IMLebanon

الجنرال لعبها «صولد»: «انا الرئىس» أو الإطاحة «بالطائف»

الجنرال لعبها «صولد»: «انا الرئىس» أو الإطاحة «بالطائف» هل فاتح حلفاءه بموقفه أم أنه أراد حشر الجميع في الزاوية؟

يبدو ان كلمة السر السعودية وصلت الى الجنرال ميشال عون ومفادها ان المملكة لا تقبل بوصوله الى كرسي الرئاسة الاولى، لا سيما وان دمشق ترى فيه «فخامة الجنرال»، فكان المؤتمر الصحافي الذي عقده محاولاً قلب الطاولة على اللاعبين محلياً واقليمياً، وذلك باستهداف «اتفاق الطائف» الذي هو صناعة اميركية ـ سورية ـ سعودية، من خلال دعوته الى «تعديل محدود» وفق مفهومه علماً، تقول اوساط وسطية ان محدودية هذا التعديل تنسف «الطائف» برمته، ويراهن عون على فتح «بازار» المقايضة على قاعدة «الرئاسة» او «الطائف» ما يكرس صحة اتهام خصومه له «انا او لا احد» ويفتح الباب واسعاً امام الاسئلة تضيف الاوساط وفي طليعتها هل اطلع عون حلفاءه على المشروع الذي طرحه وتناول شقين: الانتخابات الرئاسية والانتخابات النيابية. ففي الشق الاول اقترح الجنرال ان ينتخب الشعب الرئىس ما ينسف النظام البرلماني برمته، وان يكون الانتخاب عبر دورتين يختار المسيحيون في الاولى رئيس الجمهورية وفي الثانية ينتخب اللبنانيون جميعاً الرئىس العتيد، معتبراً أن الاولى تأهيلية والثانية تقريرية، والامر بحاجة الى جهابذة في علم الدساتير لتفسيره.

وتضيف الاوساط ان موقف عون سيترك تداعيات زلزالية وربما يطيح بالتحالفات الراكدة على الساحة المحلية والغريب ان هذا الموقف يأتي في مرحلة امنية بالغة الدقة والحساسية لا سيما وان الارهاب التكفيري يكثف من تغلغله على الساحة الهشة، والاغرب من ذلك ان الجنرال نسي او تناسى خطورة المجريات اثر اعلان دولة الخلافة تعيين عبد السلام الاردني المعروف «بذئب القاعدة» اميراً على «ولاية لبنان».

وتشير الاوساط نفسها الى ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي صدم بما سمع، لان ما طرحه الجنرال يناقض توجهات الصرح المطالب باستعجال انتخاب رئىس للجمهورية كي لا تضيع الجمهورية نفسها فاذا كان «الطائف» قد جرم صلاحيات الرئاسة، فان الفراغ نسف الرئاسة كموقع بعد الصلاحيات، وان البرودة بين عون وبكركي تقول الاوساط الوسطية ستتحول الى خصومة تعيد الى الاذهان صدامه معها ابان ولاية الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، واذا كان الراعي اول المصدومين بموقف عون، فان الامر لا يختلف مع «شريك شريكه» الرئيس نبيه بري ولا مع النواب المسيحيين من خارج «كتلة الاصلاح والتغيير»، اما «حزب الله» وان كان يرى ان اجراء بعض التعديلات في «الطائف» بما يراعي المصلحة الوطنية ضروري الا ان الامر لا يطرح في مرحلة سوداوية قاتلة حيث الاولوية وطنياً لتحصين الساحة الداخلية لمكافحة خطر الارهاب الذي يقرع ابوابها بعنف.

وتقول الاوساط ان فريق 14 آذار كما معظم فريق 8 آذار يرفضون هذا الطرح الذي يزيد التعقيد تعقيدا، لا سيما وان المجريات في المحيط تؤشر على غموض آفاق التسوية في المنطقة التي تقبع فوق البراكين التكفيرية التي قسمت العراق ودمرت سوريا، وان موقف الجنرال في هذا التوقيت كان ردة فعل بعدما تجمعت لديه معطيات اقليمية ودولية تشير الى ان الطبق الرئاسي وضع على نار حامية في المطابخ الدولية وان حظوظ الجنرال تراجعت في الوصول الى بعبدا.

وتقول الاوساط ان سياسة الانفتاح بين «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» قد وصلت الى الحائط المسدود وان الايام المقبلة ستوضح الصورة، ولكن ما يقلق الجميع ان يلجأ عون الى سحب وزرائه من الحكومة ما يشرّع الساحة المتهالكة على كافة الاحتمالات لا سيما وان الجنرال من اصحاب اسلوب افضل وسائل الدفاع الهجوم، ويلعبها «صولد» دون النظر الى النتائج التي قد تكون كارثية بحسب الاوساط الوسطية.