IMLebanon

الجميع خاسر

ما يجري اليوم في لبنان، وأيضاً في العالم العربي يمكن تلخيصه بعبارة: «الجميع خاسر»:

فمَن يربح خاسر!

ومَن يخسر خاسر!

وعلى سبيل المثال سوريا: مَن هو الذي يربح فيها؟

النظام؟ أين كان وأين أصبح؟

الشعب السوري؟ وقد بات 11 مليوناً منه مهجرين، و250 ألف قتيل، و500 ألف جريح، ودمار نصف البلد… و700 مليار دولار لإعادة الإعمار… هذا إذا توقفت الأحداث هنا… وهي لن تتوقف، مع الأسف… لذلك فالخسائر مرشحة الى المزيد والمزيد!

هذا في سوريا، أمّا في العراق فمَن هو الرابح؟

الشعب العراقي، هل هو الرابح؟ وكيف؟ وهل يكون الرابح بالمجازر اليومية وأنهار الدماء التي لا تتوقف إراقتها؟

النظام العراقي، هل هو الرابح وكيف؟ وهل يكون الربح بالعجز المطبق عن وقف آلة القتل والدمار التي شارك فيها هذا النظام أيام نوري المالكي في رئاسة الوزارة؟

هل السُنّة هم الرابحون؟

هل الشيعة هم الرابحون؟

هل الأكراد هم الرابحون؟

أو أنّ الإيزيديين والمسيحيين هم الرابحون في ما يتعرّضون له من حرب إبادة؟!.

ونأتي الى لبنان.

شاء من شاء وأبى من أبى فقد خسر اللبنانيون جميعهم، وهي خسارة كبيرة لمقومات وطنٍ كان فريداً بين البلدان، وتزداد الخسارة يومياً مع استمرار تورّط «حزب الله» في سوريا.

وعندما نتكلم عن «النأي بالنفس» فليس من باب الهواية… خصوصاً وأنّ الفريقين (14 آذار و8 آذار) في مركب واحد، إذا غرق فسيغرق بهم جميعاً وليس بفريق دون الآخر.

فاليوم، كما بالأمس، وغداً أيضاً سنظل نطالب «حزب الله» بأن ينسحب من سوريا عساه يتدارك ما يمكن تداركه من خسائر تطاوله كما تصيب الجميع مباشرة أو غير مباشرة.

وإنّنا على يقين بأنّ الفتنة السنّية – الشيعية لن تتوقف في لبنان ما بقي الحزب يقاتل في سوريا.

أمّا عن «داعش» وأخواتها فنكرر أنّه ما من دين يأمر بالقتل والذبح وبالإعتداء على الأبرياء… وما من دين يُكره الناس حتى يكونوا على إيمان به.

إلاّ أنّ موقفنا المباشر المدين لـ»داعش» ومثيلاتها لا يعني غض الطرف عن مواقف النظام السوري والنظام العراقي (أيام نوري المالكي بالذات) وحلفائهما.