سليمان لـ «المستقبل»: هولاند يشجّع التوافق اللبناني.. وسأتابع عملي ضمن جبهة «إعلان بعبدا»
الجامعة واليوروبوند والسلسلة والرواتب.. «سلة واحدة»
على قاعدة «إشتدي أزمة تنفرجي» تبدو الكربجة الحكومية والتشريعية المتأتية عن شغور موقع رئاسة الجمهورية متجهة إلى حلول «السلة الواحدة» وفق ما تقاطع تلميحاً وتأكيداً عدد من المصادر السياسية المتناغمة والمتقابلة لـ«المستقبل»، موضحين أنّ العُقد المتشابكة على صعيد ملفات الجامعة اللبنانية وسندات اليوروبوند وسلسلة الرتب والرواتب ومعاشات موظفي القطاع العام تفرض نفسها على حركة الاتصالات والمشاورات الجارية في أكثر من اتجاه توصلاً إلى أرضية مشتركة تتيح إيجاد تقاطعات توافقية والتأسيس عليها لبلوغ سلة متكاملة من الحلول وترجمتها عملياً في مجلسي النواب والوزراء.
في هذا السياق، أكدت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات على خط عين التينة لـ«المستقبل» أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري يكثف اتصالاته مع الأفرقاء المعنيين تمهيداً لوضع جدول أعمال الجلسة التشريعية التي يعتزم الدعوة إلى انعقادها لإقرار مشاريع قوانين متصلة بسندات الخزينة باليورو وفتح اعتمادات مالية تشرعن عملية دفع رواتب الموظفين في القطاع العام فضلاً عن مشروع سلسلة الرتب والرواتب. في وقت أفاد وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب «المستقبل» بأنّ اللقاء الذي عقده رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط مع هيئة التنسيق النقابية أمس لمس خلاله وفد الهيئة «ليونة ملحوظة من النائب جنبلاط في موضوع إقرار السلسلة».
أما على الصعيد الحكومي، فبرزت حركة مشاورات متزامنة أمس في قصر المصيطبة حيث استقبل رئيس الحكومة تمام سلام كلاًّ من الوزراء بوصعب وآلان حكيم وبطرس حرب، الذين أجمعوا على التأكيد لسلام بأنّهم يتفهمون موقفه ربط الدعوة لانعقاد مجلس الوزراء بالتوافق المسبق على البنود العالقة على جدول أعماله ويرفضون عرقلة عمل مجلس الوزراء. ونقل زوار سلام لـ«المستقبل» أنهم خرجوا من لقاءاتهم به بانطباع مفاده أنّه مستمر بقراره عدم دعوة الحكومة إلى الانعقاد هذا الأسبوع. في حين أكدت أوساط سلام لـ«المستقبل» أنّ «طرفيّ الخلاف في موضوع الجامعة اللبنانية أبلغاه أنهما لا يعتزمان عرقلة أعمال مجلس الوزراء، وشددا أمامه ألا نية لدى أي منهما بالتعطيل»، لافتةً إلى أنّ «رئيس الحكومة لا يزال على موقفه متريثاً في توجيه الدعوة لانعقادها بانتظار تبلغه من الأفرقاء المعنيين التوافق على البنود العالقة على جدول الأعمال لا سيما منها بند الجامعة اللبنانية».
وعلى صعيد الاتصالات المستمرة لإيجاد حل توافقي في ملف تعيين عمداء الجامعة، أكدت مصادر تكتل «التغيير والإصلاح» لـ«المستقبل» أنّ «لا مشكلة لدى التكتل في تثبيت العميد بيار يارد في كلية الطب إذا حظي ذلك بتوافق سياسي لا يتعارض مع ميزان التوازن الطائفي»، مشيرةً إلى أنّ «إرجاء الاجتماع الذي كان مقرراً اليوم بين الوزيرين بوصعب وحكيم أتى لإفساح المجال أمام حكيم للتشاور مع قيادته لا سيما مع النائب سامي الجميل الموجود في البرازيل بغية التوصل إلى مساحة مشتركة تتيح حل موضوع كلية الطب» التي لا يزال حزب «الكتائب» متمسكاً بتعيين شخصية محسوبة عليه عميداً لها، بالإضافة إلى مطالبته بتعيين مرشح آخر للحزب كمفوض للحكومة في مجلس الجامعة، وفق ما أعلن الوزير حكيم أمس للصحافيين إثر لقائه الرئيس سلام.
سليمان
في الملف الرئاسي، كشف الرئيس ميشال سليمان لـ«المستقبل» أنّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أبلغه خلال لقائه الأخير به في باريس أن «لا مرشح لفرنسا لرئاسة الجمهورية ولا فيتو منها على أي مرشح»، وأضاف: «الرئيس هولاند قال لي اتفقوا كلبنانيين على إسم رئيس للجمهورية ونحن جاهزون للمساعدة إذا طُلب منا ذلك في إطار التشجيع لا أكثر ولا أقل لأنّ فرنسا لا تتدخل في شؤوننا الداخلية».
سليمان شدد على «عدم جواز الاتكال على الخارج في استحقاقاتنا الداخلية»، وأردف: «يمكننا نحن اللبنانيين أن نتفق على رئيس توافقي يجمع بين الناس بعيداً عن تصنيفات القوي والضعيف»، سائلاً: «هل كنتُ رئيساً ضعيفاً في المواقف التي اتخذتُها خلال عهدي؟ وهل تم انتخابي من الخارج؟ وأضاف موضحاً: «لم أُنتخب في الدوحة بل إنّ اتفاق الدوحة ترجم اتفاقاً لبنانياً على إسمي بعدما أيدت القوى اللبنانية انتخابي بسبب إرسالي الجيش إلى الجنوب لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، وبسبب حماية تظاهرة 14 آذار 2005، وبسبب دور الجيش في معركة نهر البارد».
وفي معرض تأكيده أنه «لا يجوز أن يلحق الفراغ بمجلس النواب والحكومة بعد أن لحق برئاسة الجمهورية»، قال سليمان: «التعثر الحكومي غير مقبول، والأطراف المشاركة في الحكومة لا يحق لها أن تعطل بنداً مقابل بند آخر بعد أن طالبت هذه الأطراف نفسها بتجنب البنود الخلافية، فكيف إذاً يربطون بنداً بآخر ويلجأون إلى التعطيل؟»، مضيفاً: «المطلوب وجود حسّ من المسؤولية خصوصاً وأنّ الرئيس سلام يتجنب المواضيع الخلافية حرصاً منه على التوافق وعلى تسيير شؤون الناس».
وإذ رفض الرد على الحملات التي تستهدفه وتهويل البعض برفع دعاوى قضائية ضده، إكتفى سليمان بالقول: «يبدو أنّ البعض من خلال هذه الحملات يهدف إلى وضع سقف مسبق للرئيس الجديد كي لا يكون حرّ الرأي والتصريح، أما إذا كان المقصود من هذا البعض الدفع باتجاه التراجع عن إعلان بعبدا فهذا غير ممكن لأنني وضعت هذا المشروع وعملت على تطبيقه عندما كنت رئيساً وسأتابع سعيي لتطبيقه بعد خروجي من القصر»، وأضاف: «فليطمئن هذا البعض إلى أنني لا أفكر بالترشح للانتخابات النيابية لكنني سأتابع عملي السياسي عبر جبهة سياسية مشروعها تنفيذ إعلان بعبدا، لأنّه خلاص لبنان ولأنّ من يُقسم على العمل من أجل لبنان عندما يُنتخب رئيساً لا يمكنه أن يبقى متفرجاً حين يصبح خارج سدة المسؤولية».
صواريخ الجنوب
وفي سياق مناهض لمضامين «إعلان بعبدا»، تتواصل عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وقد أطلق مجهولون ليل أمس صاروخين جديدين من منطقة رأس العين جنوب مدينة صور، قابلهما على الفور قصف مدفعي إسرائيلي هو الأعنف من نوعه منذ بدء عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان في الآونة الأخيرة استهدف المنطقة الساحلية الممتدة من رأس العين حتى القليلة وبلغ تخوم مخيم الرشيدية بالإضافة إلى قصف خراج بلدات الحنية، العزية، سماعية، المنصوري ووادي زبقين، حيث ترافق القصف مع تحليق للطيران المروحي المعادي بالتزامن مع إطلاق قنابل مضيئة في سماء المنطقة. في حين قطع الجيش الطريق على اوتوستراد الحوش باتجاه الناقورة حرصاً على سلامة المواطنين.
وكان قد برز موقف لوزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أمس حمّل فيه «الحكومة اللبنانية والنظام السوري المسؤولية الكاملة» عن إطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، متوعداً بـ«الضرب بيد من حديد كل من يحاول إطلاق الصواريخ والمساس بأمن إسرائيل من المنطقة الشمالية».
معارك السلسلة الشرقية
تزامناً، تصاعدت وتيرة المعارك على جبهة السلسلة الشرقية بين مقاتلي «حزب الله» وكتائب النظام السوري من جهة ومقاتلي كتائب المعارضة السورية المتمركزة في جرود المنطقة من جهة أخرى، فسقط للحزب 7 قتلى ونحو 31 جريحاً خلال الساعات الأخيرة بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مع إشارته إلى مقتل 9 من مقاتلي المعارضة وإصابة 23 آخرين بجروح.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مقاتل من «حزب الله» أصيب في المعركة قوله لمراسل الوكالة من دون أن يكشف عن إسمه إنّ «المعركة كانت طاحنة وقتل فيها 8 مقاتلين من الحزب بينما سقط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف الفريق الآخر». وعُرف من قتلى الحزب كل من زكريا فيصل سجد (الهرمل)، محمد علي حمودي (صريفا) بلال كسرواني (النبطية) علي يوسف مقداد (مقنة)، يحيى محمد الزركلي (بعلبك) علي حسن النمر (الكواخ) ومحمد علي عواضة (ميس الجبل).