجال.
وفي تقديرنا أنّ الرئيس سعد الحريري والوزير نهاد المشنوق كانا الأكثر واقعية وصراحة عندما قال الحريري إنّ لا حلّ آخر، وعندما قال المشنوق، نحن كوزارة جاهزون تقنياً، ولكن الظرف الأمني لا يسمح بإجراء الانتخابات.
وفي الغد غير البعيد ستُعقد جلسة التمديد للنواب، وسيتبيّـن من هو الكاذب ومن هو الصادق بين الذين يدّعون أنّهم غير موافقين على التمديد وفي طليعتهم ميشال عون ونواب تكتله.