IMLebanon

«التنسيق» تتحدّى و«التربية» تردّ: الأمر لي

«حزب الله» يطرق باب التوافق الرئاسي.. وجنبلاط يصف تدخله في سوريا بـ«الغلطة الأخلاقية»

«التنسيق» تتحدّى و«التربية» تردّ: الأمر لي

مشهدان تنازعا نهاية أسبوعٍ بدا مشرقاً ومشرّفاً في الأول مع تسلّق الشاب مايكل حداد صخرة الروشة متحدياً إعاقته الجسدية ليرفع علم لبنان ويحضّ على صون بيئته، ومقززاً ومخزياً في الثاني مع جريمة اغتصاب وقتل مروّعة ذهب ضحيتها الطفل السوري ذو الخمس سنوات محمد الخولي الذي وجدت جثته داخل حاوية للنفايات في حلبا حيث سارعت القوى الأمنية إلى توقيف الجاني اللبناني «ن. ع.» (مواليد 1997) بعدما أبلغ عنه والده. أما على حلبة الامتحانات الرسمية، فقد دخل الكباش المفتوح بين هيئة التنسيق النقابية ووزارة التربية أسبوعاً حاسماً وسط تنازع أمر إجرائها من عدمه، في ضوء إطلاق الهيئة شعار «الأمر لي» عشية اعتصامها أمام مبنى الوزارة، ومسارعة الوزير الياس بو صعب إلى الرد بالقول: «الأمر في إجراء الامتحانات هو لوزارة التربية فقط»، مؤكداً أن نسبة إجرائها الخميس المقبل باتت «عالية أكثر»، مع نفيه وجود «أي نية لنزع الصفة الرسمية عن الامتحانات لتخصيصها».

وكانت هيئة التنسيق قد اتهمت وزارة التربية خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس بالسعي إلى خصخصة الشهادات التعليمية الرسمية، ورسمت في المقابل خارطة تحركات تواكب الجلسة التشريعية المزمع عقدها غداً لمناقشة وإقرار مشروع سلسلة الرتب والرواتب، بما يشمل الإضراب العام اليوم وغداً على كامل الأراضي اللبنانية بغية الدفع باتجاه تحقيق مطالبها في السلسلة. علماً أنّ مصادر نيابية متقاطعة أكدت لـ«المستقبل» أنّ الكتل التي لم تحسم موقفها بعد حيال الجلسة واصلت خلال الساعات الأخيرة مشاوراتها بهذا الشأن، على أن تتبلور اليوم صورة المواقف وما ستؤول إليه الأمور على صعيد نصاب الجلسة ومصير السلسلة. في حين أعلنت لجنة المراقبين الجويين تعليق تقديم خدمات الملاحة الجوية ظهر الغد بين الساعتين الحادية عشرة والواحدة «لكافة الطائرات الوافدة والمغادرة باستثناء طائرات الدولة وحالات الطوارئ» رفضاً للتأجيل المستمر في إقرار سلسلة الرتب والرواتب.

رئاسياً، وإذ ستشهد ساحة النجمة اليوم جلسة «لا نصاب» جديدة تتيح استمرار الشغور في سدة الرئاسة الأولى، برز عشية الجلسة تنديد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي خلال قداس «أحد العنصرة» بانتهاك الدستور من خلال عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية «ما يتسبب بشلل المؤسسات الدستورية»، منبهاً في هذا السياق إلى أنّ قيام الحكومة بمهمات الرئيس «لمدة غير محددة» يشكل بدوره «انتهاكاً للميثاق لأنه يقصي المكوّن المسيحي الماروني عن الرئاسة، بينما لا المجلس النيابي يستطيع القيام بوظيفته ولا الحكومة تجد السبيل إلى ممارسة صلاحياتها».

في الغضون، وفيما يستعد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لإطلاق مبادرة يأمل في أن تتمكن من مد الجسور بين الأفرقاء لتمرير الاستحقاق الرئاسي، لفت الانتباه موقف أطلقه «حزب الله» أمس طرق فيه باب التوافق حول الرئيس العتيد من خلال دعوة الوزير محمد فنيش إلى «اختيار (الشخصية) الأكثر تمثيلاً والأقدر على تحقيق التوافق وبدء مرحلة جديدة من التفاهم الوطني»، مطالباً بـ«تفاهم القوى السياسية المؤثرة» في معرض إعرابه عن رفض الحزب تعطيل المؤسستين التشريعية والتنفيذية.

تزامناً، أبدى رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط تمسّكه بمرشّحه الرئاسي النائب هنري حلو وعدم استعداده إلى سحب ترشيحه لحساب أية تسوية، وفق ما أكد جنبلاط في حديث أدلى به لوكالة «أسوشيتد برس» وصف في خلاله تدخل «حزب الله» بالحرب الدائرة في سوريا بـ«الغلطة الأخلاقية»، مشدداً في ما خص سلاح الحزب على وجوب حصر «تصويب البندقية باتجاه العدو الإسرائيلي».

قزي

وبُعيد عودته من جنيف حيث عقد سلسلة لقاءات أبرزها مع المدير العام للأمم المتحدة مايكل مولر، أوضح وزير العمل سجعان قزي لـ«المستقبل» أنّ مولر بدا خلال اللقاء «غير مرتاح للوضع العام في لبنان، ودعا اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت لأنّ الاستحقاقات الخارجية عديدة وكثيرة، لافتاً الانتباه في هذا المجال إلى أنّ أقرب الاستحقاقات يحتاج إلى أشهر كي ينضج وبالتالي فإنّ لبنان سينتظر طويلاً إن هو قرر انتظار ما ستؤول إليه الأمور على صعيد هذه الاستحقاقات». وأشار قزي إلى أنّه بعد أن أطلع المسؤول الأممي على أوضاع النازحين في لبنان ووضَعَه في صورة أرقام وإحصاءات هذا الملف «وعد بأنه سيبادر إلى الاتصال بالدول المانحة لدفع الاستحقاقات التي التزمت بها»، كما لفت قزي إلى أنه طلب من مولر «أن تتولى الأمم المتحدة مسؤولية إقامة مخيمات للنازحين السوريين في لبنان».

أما في ملف الأزمة السورية، فقال قزي إنّ المنظمة الدولية لا تزال بصدد تحديد خياراتها بالنسبة لتعيين موفدها الجديد إلى سوريا خلفاً للأخضر الابراهيمي، كاشفاً في هذا الإطار أنّ أبرز الأسماء المرشحة لهذا المنصب هو الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى.